الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، 21 سبتمبر، ( أبو أيهم، أخبار الآن ) – في ظل الحصار الذي تفرضه الحواجز الأمنية المحيطة بالغوطة الشرقية ، تعاني المشافي الميدانية من نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية، فمعظم المشافي لا تتوفر فيها أبسط الأدوية والمعدات التي يحتاجها المريض، كمضًاضات الالتهابات، والضماضات، كما أن معظمها أيضا تتخذ من الاقبية مقرات لها، لتفادي القصف اليومي الذي تتعرض له الغوطة الشرقية .

الأساليب المتبعة في العلاج داخل تلك المشافي هي قديمة و بدائية، فضلا عن انقطاع الكهرباء بشمل كامل منذ أكثر من عشرة أشهر، بعكس القصف المتواصل الذي لا ينقطع أبدا .

يحدثنا أبو أحمد وهو طبيب في إحدى المشافي الميدانية عن هذه المعاناة، ويقول إنه و زملائه الأطباء لم يستسلموا ولن ييأسوا، بل عملوا بجد على توفير المواد التي يحتاجونها بطرق بديلة؛ فقد استبدلوا الضماضات بأكياس الطحين البيضاء، حيث يقومون بغسلها وتنظيفها ومن ثم تقطيعها و تعقيمها، ليتم استخدامها كضماضات تساعد في التئام الجروح، كما يحدثنا أبو أحمد أن بعض الاطباء المختصين يقومون بصناعة حبوب وأدوية  بشكل يدوي، لتكون بديلا عن الحبوب والأدوية التي تفتقد إليها المشافي الميدانية، والتي لا تسمح حواجز النظام بدخولها إلى الغوطة الشرقية .

كما أنهم يستخدمون مولدات الكهرباء التي تعمل على المحروقات في توفير الطاقة الكهربائية، و التي يعانون منها كثيرا، نظرا لعدم توافر مادة المازوت والبانزين، والارتفاع الكبير في أسعارها إن وجدت، لذلك يلجأون في بعض الأحيان إلى استخدام بطاريات السيارات، مع محولات للطاقة .

يقول أبو سعيد وهو ممرض داخل إحدى المشافي بالغوطة الشرقية، إن أغلب السكان في مناطق الغوطة الشرقية يلجأون إلى المشافي الميدانية للعلاج، لأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى العاصمة دمشق، حيث تقوم الحواجز الامنية باعتقال أي شخص ينتمي إلى منطقة ثائرة، فإن مجرد الانتماء لتلك المناطق، هي تهمة بحد ذاتها، كما أن توجه السكان إلى المشافي الميدانية للعلاج يشكل عبأ كبيرا على الأطباء في ظل النقص الشديد بالمستلزمات والادوية، التي يحتار فيها الاطباء أن يقدموها للمرضى العاديين أم للمصابين و الجرحى جراء القصف !! .