نيويورك، 16 سبتمبر ، وكالات- وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا الذي اكده في تقرير خبراء، بانه “جريمة حرب”، وفقا لما افاد دبلوماسيون.             

وطالب بان كي مون الذي كان يتحدث امام مجلس الامن الدولي بان يلقى المسؤولون عن الهجوم حسابهم وطلب من مجلس الامن النظر في فرض عقوبات اذا لم تحترم دمشق خطة تفكيك ترسانتها الكيميائية.

وعثر خبراء الامم المتحدة الذين حققوا في سوريا على “ادلة واضحة ومقنعة” على استخدام غاز السارين خلال مجزرة الغوطة الشهر الماضي المجزرة التي وقعت في 21 اب/اغسطس قرب دمشق واشاروا الى استخدام اسلحة كيميائية على نطاق واسع في الحرب السورية كما ورد في تقريرهم.             
واشار التقرير الذي سلم الاحد الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وسيعرض الاثنين امام مجلس الامن الدولي، ان اسلحة كيميائية استخدمت على نطاق واسع نسبيا في المجزرة ضد مدنيين بينهم اطفال. ولم يحدد التقرير بدوره منفذ الهجوم الكيماوي.   
        
واشار التقرير الى “ادلة واضحة ومقنعة” على استخدام غاز السارين في الهجوم الذي وقع الشهر الماضي في ريف دمشق. وتقول الولايات المتحدة ان هذا الهجوم اوقع نحو 1400 قتيل.
             
واضاف ان “صواريخ ارض-ارض مجهزة بغاز الاعصاب السارين استخدمت” في هجوم 21 اب/اغسطس.
             
ووردت هذه التفاصيل في الصفحة الاولى من التقرير.
             
وسيعرض بان كي مون التقرير ظهر الاثنين على سفراء الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي. وكان الامين العام للامم المتحدة اعتبر الجمعة ان التقرير سيؤكد استخدام اسلحة كيميائية.
             
لكن التقرير لا يحدد بشكل مباشر المسؤولين عن استخدام الاسلحة الكيميائية لان مهمة المحققين لا تتضمن هذا الامر.
             
وتتهم الدول الغربية النظام السوري بشن الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس و13 هجوما اخر بالاسلحة الكيميائية منذ بدء الحرب في سوريا في اذار/مارس 2011.
             
من جهتها تتهم موسكو المعارضة السورية بشن هجمات كيميائية من اجل اتهام دمشق والتسبب بضربة عسكرية غربية.
             
لكن شبح هذه الضربة العسكرية اصبح بعيدا الان، على المدى القصير على الاقل، منذ ان اتفق الاميركيون والروس في نهاية الاسبوع الماضي في جنيف على خطة لتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية وهو ما وافقت عليه دمشق.
             
لكن واشنطن وباريس ولندن تعتزم استخدام تقرير المحققين بهدف ابقاء الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لكي يحترم تعهداته بالتخلص من ترسانته الكيميائية فيما ترفض موسكو اي تهديد بعمل عسكري ضد حليفها السوري.
             
وخلال تحقيقهم الميداني في سوريا، جمع الخبراء العديد من العينات (دم وبول وشظايا قذائف) التي تم تحليلها في اربعة مختبرات اوروبية.
             
وبحسب التقرير فان “العينات البيئية والكيميائية والطبية التي جمعناها تقدم ادلة واضحة ومقنعة على ان صواريخ ارض-ارض مجهزة بغاز السارين استخدمت في عين ترما والمعضمية وزملكا والغوطة” جنوب وغرب دمشق في 21 اب/اغسطس. واضاف ان “هذه النتجية تثير قلقا كبيرا”.
             
وكانت باريس وواشنطن اكدتا انه تم استخدام غاز السارين في هجوم 21 اب/اغسطس وحملا مسؤوليته للقوات الحكومية السورية. واشارت روسيا ايضا الى استخدام السارين في سوريا لكنها حملت مسؤوليته لمعارضي النظام.
             
وفي تقريرهم يعطي المحققون اسماء ثلاثة مواقع اخرى كانت مهمتهم تشمل التحقق منها اثر اتهامات باستخدام سلاح كيميائي لكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك لانهم ركزوا عملهم على الغوطة خلال زيارتهم التي استغرقت عشرة ايام الى سوريا في اب/اغسطس.
             
وهي خان العسل قرب حلب (شمال سوريا) حيث يقول النظام ان معارضين استخدموا اسلحة كيميائية والشيخ مقصود (ضواحي حلب) وسراقب قرب ادلب (شمال غرب).
             
واعلنت الامم المتحدة عزمها ارسال هؤلاء الخبراء مجددا الى سوريا اذا كان الامر ممكنا لانهاء تحقيقهم في هذه المواقع الثلاثة.