معلولا، ريف دمشق، 16 سبتمبر، (أحمد يعقوب، أخبار الآن) – قال متحدث باسم فصيل مشارك بمعركة بلدة معلولا الواقعة في جبال القلمون بريف دمشق، إن المسيحيين غير مستهدفين من قبل الجيش الحر في المعركة التي انطلقت صباح يوم الأربعاء في الرابع من هذا الشهر.
وتحدث المسؤول الإعلامي لألوية أحفاد الرسول في القلمون أبو محمد القلموني لأخبار الآن، عن المسيحيين في البلدة: “إخواننا المسيحيون في بلدة معلولا هم أهل لنا، لم نستهدفهم ولن نستهدفهم ولا يمكننا أن نرضى بقتل مدني منهم بأي حال من الأحوال” ويضيف عن سبب إطلاقهم لهذه المعركة: “حاجز القوس الذي لطالما استهدف من خلاله نظام الأسد القرى والبلدات المجاورة لمعلولا واعتقل الكثير من أبناء القلمون، كان هدفنا الوحيد.”
وعن استمرار المعركة لغاية الآن يقول أبو محمد: ” بعد تدمير الحاجز، انسحبت جميع الفصائل المقاتلة إلى شمال البلدة عند فندق السفير، ولكن النظام بدأ بقصف البلدة، ثم حشد قوة كبيرة وتوجه إلى منطقة السفير، التي إذا ما استطاع اقتحامها فهذا يعني خرق منطقة القلمون من جهة مدينة يبرود وبخعة وغيرها من المناطق المحررة، وهذا ما لن نسمح به.”
ويضيف أبو محمد حول مساعدتهم لعائلات من المدينة: “لقد ساعدنا الكثير من العائلات على النزوح إلى يبرود التي يوجد فيها بالأصل آلاف العائلات المسيحية، حتى أن بعض الإخوة المسيحيين قد ساعدونا في العديد من الأمور لا يمكنني الإفصاح عنها خوفا على حياتهم، فجاء رد الفعل الطبيعي من نظام الأسد بحرق منازل لمسلمين ومسيحيين في معلولا تحت ما وصفهم بالمتآمرين مع الإرهابيين.”
وتضم معلولا على أغلبية مسيحية تقدر بـ 75%، تشتهر بوجود معالم مسيحية مقدسة ومعالم قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد.
وأصر الإعلام السوري النظامي على أن الإرهابيين هم من يقصفون ويدمرون البلدة، حتى بعد الصور المسربة والتي تظهر مدفعية النظام تقصف البلدة.
كما أن بعضا من الوسائل الإعلامية المساندة لنظام الأسد قد أطلقت على المعركة اسم “فتح مدينة الصليبيين” وهو ما أثار سخط العديد من الفصائل العسكرية والناشطين على حد سواء.
يقول مدير المركز الإعلامي السوري في القلمون عامر القلموني عن الاسم الذي أطلقته بعض وسائل الإعلام على المعركة: “يمكنك أن تعود للبيانات الصادرة عن جميع الفصائل المشاركة في العملية بما فيهم جبهة النصرة، لا وجود لأي اسم لهذه المعركة، لأنها كانت مجرد عملية تستهدف تدمير حاجز القوس، ولكن مع تمادي النظام تحولت إلى معركة.”
وعن ادعاءات الإعلام السوري بقتل مدنيين مسيحيين على أيدي الفصائل المقاتلة يجيب عامر: “إنه كلام فارغ ولا معنى له. لو كانت لديه الأدلة على ذلك فليطرحها على الإعلام. ثلاثة فقط هم من قتلوا من أبناء معلولا على يد الفصائل المقاتلة وجميعهم من اللجان الشعبية الذين قاتلوا بالسلاح.”
وقد أعلن البطريرك يوحنا يازجي عقب انطلاق المعركة بعدة أيام من مطار بيروت الدولي أنه لم يحدث أي تعد على الكنائس أو المنازل في معلولا.
فيما يوضح الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق حمزة الحكيم عن أسباب رد فعل المسيحين الخجولة تجاه قصف الأسد على بلدة معلولا فيقول: “لما يراه جميع السوريين بشكل يومي من مجازر وانتهاكات ترتكب بحقهم، فهذا الأمر يدفع المسيحيين لالتزام الصمت لأنهم يعلمون أن هذا النظام لا يفرق بين ديانة أو أخرى عندما يصل الأمر إلى تحديه أو تكذيبه”.