الباب، حلب، سوريا، 14 سبتمبر، (مصطفى عباس، أخبار الآن) – قصة أب لم يبق له في الحياة سوى صور لذكرى أبناءِ مروا في حياته كلمح البصر , أبو عبود من منطقة طريق الباب في مدينة حلب في سوريا فقد أبناؤه الأربعة وزوجته في قصف بصاروخ سكود ,ولم يبق له بعد حصول هذه المأساة سوى قبور يغسِلها ودعاءِ بالرحمة لعائلة غابت ,ولم تترك من بعدها الا صور على هاتف جوال
يجمع الثياب من تحت الركام ، لعل فيها شيئاً من رائحة عائلته التي فقدها قبل أشهر ، نتيجة قصف من قبل قوات النظام بصاروخ سكود ، استهدف منطقة طريق الباب في مدينة حلب .
أبو عبود ، الناجي من صاروخ سكود يقول :” كنت أربيهم لأطفالي الصغار مثل الورود , الصغيرة فيهم مولودة منذ ثلاثة أسابيع والأكبر عمرها سبع سنين ، والصبي الأكبر عمره 14 سنة , مثل الورود راحوا , نعم يدرسون , والكبير عمره 18 سنة , كلهم ماتوا .. الأسرة كاملة”.
إلى المقبرة يذهب كل يوم ليغسل قبور عائلته ويدعو لهم بالرحمة ، هنا ترقد زوجته وابنته راية ، وهنا يرقد ابناه بكر ومحمد فيصل .
أبو عبود ، الناجي من صاروخ سكود يقول : “أحن لهم أشتاق لهم لأنهم كانوا يملؤون حياتي ، لقد كانوا مثل الورود” .
لم يعد له شيء من ذكرى أبنائه سوى صور على جوال صغير لا يمل من تأملها ، وعصفوران نجيا من شر السكود بأعجوبة , فيما لا يزال العب السوري حبيساً ، وأبوعبود لا يزال يكابر نفسه بالصبر رغم فداحة المصاب .
أبو عبود ، الناجي من صاروخ سكود يقول : “شعوري بعدما استشهدت زوجتي وأولادي أن أكمل الحياة وأن لا أنهار , وإن شاء لله أملنا بالله أن تصبح الحياة أفضل , وأن أتابع إن شاء الله” .
صاروخ سكود أطلقه النظام كان قد وقع على حي جبل بدرو الفقير فجعل عاليه سافله ، وسقط نتيجته ما لا يقل عن مئة ضحية قبل نحو نصف ستة أشهر .