9 سبتمبر ، وكالات – نقلت وكالة رويترز الأسبوع الماضي أن وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب إنشق ووصل إلى سوريا، ليكون أرفع مسؤول علوي ينشق عن النظام. هذا الإنشقاق، سواء تأكد أم لا، يثير تساؤلاَ عن الخطوة التالية التي ستتخذها القيادات العلوية سواء في الجيش أو الدولة. هل هم راضون عما وصلت إليه الأمور؟ هل هم راضون عن قيادة بشار الأسد؟ في الأسابيع الأخيرة، نقل مراسلنا في دمشق، محمد صلاح الدين، عن عقيد علوي لا يزال يعمل تحت إمرة النظام أن على الأسد أن يرحل حتى تستقيم الأمور. فهل بدأ العلويون يتحدثون إلى الغرب؟ أي دور سيكون لهم في مرحلة ما بعد الأسد؟ من الأراء التي لفتت إنتباهنا ما جاء في صفحة على الفيسبوك لضباط في قوات النظام. تحت عنوان “انقذوا الجيش السوري”، لا نعلم إن كان علوياً، ولكن نعلم أنه ضابط رفيع. الزميلة خديجة الرحالي إستعرضت الصفحة وما ورد فيها
أول ظهور لصفحة “أنقذوا الجيش السوري” كانت في تاريخ 12 أغسطس 2013.  وأول مادة نشرها صاحب الصفحة كانت في تاريخ 13 أغسطس وتضمنت شرحا للأسباب التي دعته لفتح الصفحة.
يقول:
“أردت بطريقة أو أخرى أن يعلم العالم عن حقيقة الوضع وماذا يحصل في سوريا”
في الدقائق التالية قام صاحب الصفحة بإضافة صورة غلاف وهي كما نراها هنا لجندي سوري. وأعاد نشر مادة كان كتبها قبل شهرين تقريبا في موقع إلكتروني تحت عنوان “إلى متى … ” وهنا يعرف عن نفسه بأنه أبو خضر.
من هذه المادة نعرف أن الرجل ضابط رفيع في قوات النظام. ويقول “في يوم سمعت بخبر استشهاد صديقي بالكلية العميد الركن شرابي الذي تدربت معه لحماية تراب الوطن من العدو الاسرئيلي وقد قتل بأيدي سورية في إدلب.” ويتابع “بدأت أراجع نفسي وأسأل السؤال الذي لم أتوقع طرحه بحياتي…لماذا وإلى متى سنذبح بعضنا كسوريين؟ ومن أجل من؟ هل هي فعلأ معركة وطن؟”
في هذه المادة ومواد أخرى نشرها، يتوقف صاحب الصفحة عند أحداث بعينها. مثلا يتحدث عن كيف أن اللواء ١٠٤ في دير الزور تصرف ” كعصابة تسرق وتنهب وتعتدي على الأعراض…كيف يمكننا تبرير عدم معاقبة أو مساءلة بعض قادتنا الذين ألحقوا الموت بجنودنا عبر استخدام الغاز السام في  خان العسل وبرزة وحتى ولو كان ذلك عن طريق الخطأ؟”
وفي تاريخ 14 أغسطس يقول: ” هناك مجموعة من المجرمين تحت أمرة العقيد سهيل حسن من المخابرات الجوية أستلموا شحنة من اﻹمدادات واﻷسلحة كان من المفروض أن تصل لمخازن الجيش السوري. ولكنهم حولوا مسار الشحنة على الرغم من إعتراضات وزارة الدفاع! وبماذا أستخدموا هذه اﻷسلحة؟ إستخدموها لمهاجمة قوافل المدنيين الفاريين من القصير. ومن يدعم كل هذه التصرفات الرعناء كلها؟ إنه رامي مخلوف.”
يتحدث عن تغلغل حزب الله والإيرانيين في القيادة العسكرية. بحيث يأمر الإيراني وينهى وينتظر من الضابط السوري الانصياع. ويتحدث عن فساد يأتي لمصلحة حزب الله الذي يأخذ السلاح الجيد تاركا الرث للجنود السوريين. يقول: “يشتري جيشنا المتفجرات دون المستوى المطلوب من الهند. وقواتنا الجوية مجبرة على بناء قنابل محلية الصنع مثل التي أنفجرت وقتلت رجالنا في المزة … لقد خسرنا المليارات ونستدين بمليارات أخرى مشروطة. نقترض اﻷموال من اﻹيرانيين ولكن علينا إنفاقها مع تجار إيرانيين فقط. تعطينا روسيا القروض حتى ننفقها على أسلحتهم فقط. ومع كل هذا, يتراجعون عن كلمتهم. الصواريخ التي وعدونا بها لم تصلنا بعد. لقد أتفقنا معهم على إرسال 60 من خيرة رجالنا للتدريب في روسيا. وفي النهاية, غيّر الروس بنود الصفقة بحيث أن يكون رجالهم معنا دائما وكأنهم لايثقون بنا … أين هي إسقلالية قرارنا الوطني؟ هل ضاعت السيادة الوطنية في ظل إملاءات اﻹيرانيين والروس والصينيين؟”
ومن الأحداث الدقيقة التي يتوقف عندها “نادي الفروسية” في اللاذقية “أصبح اليوم منشأة عسكرية. لقد حول الضباط اﻹيرانيون وضباط حزب الله المكان إلى مقر لهم يستخدموه لخطف وإستجواب مواطنينا.”
في 21 أغسطس، كتب صاحب الصفحة إنه سيتحرى ما حدث في الغوطة الشرقية التي تعرضت لهجوم كيماوي.
عاد بعد أسبوع يقول: “بإمكاني التأكيد أن ضباطا مختصين من وحدة الحرب الكيماوية قد قاموا بفحص المنطقة وحضروا للعملية قبل أسبوع من الهجوم. ويمكنني التأكيد بأن وحدات من الحرس الجمهوري هي التي قامت بهذا الهجوم وقد وزعت عليهم من إدارة المخابرات العامة اﻷقنعة الواقية قبل العملية بفترة. والشيء الذي لا تعلمونه ويمكنني أن أذكره لكم هو أن المجرم العميد عبد الله رمضان أشرف بنفسه على عملية نقل اﻷسلحة الكيمياوية وإستخدامها.”
ثم يقدم الضابط السوري خطة عمل تبدأ برحيل بشار الاسد، مع تأمين خروج آمن له ولأسرته. ومن ثم توحيد القيادات، وطرد الإيرانيين، وتخيير حزب الله بين أن يكونوا حلفاء أو يعودوا لبلدهم. والأهم هو حماية الجميع: سنة وشيعة وعلويين ومسيحيين، من الإرهابيين.
كان هذا آخر ما نشره صاحب الصفحة في آخر يوم من الشهر الماضي.