صنعاء ،اليمن، 7سبتمبر 2013، نبيل اليوسفي، اخبار الان – اكثر من عشرين الف لاجئ صومالي يعيشون في مخيم خرز للاجئين الكائن في احد المناطق النائية في محافظة لحج جنوب اليمن،لكل فرد في هذا المخيم قصته المأساوية والتي بدأت بخروجه من الصومال وحتى وصوله الى شاطئ البحر العربي ..زهرة صدام حسين تبلغ من العمر تسعة عشر عاما ، هي واحدة من الضحايا المهربين عبر عباب البحر الطويل من الشاطئ  الصومالي الى ساحل بئر علي التابع لمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن.

تقول زهرة :لقد سافرت من منطقتي عام الفين و عشرة وانا في السادسة عشرة من العمر بمعية ابن عمي ومجموعة من شباب القرية بغية الهروب من نيران الحرب الاهلية في مدينة مقديشو والتي قتلت صواريخها اسرتي والكثير من اقاربي  ولم تنجو سوى والدتي  ، و كان هروبنا من اجل العثور على مكان آمن ولقمة عيش ،فكانت السعودية هي مقصدنا واليمن هي نقطة  عبورنا  اليها ،فتجمعنا على الشاطئ الصومالي  حيث يتجمع  الكثير من الفارين صغارا وكبارا من جحيم الحرب الاهلية في  بلادنا ،وامتلأ اليخت باللاجئين حيث دفع كل واحد منا مبلغ اربعمائة دولار امريكي  مقابل نقله الى  اطراف اليمن..وتضيف زهرة في سياق حديثها لقناة اخبار الان:كان اليخت مزدحما بالهاربين وكان المهربون الذين يديرون اليخت ذوي ملامح قاسية  ومرعبة،وفجأة وبينما كنا في وسط البحر جاء ثلاثة من القراصنة صوبي وحاولوا بلا شفقة جري من رأسي بقوة ،لكنني قاومت وعاونني ابن عمي ،فاخذوه بعنف وضربوه  وطعنوه  ثم قذفوا به  حيا الى البحر ،وصرخت بأعلى صوتي وانا اصارعهم بكل ما اوتيت من قوة ،لكنهم طعنوني بخناجرهم”واخذت تطلعني على بقايا اثار طعنات في يديها وسواعدها” ،واضافت بالقول :وبعدها اغتصبوني بعنف ووحشية حتى اغمي عليا.

مأساة زهرة لم تتوقف عند ذلك الحد ،فقد حملت جراء الاغتصاب وانجبت  طفلة في مخيم خرز للاجئين الصومال ،تقول زهرة وهي تحتضن طفلتها بحنان والدموع تترقرق من عينيها: حين احسست بالحمل في بطني  رادوني هاجس قوي ان اسقط عني  ذلك الجنين حتى لا يخرج الى حياة اكثر مأساوية وشقاء من حياتي ،لكن ذلك الهاجس تلاشى بمرور الايام ،ورزقني الله بطفلة اسمتيها باسمي ونسبتها الى والدي فصار اسمها مثل اسمي : زهرة صدام حسين.

وتقوم زهرة بعملية التنظيف في المخيم لتكسب قوتها وقوت طفلتها ذات الثلاثة اعوام،تقول زهرة والدموع تترقرق من عينيها:احيانا احصل على عمل واكثر الاحيان لا احصل عليه ،لكننا و الحمد الله ما زلنا على قيد الحياة انا وطفلتي..  فقط ينقصني امي التي اتمنى ان تاتي إلى هنا ان كانت ما زالت حية ترزق ، فالحرب الاهلية في الصومال دمرت كل اشواقي وذكرياتي ، وسوف اعيش مع ابنتي  هنا في هذا المخيم الشبيه بالسجن الكبير ونموت فيه ان شاء الله