أن يحتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط الهندية، ديش شانتي، وطاقمها الثلاثين شخصا واختطاف فريق التحري الهندي مثال صارخ على استخدام القوة ضد الهند. لا تتمتع الخطوة الإيرانية بأي تأييد قانوني؛ وعندما يستخدم المعلقون الهنديون كلمة “قرصنة” ليصفوا بها الحادثة، فإنه يبدو وصفا دقيقا لما فعلته إيران.
كانت الناقلة في طريق عودتها إلى الهند من ميناء البصرة محملة بالنفط العراقي. وهكذا، فبينما كانت الهند تتفاوض على إطلاق سفينتها التي تعرضت للقرصنة، كان العراق يبرز أكثر فأكثر كمصدر للنفط فيما كانت إيران تنحدر أكثر فأكثر.
ففي الوقت الذي احتجزت فيه إيران الناقلة الهندية من غير وجه حق، اختارت دولة أخرى سلوكا أقل عدائية للتعاطي مع المنطقة. رئيس الوزراء نوري المالكي، أعلن أنه سيذهب إلى نيو دلهي ليكمل صفقة نفط جديدة حتى يعوض الهند ما خفضته من واردات النفط الإيراني تماشيا مع العقوبات الدولية. إخفاق إيران في الوفاء بالتزاماتها النووية؛ وتحرشها بمصالح الهند والعراق أدى بها إلى خسارة شريك تجاري آخر.
أخطأت إيران في تقدير نتيجة ضغوطها على الهند بهدف الالتفاف على العقوبات الدولية وزيادة مبيعاتها من النفط وفي تهديد العراق إن هو حاول ملء الفراغ الناجم عن عدم تمكن إيران من تصدير النفط. كل هذا ما كان منه إلا أن شجع على إبرام صفقة نفط مشرفة والتضحية بسلامة شراكات استراتيجية مع كلا من العراق والهند. لقد آن الأوان لإيران كي تضطلع بمسؤولياتها وأن تتحمل نتيجة أفعالها باتجاه تسوية ملفها النووي، والكف عن التدخل في شؤون المنطقة، والبدء بخطوات تعيد الحياة إلى اقتصادها وتنقذ سمعتها.
ما حدث يمثل عدم اكتراث إيران بسيادة الدول الأخرى في المنطقة، ويأتي في وقت انتخب فيه الإيرانيون رئيسا جديدا أملا في أن يوقف مثل هذا التنمرد الإقليمي. المرشد الإيراني مطالب بأن يكبح جماح الحرس الثوري حتى يعكس إرادة الشعب.