زملكا، ريف دمشق، سوريا، (محمد صلاح الدين، أخبار الان) – كل شيء كان يوحي بأنّ شيئاً استثنائياً سيحدث .. لقد كان أفراد الجيش الحر منتشرين بشكل منتظم في جميع بلدات الغوطة الشرقية لتأمين الطريق الواصل بين المليحة وزملكا جيث ستكون الوجهة الرئيسة للجنة المفتشين الأممين للتحقيق في استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي صباح الأربعاء 21 أغسطس الجاري ..
في تمام الحادية عشرة صباح اليوم وصلت اللجنة الى مدينة زملكا برفقة الجيش الحر الذي أمنّ وصولهم بسلام بعد أن استوقفتهم قوّات النظام أكثر من ساعة للتقليل من الفترة الزمنية المتاح لهمم خلالها التواجد داخل الغوطة الشرقية  .. كنت بانتظارهم رفقة الأطباء ورئيس المجلس المحلي والمكتب الحقوقي في مدينة زملكا الذين نظموا جميع الأمور لاستغلال وقت زيارة اللجنة بالشكل الأمثل .. تم تجميع المصابين الذين لايزالون يعانون من أعراض الإصابة بالسلاح الكيميائي في إحدى النقاط الطبية لتقوم اللجنة بمقابلتهم وفحصهم وتأخذ شهاداتهم وعينّات من أجسادهم ودمائهم .. 
رافقت اللجنة في جميع خطوات العمل حيث بدأت باستقبال المصابين والذين حددت عددهم بخمسة عشر مصاباً من جميع الفئات والاعمار (أطفال، نساء، شباب، شيوخ) وباشرت بتسجيل بياناتهم الخاصة (الاسم الكامل، العمر، السكن) ثم وثقّت شهادات كاملة وتفصيلية عمّا حدث صباح الأربعاء قبل أن تأخذ منهم عينات من الدم والجسد .. كانت الجدية أهم ما يميّز عمل اللجنة المؤلفة من 20 عضواً غاب عنهم رئيسها السويدي السيد آكي سلستروم الذي فضّل البقاء في دمشق .. انهت اللجنة مهمتها داخل النقطة الطبية وطلبت الذهاب الى مواقع سقوط القذائف الكيميائية لأخذ عينات من التربة بعد معاينة الأمكنة وتصويرها .. 
تفاجؤوا بحجم الدمار والخراب الذي حلّ بالمدينة الخالية من سكانها .. قال أحدهم لي في معرض حديثنا عن إدانة نظام الأسد بعد استخدامه للكيماوي إنّ هذا الدمار وحده كفيلٌ بإدانة جميع الأنظمة التي صمتت إلى الآن فما بالك بالقتل الممنهج الذي أسال دماء مئة ألف أو يزيد وبعده القتل بلا دم .. لقد كان أعضاء اللجنة مقتنعين بأنّ الأسد هو من أجرم بحقّ شعبه لكنّهم قالوا إنّهم يجمعون أدلة عينية جنائية تتماشى مع سياسة القانون الدولي.