الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، (جواد العربيني، أخبار الآن) – لا اعرف ان كنت سابقى على قيد الحياة او قد اكون بعد قليل في عداد الاموات او الجرحى، وانا اكتب الآن في مكتبي وقذائف الهاون وصواريخ الراجمات والطيران الحربي تهطل علينا من كل حدب وصوب.


 في تمام الساعة السادسة مساءً كنت اجلس في مكتب قناة الآن بالغوطة الشرقية احضر بعض شهادات الناجين من الهجوم الكيماوي كل ما شعرت به انفجار كبير جعل حطام النافذة ينكسر خلف ظهري، كل ماشاهدته دخان كثيف ينبعث في جميع ارجاء المكان كانت تلك الغارة الاولى لمقاتلة للنظام التي دمرت مكان عملي وإقامتي.  شعور ممزوج بين الخوف وتوثيق تلك المشاهد جعلني احمل كاميرتي والتقط مقطع فيديو صغير لرجل مصاب بشظايا وهو يحمل ابنه الذي لا يبلغ من العمر ثماني سنوات ويركض به مسرعا يحاول انقاذه.

دقائق قليلة وبدأ احد الاطفال يصرخ “في واحد مصاب بسرعة عمو بسرعة عمو”، تم اسعاف الرجل المشاهد كانت تتوالى لكن تلك المشاهد كسرها صفير حاد لطائرة ميغ والتصدي بالمضادات التقليدية للجيش الحر، بسرعة ارتميت داخل احد المباني لتغير طائرة الميغ علينا من جديد.

الحطام عم المكان وسحب الدخان كانت لاتدع للرؤية اي مجال، بضع دقائق وكان بكاء الاطفال والنساء يمتزج مع رائحة الخوف التي كانت تعم المكان احدى النساء كانت تحمل طفلها الصغير وهي تسألني عن مكان آمن، تحصنا بداخل احد المباني كان العدد يقدر بعشر نساء و17 طفلا و7 رجال.

كان الخوف فقط هو ما تستطيع رؤيته في عيون كل طفلة وامراة، القصة لم تتوقف هنا فقذائف النظام المنبعثة من ادارة المركبات بدأت بتمشيط المنطقة لا أخفي أن صفير كل قذيفة كان يشد اعصابي كثيرا معظم القذائف التي استطيع ان اقدر عددها بخمسة عشر قذيفة سقطت على بعد امتار من المبنى الذي تحصنا بداخله.