إسطنبول، تركيا، 24 أغسطس 2013 وكالات – دعا الأمين العام الائتلاف الوطني السوري المعارض بدر جاموس, المفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة والمتواجدين في دمشق للبدء بإجراء تحقيق فوري في الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية, متعهدا بضمان سلامتهم في حال توجههم إلى المكان.

وقال الأمين العام “للائتلاف الوطني” بدر جاموس , في مؤتمر صحفي, نشر على موقع الائتلاف الالكتروني, “لقد حصلنا على معلومات هامة بخصوص الهجوم الكيماوي في الغوطة, ونطالب اللجنة بالقيام بتحقيق عاجل وفوري “.

وكان “رئيس “الائتلاف الوطني” المعارض احمد الجربا دعا, يوم الأربعاء, مجلس الأمن إلى “تحمل مسؤوليته حيال استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية بريف دمشق”, داعيا فريق محققي الأمم المتحدة حول استخدام الكيماوي المتواجد في سورية إلى التوجه للمكان.

واتهمت أطياف من المعارضة الحكومة السورية بقصف بلدات بالغوطة الشرقية  والمعضمية بريف دمشق بالغازات السامة, والذي أسفر عن سقوط  مئات الضحايا.

وأضاف جاموس ” ان عدد القتلى الكلي في الغوطتين الشرقية والغربية ليوم 21 08 2013 ما يقارب 1500 قتيل، ووصل عدد الجرحى إلى 5000 ، فيما بلغ عدد الضحايا في زملكا فقط 836 قتيل, قضت الغالبية العظمى منهم متأثرين بالغازات السامة، واكتشفت 32 جثة داخل المنازل بعد تتبع الرائحة بعد يوم واحد 22 آب 2013. وأصيب ما لا يقل عن 2000 شخص. وتم دفن القتلى في مقابر جماعية عند منتصف ليل 21 آب خوفاً من القصف، ولم يتم توثيق الدفن لأن القائم على تصوير عملية الدفن مات جراء القصف الناري”.

وتباينت أعداد الضحايا في الحادثة الأخيرة، حيث أفادت مصادر معارضة إلى أن الحصيلة المبدئية لعدد القتلى “بلغت 1188 في الغوطة وأكثر من مئة في المعضمية”، لافتين إلى أن “أعداد القتلى في ارتفاع مستمر جراء النقص الحاد في الكوادر والمواد الطبية التي تعالج المصابين”، كما أعلن “الائتلاف الوطني” المعارض في مؤتمر صحفي، أن “نحو 1300 شخصا قتلوا في الهجوم”، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه “وثق أسماء 100 شخص قتلوا جراء الحادثة”.

ودعا جاموس “اللجنة الدولية الموجودة على بعد 10 كم فقط من مكان الهجوم بالكيماوي للبدء بالتحقيق فوراً “, متعهدا “بتقديم الحماية لها “.

ويأتي ذلك في وقت من المقرر وصول مسؤولة نزع السلاح البارزة بالمنظمة الدولية أنجيلا كاني إلى دمشق السبت سعيا لدخول مفتشي الأمم المتحدة الموجودين في سورية بالفعل موقع الهجوم .

وعن موقف واشنطن من الهجوم الكيماوي, أشار جاموس إلى أن “الإدارة الأمريكية ليست هذه أول مرة تتأكد من استخدام النظام للسلاح الكيماوي , ونحن متأكدون وهم متأكدون باستخدامه من قبل النظام السوري, ونطالبهم بصحوة ضميرهم و متسائلا هل الخطوط الحمراء عند أوباما تختلف عن الخطوط الحمراء عندنا”.

ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، “الهجوم الكيماوي” في ريف دمشق، بأنه حدث مهم ومثير للقلق، مشيرا إلى أن واشنطن ماتزال تبحث عن تأكيدات عن حدوثه, كما دعا البيت الأبيض, الأربعاء, الحكومة السورية والمعارضة بتسهيل وصول لجنة التحقيق إلى موقع الهجوم, مطالبا من الأمم المتحدة البدء “بتحقيق فوري باستخدام السلاح ضد المدنيين”.

وأردف جاموس “نحن نعلم أن الولايات المتحدة وروسيا وغيرها من الدول تراقب المنطقة عبر الأقمار الصناعية بشكل دائم نرجو منهم التأكد بنفسهم من صحة المعلومات التي تحدثنا عنها , والتأكد أيضا من باقي الجرائم التي ترتكبها قوات الأسد بحقنا”.

وأدانت أطياف من المعارضة السورية إضافة لعدة دول حادثة الهجوم الكيماوي في الغوطة، وسط دعوات دولية للسماح للمفتشين الأممين للتحقق من وقوعها, فيما أشار رئيس المفتشين إلى أن التحقق من “كيماوي ريف دمشق” ضروري مع الحاجة لتكليف من مجلس الأمن, في حين أعلنت الحكومة السورية أن السماح للمفتشين بالتوجه لهناك يحتاج لاتفاق معها.

واعتبر جاموس أن “سياسة مجلس الأمن فاشلة وهو غير قادر على حماية الشعب السوري ورفع القتل عن أطفالنا ونسائنا الذي استمر لمدة عامين ونصف”.

وعقد مجلس الأمن الدولي, مساء الأربعاء, جلسة مغلقة وطارئة لبحث الهجوم بالكيماوي في ريف دمشق, بناء على طلب من 5 دول من أعضاء المجلس وهي فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية, حيث طالب المجلس بفتح تحقيق فوري باستخدام السلاح الكيماوي في سورية, مشددا على ضرورة إنهاء الصراع في البلاد بشكل سريع.

وفي سياق متصل, أشار المتحدث باسم “التحالف الوطني السوري” المعارض خالد صالح, في مؤتمر صحفي في اسطنبول, إلى انه “سيتم ضمان سلامة فريق الأمم المتحدة في حال دخولهم الغوطة الشرقية, ومن الضروري أن يصل هؤلاء المفتشون إلى هناك في غضون 48 ساعة”.

ويزور دمشق حاليا فريق من الأمم المتحدة مكلف بالتحقيق بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سورية، حيث من المقرر أن يبقى فريق التفتيش في سورية لمدة 14 يوما, ويمكن تمديد فترة التحقيق من خلال الاتفاق المتبادل, ويفترض أن يتفقد خلال الزيارة 3 مواقع يشتبه باستخدام أسلحة كيميائية فيها, وأحد المواقع التي سيزورها هو خان العسل في حلب, بحسب الأمم المتحدة, وتقضي مهمة المفتشين بالتأكد باستخدام أسلحة كيميائية في النزاع، وليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.

يشار إلى أن العديد من الدول وأطياف معارضة اتهمت مرارا السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية وغازات سامة في عدة مناطق من البلاد، في حين نفت السلطات ذلك، مشيرة إلى وجود أدلة عن استخدام جماعات مسلحة لهذه النوعية من الأسلحة.