المعظمية، ريف دمشق، سوريا، (سارة، أخبار الآن) – كنت في الملجأ مع أسرتي وعدد من أهالي المعظمية نحتمي من القذائف المدفعية التي اعتدنا عليها ضيفا ثقيلا ما يلبث يغيب حتى يعود حاملا الموت للمدنيين. لفت إنتباهي اختلاف في صوت انفجار عدد من تلك القذائف لدى سقوطها. دقائق مضت وبدأ الناس في الملجأ يشعرون بضيق في التنفس يرافقه دوخة وعدم توازن، حتى أن ابنة اخي التي لا يتجاوز عمرها عشرين يوما بدأت تتنفس بصعوبة. لم أستطع البقاء في الملجأ فقررت الذهاب إلى المركز الطبي وكذلك خرج الأهالي من الملجأ للتنفس، في الطريق إلى وجهتي شاهدت الكثير من الناس ملقون في الشوارع لا يجدون من يسعفهم، منهم من أصيب بحالات إختناق جراء الغازات السامة وآخرون اصيبوا في القصف الذي لم يهدأ حتى دقيقة ومنهم من لقي مصرعه. لدى وصولي إلى المركز الطبي شاهدت الجرحى والمصابين والقتلى في كل مكان، كان أفراد الطاقم الطبي يبدو عليهم الإنهاك بعد اربع ساعات متواصلة من محاولة انقاذ المصابين بالغازات السامة من الوفاة. اعطونا حقنة وقاية قبل أن نباشر العمل على اسعاف المصابين الذين لم يتوفقوا عن الوصول إلى المركز الطبي. الحالات التي شاهدتها كلها مصابة بأعراض متشابه وهي إخنتاق تجعل التنفس صعبا يرافقه اختلاجات ورجفة وهلوسة وحتى أن بعضهم فقدوا الذاكرة وللأسف معظمهم أطفال ونساء كانوا ممدين على أرض المركز بعد أن تم غسلهم بالماء واعطاء جزء قليل منهم حقنة لتخفيف اعراض الإصابة بالغاز السام. لم يتوقف القصف على المعظمية منذ الصباح الباكر، فمدفعيات الهاون المتواجدة في الفرقة الرابعة على جبال المعظمية وجهت فوهاتها كليا بإتجاه سفح الجبل حيث المعظمية وداريا والأحياء الجنويبة للعاصمة دمشق، التي نالها الكثير من القصف العنيف خاصة من الطيران الحربي، فضلا عن القصف الصاروخي الذي بدأ فجر اليوم الأربعاء برؤوس تحميل غازات كيماوية ثم رؤوسا تفجيرية قتلت وأصابت المئات.