الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، (جواد العربيني، أخبار الآن) – في الساعة الثالثة من صباح اليوم الأربعاء بدأت مآذن المساجد بتنبيه الأهالي لإغلاق النوافذ والصعود إلى الطوابق العليا بعد تعرض مدن زملكا وعين ترما للقصف بالسلاح الكيماوي من قبل النظام، وما زاد الامر سوءا هو قوة الهواء.  ربع ساعة من الوقت كانت كافية لبدء اسوء كابوس تمر به الغوطة الشرقية، سيارات الاسعاف وزمامير السيارات كانت تسمع في جميع ارجاء الغوطة.  توجهت الى احدى النقاط الطبية في مدينة حمورية لم اكن اتوقع ان الامر كارثي إلى ذلك الحد، مئات المصابين والقتلى، لم استطع ان اميز بين القتيل والمصاب، عشرات الاطفال والنساء كانوا من بين المصابين، عائلات بكاملها تعرضت لحالات إختناق. صور كثيرة لا يمكن ان تفارق تفكيري طوال حياتي، شاهدت طفلتين ارتسمت في عينيهما اقسى مظاهر الحزن، وهما يجلسان إلى جانب والدهما وهو يلفظ انفاسه الاخيرة وعلى الارض تماما جثة والدتهما، شاهدت امراة وهي تموت إختناقا بعد ان صارعت الموت ربع ساعة، شاهدت رجلا يموت امامي والاطباء عاجزون عن فعل اي شي شاهدت ست جثث لاطفال اكبرهم يبلغ سبع سنوات.  كل ما كانت تقدمه هذه النقطة الطبية هو تبليل المصابين بالمياه فهنا لايوجد اوكسجين ولا اي مواد طبية اولية ولا شيء ابدا.  في نقطة طبية اخرى قابلت احد المسعفين كانت الدموع تملأ عينيه كل ما اخبرني به، انه بعد اقتحام احد المنازل في مدينة زملكا لإجلاء المصابين، وجد في حمام المنزل طفلتين فارقتا الحياة بجوار صنبور المياه.