صنعاء ، اليمن ، 14 أغسطس، وكالات – قالت مصادر أمنية إن أجهزة الأمن اليمنية نقلت سجناء تنظيم القاعدة المحتجزين لدى جهاز الأمن السياسي في صنعاء وعدن، إلى مخابئ سرية. يأتي ذلك بعد رسالة زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، التي توعد فيها بتهريب هؤلاء السجناء، وذكرت المصادر ذاتها أن عملية نقل السجناء جرت بسرية تامة وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، خصوصا أنه سبق لكثير من معتقلي «القاعدة» الهرب من معتقلات المخابرات اليمنية في صنعاء وعدن وضمنهم ناصر الوحيشي نفسه.
وأشارت المصادر إلى مقتل اثنين من عناصر تنظيم القاعدة في غارة جوية جديدة بمحافظة شبوة (جنوب شرقي البلاد)، في وقت تجري حملة اعتقالات في صفوف عناصر التنظيم في أكثر من منطقة يمنية، في حين نفت وزارة الخارجية اليمنية الأنباء التي ترددت عن معرفة الحكومة اليمنية بموعد اختطاف دبلوماسي إيراني في صنعاء.
وذكرت المصادر أن طائرة أميركية من دون طيار (درون) قتلت اثنين من عناصر تنظيم القاعدة في غارة جوية جديدة بمحافظة شبوة، في سياق سلسلة الغارات الأميركية المكثفة على معاقل عناصر التنظيم الذي ينشط في اليمن، ويهدد المصالح الحيوية اليمنية والمصالح الغربية في البلاد، حيث قتل ما يزيد على 30 عنصرا من «القاعدة» في سلسلة غارات خلال الأسبوعين الأخيرين.
وفي غضون ذلك، بحث الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مع السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، موضوع مكافحة الإرهاب بين اليمن والولايات المتحدة، وهو أول لقاء يمني – أميركي منذ زيارة قام الرئيس هادي بها إلى واشنطن أواخر شهر رمضان الماضي، وقالت مصادر رسمية يمنية إن اللقاء بحث القضايا والموضوعات المتصلة بالتطورات والقضايا الراهنة على مختلف المستويات، ومن ضمنها طبيعة التحذيرات الأمنية التي أطلقتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من أجل تجنب أي عمليات إرهابية قد يقوم بها تنظيم القاعدة والعمل على إحباط مخططاتها الإجرامية وإلحاق الهزيمة بشراذمها، إضافة إلى بحث نتائج زيارة هادي إلى واشنطن.
وأكدت المصادر الرسمية اليمنية أن السفارة الأميركية في صنعاء سوف تفتح أبوابها خلال الأيام القليلة المقبلة، كما هو محدد لها، وذلك بعد أكثر من أسبوع من الإغلاق، رغم أن سفارات غربية أخرى أعادت فتح أبوابها.
وفي السياق الأمني، تشن السلطات الأمنية اليمنية حملة اعتقالات تستهدف نحو 25 من المطلوبين من عناصر «القاعدة»، الذين أعلنت السلطات قبل أيام عن قائمة تشملهم.
وتشير المصادر إلى اعتقال ثلاثة من هؤلاء المطلوبين الذين تصنفهم السلطات بالخطرين، غير أن عملية الملاحقة لا تأخذ الشكل الرسمي وإنما عبر عمليات استخباراتية ومتابعة حثيثة للمطلوبين في الأماكن التي يتوقع أن يوجدوا فيها ولا تأخذ، أيضا، شكل المداهمات الأمنية والعسكرية الرسمية حتى اللحظة.
على صعيد آخر، نفت وزارة الخارجية اليمنية الأنباء التي تحدثت عن معلومات لدى حكومة الوفاق الوطني بشأن عملية اختطاف دبلوماسي إيراني في صنعاء، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر في وزارة الخارجية نفيه ما جاء في التصريحات الأخيرة لمساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، حول معرفة الحكومة اليمنية المسبق بزمان ومكان اختطاف الدبلوماسي الإيراني نور أحمد نيكبخت.
وأكد المصدر أن السلطات الأمنية سارعت فور علمها بالحادث للإفراج عن المختطف، وتبذل حاليا قصارى جهدها للإفراج عنه والحفاظ على سلامته، حيث جرى تشكيل غرفة عمليات تضم وزارتي الخارجية والداخلية لمتابعة جهود الإفراج عن المذكور. وشدد المصدر على أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تؤثر بشكل سلبي على الجهود التي تبذلها السلطات اليمنية المختصة للإفراج عن المختطف، ولا تخدم العلاقات بين البلدين، وزاد قائلا إن «الاختطافات مدانة بكل أشكالها سواء كان المختطف يمنيا أو أجنبيا أو دبلوماسيا، وإن الحكومة اليمنية تعتبر مثل هذه الأعمال والاختطافات لا تتفق مع أعراف اليمنيين وقيم الإسلام، وستتخذ كل الإجراءات القانونية لملاحقة هؤلاء المجرمين الذين يقومون بهذه العمليات الإجرامية ويسيئون إلى سمعة اليمن».