ريف دمشق، سوريا، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن) – “ياريت الجيش الحر يقبل يحط ايدو بايدنا ضد المتشددين والقاعدة” عبارة لفتت انتباهي بشدة لدى حديثي مع أحد ضباط الصواريخ وهو برتبة عقيد من الطائفة العلوية ولايزال على رأس عمله ضمن قوات النظام في لقاء خاص “لأخبار الآن”، وذلك بعد سؤالي له عن رأيه بتصريح لافروف الذي قال فيه “إنّ على المعارضة والنظام التوحّد في وجه الإرهاب” وقصد بذلك تنظيم القاعدة بمن يمثله من جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام .. 
هذه العبارة جعلتني أطرح اكثر من سؤال على العقيد سأعرضها بشكل حواري:

حضرة العقيد ماذا تقصد بأن يضع الجيش الحر يده بيدكم.. ماهي الآليات.. ومن انتم؟ أقصد ماذا تمثلون؟

– اعني أن يكون هدفنا هو إنقاذ سوريا فلا الأسد بات قادرا على إعادة الاستقرار والكينونة الى الدولة والمجتمع السوري، ولا المجتمع السوري مستعد لأن يكون ضحية حكم اسلامي متشدد.

أتفهم موقفكم المنطقي من الأسد وأنه لم يعد ركيزة قد يجتمع عليها السوريون ولكن أريد ان توضح لي مخاوفكم من (المتشددين)؟
– المتشددون يريدون إلغاء الطوائف الأخرى وتحديدا العلويين، هم لا يريدون إسقاط الأسد، هم يريدون إبادة العلويين كطائفة.. لا ذنب للطائفة كلها بإجرام قسم منها.. لديكم في السنة وحوش أجرموا و قاموا بالتشبيح بكل مقوماته، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج سنّي والكثير الكثير من السنة مجرمون.


ولكن لم يكن هناك إبادة كما ذكرت في القرى العلوية التي دخلها الجيش الحر في الساحل، وتم نشر التعاميم التي تقضي بإحسان المعاملة مع المدنيين والأبرياء.
– هذا الكلام نسبي ما يحدث في الساحل فيه غموض كبير، المتشددون قتلوا الشيخ بدر الغزالي وهو أحد مراجع العلوية الكبار، الا يقول الاسلام المعتدل ان لا تقتلوا شيخاً؟


إذاً فأنت ضد المتشددين ولكنك مع اسقاط الأسد؟

– إسقاط الأسد بات ضرورة ملحة للحفاظ على ما تبقى من سوريا الدولة، بعد كل هذا الدمار وهذه الدماء يستحيل أن يحدث استقرار، يجب أن نلتفت لبناء بلادنا.

لماذا طرحتم بالبداية شعار الأسد أو نحرق البلد؟ لو وقفتم مع الثورة والشعب ضد النظام لم جرى كلّ هذا.

– هذا الكلام غير دقيق ولا يشمل الجميع هناك ثلّة من المنتفعين، صحيح أن معظمها من العلويين لكنها تضم جميع الطوائف، هم أرادوا ذلك فالكل يعرف أن النظام في سوريا يعتمد نظام المافيات منذ استلام حزب البعث دفة الحكم وليس ذلك بجديد.. لقد وضع النظام عبر أدواته وإعلامه الطائفة العلوية في وجه الشعب السوري، من الصعوبة لأي علوي أن يعلن إنشقاقه على النظام لسببين مهمين، الأول هو البيئة العلوية الرافضة لأي عمل من هذا القبيل، حيث لايزال النظام مسيطرا بقوة على مناطق العلويين وبإمكان دورية مؤلفة من شرطيين اثنين اقتحام اي منزل واعتقال المطلوب خصوصاً أن عموم العلويين قد زرع النظام في أذهانهم أن كل المعارضة ارهاب وأن السنة جميعهم ارهابيون، وأن لا ثورة في سوريا وانما مؤامرة.. أما السبب الثاني فهو عدم ثقة الجيش الحر بالعلويين وهذا من حقهم بعد أن وضع النظام كل الطائفة في المواجهة، أي أن العلوي الشريف في فكي كماشة، يعني الله يكون بعونه.

ما هو مطلب العلويين من وجهة نظرك للتخلي عن بشار الأسد؟

– العلويون الآن لم يعودوا يدافعون عن بشار الأسد.. هناك ثلاث فئات الأولى مستفيدة من الوضع الراهن وتحاول كسب أكبر قدر من المال من خلال السلطة الممنوحة لهم والتي إن ذهبت بسقوط النظام فرّوا بما سرقوه.. والثانية هي فئة المتورطين في الدم والذين لو تقدمت لهم ضمانات لأسرهم ولحياتهم او خروجا آمنا سيتركون مكانهم لأنهم تململوا من استخدامهم ككبش فداء.. اما الفئة الأخيرة فهي كما ذكرت لك فئة العلويين الشرفاء الواقعين في خيارين أحلاهما مر.

ما هي وجهة نظركم حول ما يسمى بالتمرد الكردي شمال سوريا؟

– لا يمكن أن نسميه تمرداً، الأكراد من مكونات الشعب السوري شاء من شاء وأبى من أبى.. هم رفضوا ان يتحكم بهم المتشددون وهذا ما قصدته بالنسبة للعلويين.. أما الحديث عن إنفصال كردي هذا لن يتم لا من قريب ولا من بعيد، في الأكراد من هم عقلاء ووطنيون والشعب السوري بمجمله لن يسمح باي حركة انفصال.

وماذا عن ما يعرف بمخطط الدولة العلوية غرب سوريا؟

– هذا الكلام أكبر من الواقع وبعيد عنه.. نسبة كبيرة من سكان الساحل سنة في اللاذقية وجبلة وبانياس.. كل ما يدور في فلك هذا الموضوع هو محاولة من النظام لشغل الرأي العام السوري وإطالة أمد الأزمة قدر الإمكان.

ختاماً ما هو حل الأزمة السورية من وجهة نظركم ؟
– لابد من الوعي أولاً وإفهام العلويين أنهم مواطنون سوريون طالما يحملون هوية الجمهورية العربية السورية ولم يرتكبوا جرائم بحق الشعب السوري وإفهام السنة ان العلويين ليسوا جميعهم مجرمين، بعد ذلك يبدأ نبذ الطائفية وإبعاد المتطرفيين وإقامة دولة سورية المدنية بعيدا عن بشار الأسد وحزب البعث، 
ونضع هدفاً مشتركاً واحداً هو بناء الوطن.