الرقة، سوريا، 12 أغسطس، رِمال نوفل، أخبار الآن- لم يكن أمامَ أم طارق التي تسكنُ في دمشق إلا أن تَشُدَ يديْ طفليّْها للنزوحِ مع ما تبقى من عائلتِها إلى الرَقة، قصة ٌجديدة تُظهر الأوضاعَ المزرية التي يعيشُها العديد من النازحين بسبب ِاستمرارِ العملياتِ العسكرية ِلنظام الأسد في سوريا، قصة ٌ ترويها أم طارق لمراسلتِنا رِمال نوفل في التقرير التالي ..
أم طارق ليست قصة حياة بل قصة معاناة رسمتها الاقدار لهذه المرأة السورية التي شاء الله ان تحيا آلالم النزوح على ارض الوطن فحملت بين ذراعيها النحلتين طفلين بعمر الورد ورجلا مريضا غير قادر على العمل فتركت الموت باحثة عن الحياة.
تقول أم طارق: “انا لاجئة من الشام كنت ساكنة في السيدة زينب في الذيابية وكان لدينا محل ومنزل وعندما بدأ القصف والحرب خرجنا واعتقلوا زوجي لمدة 8 ايام وهددونا بالقتل ثم هربنا كنا نريد الذهاب الى ادلب و لم نجد طريقا فأتينا الى الرقة”.
تروي ام طارق حكايتها فتقول: “لا تستغربي ان ابحث عن قوة يومي في مكبات القمامة فكرامتي لم تسمح لي ان امد يدي طالبة من المارة او ان اطرق ابواب المنازل لاطعم نجوى وطارق”.
وتقول ايضا: “كنا نجلس عند أسرة وعندما بدأت بجمع القمامة طردوني من عندهم”.ومع مرور الايام اصبحت القمامة تمثل لام طارق سبيل الحياة الوحيد لتلبس وتأكل منها.
تضيف أم طارق: “الحمد لله هذه الطناجر من القمامة اطبخ فيهن وهذه السمنة اطبخ منها وجدتها في القمامه”.
لم تستطع أم طارق أن تحمل معها في رحلتها سوى الذكريات عن بيت وجيران وأهل فعند سؤالي لها عن بيتها أجابت: “بيتي واهلي وبس واكثر شي امي بحن لامي وبيتي”.
لم تذكر لي ام طارق منذ بداية زيارتي لها المسبب الرئيسي لحالها لكن في النهاية خرجت عن صمتها: “الله عليك يا بشار الله ينتقم منك انت وولادك”.
انتهت زياتي لهذه العائلة التي تمثل معاناة الكثير من النازحين على ارض الوطن الذين لم يجدوا أحدا يخفف من مأساتهم، ترافقني ابتسامة نجوى ووداعها.