عدرا، ريف دمشق، سوريا، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن) ـ 
في ساعات الليل الأخيرة وقبيل طلوع فجر السابع من اغسطس/آب، توجهت مجموعة مؤلفة من المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر يبلغ عددهم 65 مقاتلاً من الغوطة الشرقية، متجهين الى مدينة الضمير التي تبعد 45 كم عن العاصمة دمشق، مصطحبين معهم اسلحة فردية خفيفة للدفاع عن النفس في طريق صحراوي.  ولدى وصول المجموعة الى منطقة تكشفها رشاشات المدافع عيار 23 مم تعرضت لإطلاق نار كثيف من تلك الرشاشات بشكل يصعب تفاديه وهو ما تسبب بقتل 62 مقاتلا على الفور في حين نجا ثلاثةٌ آخرون.  أحمد واحدٌ من الناجين الثلاثة، تحدّث “لأخبار الآن” عن تفاصيل الحادثة قائلا إنّه اصيب وزميلاه بجراحٍ طفيفة سببتها شظايا الطلقات المتفجرة التي يتم استهدافهم بها قبل أن يتمكنوا من الثبات في موقعهم مفترشين الأرض دون حراك  لأكثر من نصف ساعة حتى تأكدوا أن الرشاشات هدأت تماماً ثم ابتعدوا عن مكان الحادثة زحفاً لمسافة تزيد عن ألف متر في رحلة شاقة جدا برفقة جراحٍ تنزف وحزنٍ وأسى يدمي القلب بفراق رفاق الدرب والثورة. بعد ذلك استعاد الشباب الثلاثة قواهم ليكملوا سيرهم باتجاه مدينة الضمير حيث تلقوا العلاج هناك وارتاحوا من شقاء رحلة طويلة مليئة بالدم.  
ولدى سؤالي أحمد عن مكان الحادثة قال إنّ المنطقة تبعد عن سواتر اللواء 22 في عدرا نحو كيلومترين قرب محطة للرادار، وأنهم على درايةٍ بخطورة العبور من ذلك المكان لكن الضرورات تبيح المحظورات فهذا هو المنفذ الوحيد إلى الغوطة المحاصرة، وقد وقعوا في نفس الكمين الذي سبق لرفاقهم أن وقعوا فيه قبل اسابيع قليلة.. يقول أحمد: “النظام وضعنا في خيارين لا ثالث لهما، الموت تحت الحصار، أو الموت ونحن نحاول فك هذا الحصار” ..  مضيفا: “لقد كنا نتوقع أننا سنتعرض لاطلاق نار لعلمنا بوجود كاميرات مراقية في المنطقة، لكن المفاجأة كانت في الإصابات المباشرة التي لم تسمح لنا بالمناورة، لقد كانت إصابات دقيقة جدا وكأنهم يروننا عن قرب”.  
من جهة ثانية أكد ضابط برتبة مقدم فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح خاص “لأخبار الآن” أنّ النظام تمكن من كشف تحركات الجيش الحر وحدد مكان المجموعة عبر كاميرات المراقبة الروسية التي نصبتها قوات النظام في محطة سورن التابعة للواء الثاني والعشرين في عدرا، ثم طلق نيران رشاشته الثقيلة باتجاه مقاتيلي الجيش الحر.
يختم أحمد الناجي من الحادثة كلامه بالقول: “لن تثنينا جراحنا عن مواصلة الثورة، سننتصر بشهدائنا الذين لن يكونوا سوى جسر يعبر به شعبنا السوري إلى حريته وكرامته”.