الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن) – لطالما اعتبر رغيف الخبز مقياسا رئيسا للإكتفاء الغذائي في المجتمع ومع فقدانه تختل موازين هذا الاكتفاء وهو ما يعطي مؤشراً بأن أزمة انسانية حلت أو قد تحل في أي مجتمع.

لم يكن أحد يتوقع أن يصل الحال بغوطة دمشق الشرقية (أرض الخيرات) الى ما وصلت اليه بعد سياسة التجويع التي اتبعها النظام السوري في حربه ضد شعبه الذي طالب بالحرية والعيش الكريم، فكان الهدف لقمة عيش الشعب. قبل عدة أسابيع نفد الطحين بشكل شبه كامل من أفران الغوطة الشرقية ومستودعاتها ولم يعد يدخل اليها إلا القليل وبأسعار فاقت كل التوقعات ليصل ثمن الرغيف الواحد إلى أكثر من 40 ليرة بعد ان كان يباع بنحو ليرتين.

في 5/8/2013 وبعد سبعة وثلاثين يوماً عادت بعض أفران الغوطة الشرقية إلى العمل بعدما قام الجيش الحر بتوزيع كميات من الطحين الذي حصل عليه بعد معركة المطاحن على المجالس المحلية لمدن وبلدات الغوطة الشرقية كافة.

أبو ماهر مسؤول لجنة الأفران والتموين في الغوطة الشرقية قال “لأخبار الآن” إنّ تاريخ التاسع والعشرين من حزيران/يونيو الماضي كان آخر يوم عمل لأفران الغوطة الشرقية قبل أن تنفد كل الكميات من جميع الافران، وأكد أبو ماهر أن الكمية الموجودة في الغوطة الشرقية قد تكفي بتطبيق سياسة التقنين المتبعة ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير.

فالمطلوب من الأفران تأمين إحتياجات مليون وأربعمئة ألف إنسان حسب إحصائيات المكاتب الاغاثية في المنطقة، 
أي أنّ تحركا قريباً بات مطلوباً من الهيئات الأغاثية الدولية لفك الحصار عن المدنيين من سكان الغوطة الشرقية وذلك بناءً على قرارات أممية تعتبر تجويع المدنيين جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.