كفروما، ريف أدلب، سوريا (علي ناصر، أخبار الآن) – كم من الحكايا والمآسي تختفي في دموعها العميقة .. كم من القصص والاحزان التي دفنت في تجاعيد وجهها وتحولت الى ومضة في التاريخ لن تنساها أم يوسف إحدى الثكالى من بلدة كفروما، حالها حال كثير من نساء سوريا اللاتي تركت الايام في قلوبهن اثرا بليغا عندما سلبت فلذات اكبادهن الواحد تلو الاخر.
ام يوسف امرأة من سوريا كانت من السباقات للخروج في المظاهرات السلمية، لم تبخل حنجرتها يوما عن هتافات الحرية الحمراء وأهازيج الثورة وزغاريد الفرح ببزوغ فجر الحرية الذي اصطبغ بحمرة دماء أبنائها حين مشت قافلتهم ليعبروا الى الحياة الآخرة عن طريق الشهادة في سبيل الوطن كما تقول.
في أوائل المظاهرات السلمية التي كانت تكتظ بها الشوارع والساحات هنا في ريف ادلب، ودعها ابنها الأول في جمعة “العشائر” ليكون الراكب الأول في هذه القافلة ويتحول الى طيف يأتي امه حيث ترقد كل يوم باكية لأنها لم تسمعه ينادي “يا أمي”.
مع اقتحام قوات النظام بلدة كفروما وإزدياد التصعيد العسكري، سلك أبناء أم يوسف الثلاثة طريقهم الى ساحات الوغى حيث تدور رحى الحروب وتشتد المعارك، ليعود الحزن إلى قلبها من جديد بفقد أبنائها الذين رحلوا تاركين الدمعة في عيني أمهم المكلومة والأمل في قلبها بفرح قريب.
لا تزال ام يوسف صامدة بجبينها الاشم الاسمر الذي نحت صلابته من صخور جبل الزاوية وجذوع أشجار الزيتون في بلادي.
هي في بلدة كفروما لم يخرحها القصف والموت، بقيت لتحرس رفات أبنائها بساعديها السمراوين الذين تدرك جيدا حين تراهما كيف تستطيع نساء سوريا انجاب الابطال.