اليمن,7 أغسطس,وكالات-اكد متحدث رسمي يمني اليوم ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيرا اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين يعملون فيها. ومن ناحية أخرى أيضا تلقت القاعدة في اليمن اليوم ضربة جديدة بمقتل سبعة من عناصرها في غارة جديدة نفذتها طائرة اميركية بدون طيار استهدفت سيارتين تتبعان القاعدة أثناء مرورهما في بلدة نصاب وذلك غداة اجلاء الولايات المتحدة وبريطانيا بعثتيهما الدبلوماسيتين بسبب مخاوف من وقوع هجمات.
وجاءت هذه الضربة الجديدة بينما سعى الرئيس باراك اوباما الى طمأنة الاميركيين بعد التحذيرات من اعتداءات على مصالح للولايات المتحدة التي اجلت امس موظفيها في السفارة في صنعاء في خطوة رأى اليمن انها “تخدم مصالح المتطرفين”.
واعلن مسؤولون قبليون ان “غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار اميركية واستهدفت سيارتين تتبعان القاعدة أثناء مرورهما في بلدة نصاب مما أدى إلى تدمير السيارتين ومقتل سبعة من عناصر التنظيم”. واوضح احد المصادر ان “السيارتين والأشخاص الذين كانوا على متنهما تحولوا إلى قطع صغيرة بعد سقوط الغارة”.
وهذا الهجوم هو الخامس منذ الثامن والعشرين من تموز/يوليو. واسفرت هذه الهجمات عن سقوط 24 قتيلا.
وفي مقابلة تلفزيونية ليل الثلاثاء الاربعاء، اكد الرئيس اوباما ان ادارته “تتخذ كل الاحتياطات اللازمة”، داعيا الاميركيين الى عدم الشعور بالهلع.
وقال اوباما “اذا عمل الاميركيون بحذر وتشاوروا مع وزارة الخارجية والسفارة واطلعوا على الموقع قبل ان يسافروا وبحثوا عن الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها، فاعتقد انه يمكنهم الذهاب في عطلهم”.
واضاف ان “كل ما عليهم القيام به هو التأكد من انهم يتصرفون بحذر”.
وكانت الولايات المتحدة اعلنت امس انها قامت باجلاء عشرات الموظفين في سفارتها من اليمن ودعت رعاياها الى مغادرة البلاد فورا محذرة من “هجوم وشيك” بعد اعتراض مراسلات لتنظيم القاعدة.
واكد مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته اجلاء 75 من موظفي السفارة صباح الثلاثاء على متن طائرة عسكرية اميركية اقلتهم بمواكبة طائرة اخرى الى قاعدة رامشتاين بالمانيا.
وردت الحكومة اليمنية بشدة على اجلاء الموظفين، موضحة انها لا تنكر وجود مخاوف امنية لكن مثل هذا الاجراء “يخدم مصالح المتطرفين”.
وقالت وزارة الخارجية في صنعاء ان خطوة كهذه “تقوض التعاون الاستثنائي بين اليمن والتحالف الدولي ضد الارهاب”، مؤكدة ان السلطات المحلية “اتخذت كل الاجراءات لضمان امن وسلامة البعثات الاجنبية”.
واتخذت واشنطن هذا القرار بعد اغلاقها نحو 20 سفارة وقنصلية اميركية في الشرق الأوسط وافريقيا حتى السبت بسبب “تهديدات موثوقة”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفير بساكي ان 19 مكتبا اغلق امام المراجعين لكنها ما زالت تقدم خدمات للرعايا الاميركيين للحالات الطارئة.
واضافت انهم “تلقوا تعليمات بالاغلاق امام المعاملات العادية حتى السبت العاشر من آب/اغسطس”، مشيرة الى ان بعض الموظفين سيبقون في مواقعهم.
وتابعت ان “هذا القرار والاعلان صباح اليوم (الثلاثاء) تستند الى رد على تهديد محدد”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان لديها “طاقما على الارض” “لمساندة وزارة الخارجية ومراقبة الوضع على الصعيد الامني”.
وحذت لندن حذو واشنطن باجلاء جميع العاملين في سفارتها في صنعاء موقتا ووضعت البحرية التجارية في حالة تأهب قصوى، مؤكدة ان السفارة “ستبقى مغلقة الى ان يتمكن الموظفون من العودة اليها”.
واغلقت فرنسا والمانيا سفارتيهما في اليمن. كما نصحت هولندا وبلجيكا رعاياهما بالمغادرة “في اسرع وقت ممكن”. وحذرت ايطاليا من وجود تهديد بتعرض الايطاليين للخطف، كما اعلنت المفوضية العليا للاجئين تعزيز امن مقارها.
وقد قررت فرنسا تمديد اغلاق سفارتها حتى 11 آب/اغسطس والحد من وجود دبلوماسييها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في لقاء مع صحافيين ان “سفارة فرنسا في صنعاء ستبقى مغلقة حتى الاحد 11 آب/اغسطس (…) واتخذت اجراءات لجعل وجود الموظفين الدبلوماسيين في حده الادنى”.
من جهة اخرى، قالت الخارجية الفرنسية ان “توجيهات بالتزام الحذر والحد من تحركات الرعايا الفرنسيين في اليمن مددت”.
وقال مراسل وكالة فرانس برس في صنعاء ان حواجز اسمنتية تحيط بالسفارة البريطانية عادة، تمت زيادة ارتفاعها في اطار الاجراءات الامنية في العاصمة.
وفي حادث مرتبط بالاضطرابات في البلاد، اعلن مسؤول قبلي يمني ان عناصر قبلية اسقطت مروحية للجيش اليمني الثلاثاء ما ادى الى مقتل ثمانية جنود.
واضاف المصدر نفسه ان العميد حسن مشعبة المكلف حماية المنشأت النفطية كان على متن المروحية التي اسقطت خلال اشتباكات بين الجيش وعناصر قبلية كانت تمنع اصلاح انبوب للنفط في محافظة مأرب تعرض لتفجير الاسبوع الماضي.
ويمتد الانبوب على طول 320 كيلومترا وهو يربط بين الابار النفطية في صافر ومصب رأس عيسى على البحر الاحمر.
وجاء اجلاء الموظفين بعد مقتل اربعة عناصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة قبيل فجر الثلاثاء في غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار في منطقة مأرب شرق صنعاء.
واوضح مسؤول قبلي لوكالة فرانس برس ان الطائرة بدون طيار اطلقت اربعة صواريخ دمرت السيارة التي كان الرجال الاربعة على متنها، موضحا انه تم التعرف على اثنين من القتلى الاول يدعى صالح التيس (الوائلي) والثاني صالح علي قوطي.
وصالح التيس ورد اسمه ضمن قائمة من 25 مطلوبا ينتمون الى القاعدة، اعلنتها السلطات اليمنية ليل الاثنين الثلاثاء موضحة انهم يخططون لتنفيذ هجمات ارهابية خلال الايام الاخيرة من شهر رمضان وايام عطلة عيد الفطر.
واصدرت بريطانيا ايضا تحذيرا الى السفن العاملة في مكافحة القرصنة في خليج عدن.
وكانت وسائل اعلام اميركية ذكرت ان رسائل تم اعتراضها بين زعيم القاعدة ايمن الظواهري وزعيم فرع التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي هي التي حملت واشنطن على اتخاذ قرار غلاق البعثات.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين عن مسؤولين اميركيين ان ادارة اوباما اتخذت القرار اثر اعتراض اتصالات الكترونية الاسبوع الماضي بين الظواهري والوحيشي زعيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب التي تتمركز في اليمن.