دبي، 6 أغسطس 2013، أحمد الريحاوي، أخبار الآن – قبل يومين من بدء معركة مطار منغ العسكري إجتمع قادة عدة كتائب في غرفة العمليات مع المجلس العسكري في حلب ووضعوا خطة لإنهاء معركة إستمرت تسعة شهور من حصار المطار وعشرات المحاولات لإقتحامه لم تفلح .
ساعة الصفر كانت فجر يوم الإثنين 5 أغسطس 2013، عندما اقتحمت عربة BMP محملة بخمسة أطنان من المتفجرات، مبنى قيادة المطار، بحسب ما قاله لأخبار الآن حازم العزيزي، من لواء عاصفة الشمال.
هذا الانفجار الضخم أحدث حالة من الهلع والارتباك في صفوف قوات النظام خاصة العناصر المتمركزين في خنادق داخل المطار والتي تعد خطوط دفاع أولى ضد أي تقدم قد يحرزه الجيش الحر باتجاه المباني الرئيسة في المطار. فمن الصعب جدا تجاوز هذه الخنادق وتحييدها إلا إذا توفر غطاء جوي، وهو ما ينقص الجيش الحر. الانفجار أخرج هؤلاء الجنود. قائد ميداني شارك في المعركة قال لـ أخبار الآن إن رتلا من عشرين عسكريا في ثلاث ناقلات جند مدرعة غادر المكان على الفور، الأمر الذي أحدث ثغرة في دفاعات النظام الأولى أتاحت للجيش الحر الدخول إلى المطار.
وسرعان ما تمكن الجيش الحر من تدمير مدرعة من هذا الرتل. الحصيلة كانت أسر خمسة عناصر وقتل آخرين لم نعرف عددهم بعد. آخرون لاذوا بالفرار.
العناصر الأسرى لدى الجيش الحر هم : النقيب شادي سليمان، المساعد أول محمد جمعة عيد، الرقيب أدهم مضب، الرقيب فراس تريش .
العقيد عبد الجبار العكيدي قائد المجلس العسكري في حلب، وأثناء توجهه إلى المطار، قال لأخبار الآن إن ثمة أسبابا أخرى ساهمت في حسم المعركة.
الأول.. قطع الإمدادات عن قوات النظام المتحصنة داخل المطار.
فمن المعروف أن النظام كان يزود قواته في مطار منغ بالغذاء والمؤن عن طريق إلقائها من الطائرات المرحية بمظلات، وكثير منها كان يقع في قبضة الثوار، وهو أمر مهم شكل ضغطا على قوات الأسد المحاصرة وعلى مدى شهور .
الثاني.. فرار عدد من ضباط النظام أثناء عملية إقتحام النظام، وهو أمر آخر أدى إلى تراجع وضعف معنويات قوات النظام وثقتهم بقيادتهم غير القادرة على فك الحصار عنهم ولا تزويدهم بالطعام والمؤن و حسم المعركة وإنقاذهم .
العكيدي أضاف أن صمود الثوار وعزيمتهم لمدة 9 أشهر متواصلة على الرغم من فشلهم من إقتحام المطار عشرات المرات، مقابل تدني معنويات قوات النظام خاصة بعد تحقيق الجيش الحر عددا من الإنتصارات في حلب آخرها السيطرة على خان العسل، هي من العوامل التي أيضا في السيطرة على المطار .
الخسائر والمكاسب
عن الخسائر في المعركة قال العكيدي: قتل من الثوار 8 مقاتلين، بينما قتل قرابة 70 شخصا من قوات الأسد وتم دفنهم جميعا، إضافة إلى فرار عدد كبير منهم أثناء المعركة من بينهم عدد من الضباط .
أما مكاسب الحر وفق العكيدي فهي 7 دبابات فيما تم تدمير 30 أخريات، ودُمرت أيضا 12 طائرة بالكامل، وتم إغتنام عدد كبير جدا من الذخيرة والمدافع والصواريخ كانت موجودة في مستودعات المطار .
العكيدي أكيد أيضا أن هذه المعدات والذخائر سيتم نقلها وتوزيعها على مناطق أخرى في الشمال السوري للإستفادة منها في العمليات القادمة.
مصادر أخرى أشارت لأخبار الآن أن رتلا محملا بالسلاح المغتنم من منغ في طريقه الآن إلى حمص المحاصرة.
المعاقل وطرق الإمداد المتبقية للنظام
وعن باقي معاقل النظام في حلب قال العقيد العكيدي إن مطاري كويرس والنيرب العسكريين (القريبين من مطار حلب الدولي) مازالا تحت سيطرة النظام، وأنهما من الأهداف المستقبلية للجيش الحر في شرق حلب .
أما طرق الإمداد المتبقية للنظام في حلب بعد السيطرة على مطار منغ وفق العقيد العكيدي، لم يتبق للنظام سوى طريق الشيخ سعيد – السفيرة ، باتجاه خناصر جنوب حلب، في الوقت الذي يسيطر فيه الثوار على مداخل حلب الجنوبي من طريق دمشق – حلب .
الأهمية الإستراتيجية والجغرافية
وفقا لنشطاء سوريين فإن سيطرة الجيش الحر على مطار منغ العسكري أيضا تفتح الطريق أمام الثوار للدخول إلى مدينة حلب، كما أن موقعه على الطريق الدولي المؤدي إلى تركيا، سيمنح الثوار حرية التحرك على هذا الطريق ونقل الإمدادات إلى حلب، كما من شأنه أن يطبق الخناق على قريتي نبل والزهراء التي يتحصن فيها عناصر من حزب الله ومن قوات الاسد .