القاهرة, مصر, 5أغسطس, ندى عبد السلام, أخبار الآن — من أوائل من دحض الأسس التي قامت عليها القاعدة، كان مفتي القاعدة الأول سيد إمام الشريف؛ الأمر الذي أكسب نقده بُعدا عميقا خاصة لدى الشباب ممن يؤيدون فكر القاعدة . سيد إمام ترك القاعدة في منتصف التسعينيات؛ واُلقي القبض عليه بُعيد تفجيراتِ نيويورك. إليكم اليوم الجزء الثالث من مقابلة أجرتها معه الزميلة ندى عبدالسلام في مقر إقامته في بني سويف قرب العاصمة المصرية. في هذا الجزء يتحدث عن علاقة القاعدة بإيران.
لم يكن سيد إمام الشريف “المفتي” أو المُنظّر الجهادي الوحيد الذي رفض فكر التطرف والعنف وانقلب على القاعدة وأشباهها.
نذكر في هذا السياق أبو حفص الموريتاني مفتي القاعدة حتى 2001، تاريخ تفجيرات الحادي عشر من أيلول. أبو حفص وإبان الغزو الأمريكي لأفغانستان فر وآخرين من كبار قيادات القاعدة إلى إيران. هو أمضى عشر سنوات هناك إلى أن أعيد إلى بلده قبل حوالي عام.
لماذا إيران؟ وما الذي يربط إيران بالقاعدة؟ وكيف تشكل هذه العلاقة أثرا آخر على خطأ القاعدة؟
سيد إمام الشريف يعتبر أن القاعدة ورقة في يد إيران تستخدمها في أفغانستان تارة والعراق واليمن تارة أخرى .
يقول سيد إمام الشريف:
كان لديهم مواقف ضد الشيعة بقوة قبل أحداث 11 سبتمبر, وعندما وقعت أحداث 11/9 لا الجهاد فرض عين!! ولا الشيعة أعداء لنا!! الجميع هرب إلى إيران .
وهذا حصل بإتفاق صريح بين مسؤول اللجنة الشرعية في تنظيم القاعدة وبين المخابرات الإيرانية في مدينة زاهدان الإيرانية وهي على الحدود مابين أفغانستان وباكستان إيران .
إتفاق بين مسؤولين في اللجنة الشرعية في القاعدة وبين المخابرات الإيرانية على أن القاعدة والعائلات جميعها تأتي إلى إيران, وراح إلى إيران من هم من القاعدة ومن غيرها, فإيران صنفتهم قسمين , من القاعدة, ومن غير القاعدة, وفصلوهم فصلا تاما في الإقامة والمعيشة وأشياء أخرى, وبدأوا بعد ذلك بأن أصبح لديهم علاقات خاصة, أي أناس ليسوا من القاعدة وفّروا لهم المأوى, ومن يريد منهم المغادرة فليغادر , لكن القاعدة في ذلك الوقت كانت بمثابة رهائن عند إيران, ماذا يعني رهائن عند إيران؟؟ يعني أن إيران تؤمن بأن القاعدة لن تفعل أي شيء ضدها, وقد كان, أي أن القاعدة من بعد 11/9 إلى الآن لم تقم بأي عملية ضد إيران, ولم تصدر أي تهديد ضد إيران, ولم تصدر بيان تهديد ضد إيران, لماذا؟ لأنهم رهائن عند إيران .
فأنت في قبضتهم, وهذا الحد الأدنى لإتقاء شركَ , أي أن إيران تتقي شر القاعدة بأن يكون لديها رهائن منهم . بعد ذلك أن تستفيد منك إيران وهذا مثال .
مثال آخر… أحد الأشخاص مؤلف كتاب “إدارة التوحش”, وهو الذي أصّل جميع الأعمال التي يمكن أن تصفها بأنها أعمال إجرامية وأعمال بشعة, وأعطاها غطاء شرعياً, ومؤلف الكتاب غير مؤهل أصلاً لأن يكتب في الأمور الشرعية وهو “محمد خليل الحكايمة” , كان يعمل سابقا في الإذاعة الإيرانية “إذاعة طهران” , وهو ألف كتابا يشعل الناس, وجميع الأعمال التي حصلت في السعودية من تفجيرات في حقول البترول وقطع… وأشياء أخرى, “محمد خليل الحكايمة” هو من فعل ذلك في كتابه “إدارة التوحش” وهو كان مقيماً في إيران ويعمل في إذاعة طهران لأن له خلفية إعلامية .
فهذا من ناحية إستفادة إيران, وإيران طبعا أي ورقة قادرة أن تلعب بها لتضيف لها أوارقا جديدة, فهي ستلعب بها .
وهكذا، وبحسب سيد إمام الشريف، فإن القاعدة وشبيهاتها لا تختلف عن أي هيكل تنظيمي له أدواته ومصالحه التي تتعارض أحيانا مع الشعارات التي يرفعها. فماذا يقول مفتي المجاهدين في العالم للشباب المسلم الذي غررت به أو تكاد مثل هذه الهياكل ؟
سيد إمام الشريف يتوجه بنصيحة للشباب قائلا:
أريد أن أقول للشباب كلمتين , الأولى.. أن الشاب قد يشارك في عمل ظاهره الجهاد (لذلك كان يبعثهم أيمن الظواهري من السودان إلى مصر كي ينفذوا عمليات, وللعلم لم تنجح أي عملية, وعملية واحدة فقط تمكنوا من التحضير لها وبدأوها ولكن فشلت, أما الباقي فلم يتم) يتابع .. ظاهره الجهاد, ولكن الحقيقة أنّ قادتكَ أبرموا صفقات مع أجهزة المخابرات, وما أنتَ إلا وقود في هذه المحرقة ووقود في هذه الصفقة, وما أنتَ إلا ورقة سياسية, وإن كانت المظلة هي الجهاد في سبيل الله فيجب على كل إنسان أن يكون حذرا وأن يرى من الذي يوجهه ومن المسؤول عنه؟ .
الثانية.. لابد من دراسة العلوم الشرعية , ولا تعمل أي شيء قبل أن تعلم إن كان حلالاً أم حراماً, صح أم خطأ .