أطمة، ريف أدلب، سوريا، 5 اغسطس، علي ناصر، أخبار الآن – في ذلك اليوم 2-8-2013 حين اتصل بي أحد زملائي من قرية أطمة الحدودية أخبرني بأنه علينا القيام بعمل بتصوير آلية عمل فرن أطمة الخيري لإستمرارية الدعم خصوصا بعد أن علموا أن الداعمين سوف يقومون بإيقاف الدعم بعد شهر رمضان الكريم توقعت أن العمل سيكون كاي عمل أو نشاط أعلامي أقوم به. 

وصلت بلدة أطمة في تمام الخامسة مساءً وبدأنا العمل في تمام الساعة الثانية عشر في منتصف الليل حيث قمنا بتوثيق آلية عمل الفرن وأصبحنا ننتظر السيارت التي تقوم باستلام الخبز من الفرن وتوزيعه على المخيمات علما أن هذا الفرن يقدم الخيز ل17 مخيما فاصبحنا نذهب مع كل سيارة ونقوم بتصويرها وهي توزع الخبز على النازحين. 

قبل الفجر قمنا بتوثيق 3 مخيمات توقعت أن الأمر انتهى هنا، لكن أخبرني زميلي أنه يجب علينا توثيق كل السيارة وهي تقوم بالتوزيع، حينها علمت أن الأمر يكون شاقا. 

بعد الفجر قدمت سيارة لتأخذ الخبز إلى مخيم دار الرعاية وبعد أن وصلت المخيم، وأنا أقوم بالتوثيق وإذ بأحد الأطفال يقف أمام الكاميرا ويصرخ عاليا: “انا هنا لوحدي في هذا المخيم جدتي فقط من ترعاني هنا، أنا من كفرنبودة”، طبعا بلدة كفرنبودة هي من بلدات الريف الشمالي لحماة. صادفتني ايضا إحدى النساء المتقدمات في السن وصرخت “نحنا جوعانين يا عالم، عبيعطونا رغيف خبز لشخصين”. 

حالات مآساوية كانت هناك في المخيمات وبعد أن عدت الى المخبز لإنتظار ما تبقى من السيارت حيث كانت الساعة في تمام السابعة صباحا لم أتمالك نفسي من شدة التعب وعلى ما أذكر أنني كنت جالسا هنا وأتحدث مع زميلي ومن دون أن اشعر غرقت في النوم الذي استمر لمدة نصف ساعة فقط قبل أن يصرخ زميلي “يا علي يا علي” أجت السيارة فقمت من جديد وتابعنا العمل سوية والحمد لله تم عملنا بنجاح.