الرقة ، سوريا ، 2 أغسطس ، رمال نوفل ، أخبار ألان –
قبل أربعة أيام تناقل ناشطون ووسائل إعلام عربية وعالمية خبر إختفاء الأب الإيطالي باولو دالوليو في الرقة، إثناء زيارته المدينة لبحث مسألة الإختطاف والإعتقالات التي أنتشرت في الأونة الأخيرة، فضلا عن قضية وحدة السوريين في مواجهة النظام. قبل إختفاء الأب باولو بيوم التقته مراسلة أخبار الآن رمال نوفل وأجرت معه لقاءً خاصًا حول مهمته في الرقة. يذكر أن الأب باولو عاش في سوريا لأكثر من ثلاثين عاما وأعاد في ثمانينات القرن الماضي بناء “دير مار موسى” شمال دمشق، قبل أن يطلب منه النظام مغادرة سوريا بسبب وقوفه في صف الثوار.
هذا وطالب الائتلاف السوري المعارض الجمعة بالإفراج عن كاهن يسوعي ايطالي، معروف بمواقفه المعارضة للرئيس بشار الاسد، فقد اثره منذ الاثنين، بعد انتقاله للقاء مقاتلين جهاديين في محافظة الرقة (شمال).
وجاء في بيان الائتلاف “بعد مرور أربعة أيام على آخر مرة شوهد فيها الأب باولو دالوليو في مدينة الرقة، يعبّر الائتلاف الوطني السوري عن بالغ قلقه على وضع الأب، ويطالب كل من لديه معلومات عن مكانه بالإفصاح عنها، بما يساهم في عودته سالماً”.
واضاف البيان “يحذر الائتلاف الوطني السوري من أي اعتداء على حرية الأب باولو، باعتباره من أهم وجوه التحضر والسلام في سوريا، بما يحمله في قلبه من احترام للإنسان، وما يشرق على وجهه الباسم من إخلاص وحكمة، ويدعو الائتلاف أي جهة قد تكون متورطة في احتجازه إلى إخلاء سبيله على الفور، وإعادته إلى مقر إقامته الموقت آمناً معززاً مكرماً”.
وختم البيان بدعوة “كتائب الجيش الحر والمجلس المحلي لمدينة الرقة بفعل كل ما هو ممكن لضمان عودة باولو سالمًا”. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن ان لديه معلومات تفيد بان الاب دالوليو “لا يزال مختفيا منذ ظهر الاثنين لدى ذهابه الى مقر دولة العراق والشام الاسلامية (المرتبطة بتنظيم القاعدة) في مبنى محافظة الرقة لمقابلة امير في الدولة”. وطالب المرصد “بالافراج الفوري عن الاب باولو”، محمّلًا الدولة الاسلامية “مسؤولية اي اذى يلحق بحياته”.
وكان البابا فرنسيس اعرب الاربعاء عن قلقه على مصير الكاهن الايطالي، الذي تتضارب الانباء حوله، وذلك بعد يومين من تأكيد الفاتيكان ان “ليست لديه معلومات” عنه.
وكان الكاهن اليسوعي كتب في صفحته على فايسبوك السبت رسالة، عبّر فيها عن فرحته لوصوله الى مدينة الرقة. وقال “جئت اليوم إلى مدينة الرقة. أنا أشعر بالسعادة لسببين، أولهما أنني على أرض سوريا الوطن وفي مدينة محررة، والسبب الثاني الإستقبال الرائع من قبل هذه المدينة الجميلة”. واضاف “إنها صورة للوطن الذي نريده لكل السوريين”.
واعتمد الاب دالوليو مواقف حازمة جدًا ضد القمع العسكري، الذي انتهجه نظام الاسد، ما دفع السلطات الكنسية، التي يتبعها، الى الطلب منه مغادرة سوريا. فغادر، الا انه عاد في تاريخ لم يعرف.