دير الزور ، سوريا ، 30 يوليو عبد العزيز الشيخ ، أخبار الآن –

من المعالم الأثرية التي تشتهر بها مدينة دير الزور، السوق المِقـْبِي وهو أحد الأسواق القديمة التي كان يقصدها السوريون والتجار للتزود بجميع إحتياجاتهم، لكن قِدَمَ وعراقة هذا السوق لم تشفع له، ليكون تحت مرمى قذائف وصواريخ النظام فتدمره كليا. مراسلنا عبد العزيز الشيخ رصد لنا الدمار الذي لحق بالسوق المقبي واعد التقرير التالي.
كغيره من المعالم الأثرية والحضارية في دير الزور كان للسوق المقبي نصيبه من التدمير على أيدي قوات النظام، فلقد أعطاه موقعه الحيوي في قلب المدينة أهمية كبرى مقارنة بغيره من الاسواق.  يعد السوق المقبى اقدم الاسواق في المدينة فقد بني في العهد العثماني عام 1864 ميلادية.
 يقول ابو علي وهو أحد تجار السوق: “هذا السوق أثري ومركز نشاط تجار المدينة، ومعروف لدى اهالي دير الزور والأرياف. هناك أناس كثر تضرروا بسبب ما حصل للسوق من دمار”.
فمن الناحية المعمارية فهو يشكل السوق تحفة فنية غاية في الدقة والتكامل والتنظيم، ويمتد في أربع اتجاهات.
 حمل السوق المقبى منذ نشأته عدة أسماء فكان يسمى على إسم مدينة دير الزور، في حين كانت بعض أقسامه تسمى تيمنا بالمدينة التي كانت البضاعة تأتي إليه منها مثل سوق حلب وسوق بغداد وسوق بيروت، كما أطلق عليه اسماء ايضا وفقا للحرفة التي يختص بها القسم ومنها سوق التجار وسوق الحدادة وسوق النحاسين، كما اعتاد رواد السوق ايضا تسمية أقسامه بحسب البضاعة التي تباع فيه مثل سوق الصوف وسوق الحبوب والكماة.
 ويقول أبو حسين، وهو أحد سكان مدينة دير الزور: “السوق المقبي هو سوق تجاري ضخم يخدم معظم أهالي الريف، كانوا يزورونه السياح، لكن الدمار اثر بجزء كبير من السوق وخراب المحلات التجارية فيه”.
 لم يعد هذا السوق موجوداً للأسف كحال كثير من الأسواق التي دُمرت وحُرقت بفعل قوات النظام، كل ذلك الدمار الذي لحق بالسوق يجعله شاهدا على المذبحة فمن يزوره اليوم يشعر وكأن زلزالاً قد حل بالمكان حول كل هذا الإرث الحضاري والإبداع والفن إلى ركام تختبئ تحته قصة مدينة صامدة في وجه آلة النظام العسكرية.