الرياض ,السعودية,  30 يوليو, رويترز, منى عواد ,أخبار الآن – تسعى السعودية من خلال مشروع مترو الرياض الجديد الذي تعتزم تنفيذه بتكلفة  اثنين وعشرين مليار وخمسمئة مليون دولار
, تسعى إلى وضع حد لاختناقات السير التي تزعج ملايين القاطنين في العاصمة وإلى تغيير وجه المدينة وتحويلها إلى مركز تجاري إقليمي, كما تسعى المملكة أيضا من خلال هذا المشروع العملاق إلى تنويع موارد الاقتصاد بدلا من الاعتماد على النفط.
الحكومة السعودية  دشنت المشروع  يوم الثامن والعشرين من يوليوالجاري بمنح عقود لثلاثة إئتلافات تقودها شركات أجنبية من أكبر مصنعي ومنفذي شبكات القطارات في العالم لتصميم وإنشاء أول شبكة مترو في الرياض ضمن مشروع عملاق يستغرق تنفيذه خمس سنوات .
وسيشمل مشروع مترو الرياض الذي يتوقع انتهاء العمل فيه بحلول عام 2019 ستة خطوط للسكك الحديدية تمتد 176 كيلومترا وتعمل عليها قطارات كهربائية بدون سائقين.

وقال الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير الرياض في كلمة ألقاها خلال حفل تدشين المشروع مساء الأحد “تشير التقديرات أن ينمو عدد سكان الرياض من نحو ستة ملايين نسمة حاليا إلى أكثر من 8.5 مليون نسمة خلال السنوات العشر القادمة وذلك ضمن حدود تنمية المدينة التي تصل مساحتها إلى ستة آلاف كيلومتر مربع وتزايد أعداد المركبات التي بلغت هذا العام مليون ونصف مليون مركية.”

وقال ابراهيم السلطان رئيس مركز التخطيط والمشاريع بالهيئة العليا لتطوير الرياض إن الدراسة الاقتصاديه التي أجرتها الهيئة بينت أن كل ريال سينفق في استثمارات مشاريع النقل العام سيحقق عائدا يبلغ ثلاثة ريالات على البيئة والتطور العمراني واستهلاك الوقود وعناصر اقتصادية واجتماعية أخرى.

ويؤمل أن يساهم مشروع المترو في تغيير أسلوب التنقل ويخفف اعتماد الكثيرين على السيارات ليرفع في نهاية المطاف نسبة مستخدمي وسائل النقل العام فوق النسبة الحالية التي لا تزيد على اثنين بالمئة من ستة ملايين نسمة هم سكان الرياض.

ومع النمو المطرد لسكان المملكة الذين باتت النسبة الغالبة منهم من الجيل الجديد يزيد الاستهلاك المحلي للنفط بوتيرة تتجاوز نمو الطاقة الإنتاجية. وتستهلك السعودية نحو 500 ألف برميل يوميا من النفط في صورة وقود.

ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية لمشروع مترو الرياض مليون و160 ألف راكب يوميا عند بداية تشغيله وأن ترتفع إلى ثلاث ملايين و600 ألف راكب يوميا خلال عشر سنوات.

وبين شكوى الرجال من التكدس والاختناق المروري وشكوى النساء من عدم السماح لهن بقيادة السيارات يلقي المشروع استحسان الكثير من السعوديين والعاملين الأجانب في العاصمة.

وقال سعودي يدعى خالد العنزي “أنا باطلع (أغادر العمل) قبل الدوام بساعة ونصف علشان أوصل من الزحمة.”

لكن المشروع لا يلقى ترحيبا من البعض ومنهم عياش أحمد الذي يعمل سائقا لحافلة عامة في الرياض.

وقال أحمد “إذا جاء مترو الأنفاق ح يؤثر علينا وتنفك خنقة الزحام. لكن بالنسبة للباصات (الحافلات) ح يقل الشغل عليها .. الناس أكثر ه تروح على مترو الأنفاق.”

ولا يوجد بالسعودية أكبر اقتصاد عربي وأكبر مصدر للنفط في العالم سوى عدد محدود من وسائل النقل العام وتعاني شوارع الرياض اختناق حركة السير معظم ساعات النهار وحتى وقت متأخر من الليل.

ومع عدم السماح للنساء بالقيادة سيكون للمترو أثر اجتماعي واضح. وستضم عربات المترو مقصورات للعائلات وأخرى للأفراد.

ولم تفصح الحكومة السعودية عن كيفية تمويل المشروع. لكن السلطان رئيس مركز التخطيط والمشاريع بالهيئة العليا لتطوير الرياض قال في معرض رده على سؤال لرويترز عما إذا كانت الحكومة تنوي طرح صكوك لتمويل مثل هذا المشروع العملاق “المشروع سيجري تمويله من قبل الحكومة السعودية” لكنه لم يذكر تفاصيل.

ومن المقرر أن يضم مشروع النقل العام بالرياض شبكة حافلات حديثة مكيفة الهواء تغطي المدينة.

ومشروعات المترو جزء رئيسي من مساعي المملكة لتنويع موارد الاقتصاد إذ قد تغير الطريقة التي تعمل بها المدن السعودية الكبرى وتساعدها على تطوير مناطق للصناعات التجارية وإنشاء شركات للصناعات الخفيفة غير النفطية بينما تنشيء كذلك مشروعات عقارية ومشاريع استثمارية أخرى بامتداد خطوط القطارات.

ومترو الرياض هو باكورة مشروعات التقل العام العملاقة في السعودية. وتتبنى الحكومة مشروعات مثيلة أحدها في مكة المكرمة بقيمة 16.5 مليار دولار ويشمل خطا للمترو إلى جانب مشروع آخر في جدة ربما تبلغ تكلفته 9.3 مليار دولار.

 الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير الرياض في كلمة ألقاها
ابراهيم السلطان رئيس مركز التخطيط والمشاريع بالهيئة العليا لتطوير الرياض
سعودي يدعى خالد العنزي