أكد قيادي في الجيش السوري الحر لـصحيفة الشرق الأوسط وجود معلومات موثوقة لدى الجيش الحر عن مشروع للقاعدة ممثلة بما يسمى دولة العراق والشام الإسلامية لإنشاء دولة في الشمال السوري
عبر السيطرة على كل المنافذ الحدودية مع تركيا من الشرق والشمال والقضاء على الجيش السوري الحر في المنطقة، مشيرا إلى أن نقطة الصفر لتنفيذ الدولة هجومها على مواقع الحر ستكون في أول أيام عيد الفطر، وأن معبري باب الهوا وحارم سيكونان الهدفين الأساسيين، الأول للإمساك بمصادر السلاح والذخيرة، والثاني للإمساك بالمال من خلال تهريب النفط الخام.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «بحسب ما علمنا من عناصر اخترقنا بها الدولة الإسلامية فإن تنفيذ هذا المخطط بدأ منذ نحو أسبوع مع ذبح القائد في (الحر) فادي القش وأخيه وصولا إلى اللاذقاني، وسيستمر لشهر أو شهر ونصف وصولا إلى أول أيام العيد». وأوضح أن السيطرة على معبر باب الهوا «يعني سيطرة الدولة الإسلامية السلاح لأنه الممر الذي تسيطر عليه كتائب الأركان وتدخل منه السلاح للمجالس العسكرية»، مشيرا في المقابل إلى أن «معبر حارم الحدودي يعني السيطرة على المال، لأنه سيمكن القاعدة من تهريب النفط الخام بشكل نظامي وبيعه إلى تركيا». ورأى أن «السيطرة على المال والسلاح بشكل مباشر يعني أن الدولة الإسلامية ستكون قادرة على خلق دورة اقتصادية وإنشاء كتائب مسلحة من دون الاعتماد على أي مساعدات وهذا سيعني إنشاء دولتهم شمالا».
وأوضح أن «تنفيذ هذه الخطة بدأ منذ أسبوع مع ذبح القائد فادي القش وأخيه في بلدة الدانا، بعد خداعه واستدراجه إلى اجتماع لعقد هدنة واتفاق، واستمر المخطط مع اغتيال عضو مجلس القيادة العليا كمال حمامي المعروف بـ(أبو بصير اللاذقاني) وسيستكمل بسلسلة اغتيالات علنية بحق ضباط وشخصيات هامة في الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أنه يجري تنفيذ ذلك «بحجة تكفير الجيش الحر عبر اتهامه بالتعامل مع الغرب وعدم مد جماعات الدولة الإسلامية بالأسلحة».
وشرح أنه بعيدا عن كل الشائعات فإن «أبو بصير اللاذقاني اغتيل على أحد حواجز (الدولة)، حيث إنه بمجرد أن توقف موكبه تقدم أمير الدولة هناك وأطلق رصاصة على رأسه فأرداه ثم أطلق النار على باقي عناصر الموكب وأبلغهم بنقل تهديد بأن: «هذا مصير المتعاملين».
ولفت المصدر القيادي أنه «سيجري حصر استهداف الكتائب التابعة للأركان وليس الإسلامية منها حتى تلك لو كانت منضوية في المجالس العسكرية»، مضيفا أن «حركة أحرار الشام ولوائي الإسلام والتوحيد تراقب ولا تتدخل في ما يجري». وشرح أن «الخطة بدأت بالسيطرة على قرية الدانا الحدودية التي يسيطر عليها بعد قتل القش، الأمير أبو أسامة التونسي الذي لا يتعدى الـ20 سنة من عمره وهو من أمر بقتل القش».
وأضاف أن «المخطط يشمل الانتشار باتجاه معبر باب الهوا ثم باتجاه حارم وصولا إلى دركوش»، كاشفا أن «أول أيام العيد سيكون ساعة الصفر ويشمل هجوما شاملا على باب الهوى وباب السلامة». وأشار إلى أنه بعد الدانا شمالا «سيطرت الدولة على جرابلس ومعبرها الحدودي شرقا وأعلنوها إمارة إسلامية، حيث منعوا التدخين في الشوارع وفرضوا الحجاب كما يحاولون أن يتزوجوا البنات السوريات بالقوة بصفتهم مجاهدين أجانب أتوا لنصرة سوريا»، مضيفا أن «منبج هي الوجهة التالية».
وشرح كيفية قضم البلدات وصولا إلى معبر باب الهوا، فلفت إلى أنه «تقع على يمينه (باب الهوا) أطمة وشماله حارم ودركوش، وبعد سيطرتهم على الدانا يفصلهم عن باب الهوا سرمدا التي تبعد نحو كيلومتر واحد أو أكثر بقليل عن باب الهوا». وأوضح كذلك أنه «بعد جرابلس هناك معبر باب السلامة الذي يسيطر عليه لواءا التوحيد وعاصفة الشمال وبالتالي السيطرة عليه قوية أما باب الهوا فهو الأضعف». وشدد على أن «السيطرة على منفذ حارم الحدودي يعني أنه سيكون منفذا لتهريب المازوت والنفط الخام وهو يبعد عن سرمدا نحو 30 كيلومترا».
وأكد المصدر القيادي في الجيش الحر أن «الحر بعدما كشف هذه الخطة تم تعميمها على نطاق ضيق وموثوق وهو سيسعى لعدم بدء أي هجوم أو فتح أي جبهة من شأنها إضعاف الثوار في مواجهة النظام». ولفت إلى أن ما يقوم به الجيش الحر حاليا هو «نشر كتائب وحواجز في البلدات التي ستكون مستهدفة بحسب المخطط مثل سرمدا وتدعيم انتشارنا فيها بحيث لا تكون لقمة سائغة بيد الدولة الإسلامية».
وأكد أنه على الرغم من أن «أعداد مقاتلي الدولة قليلة مقارنة بالجيش الحر لكن مشكلة الحر في عدم توحد كتائبه بشكل فاعل، بحيث إن المجلس العسكري مثلا لا يملك حق أمر كتيبة ما بالتحرك لمساندة كتيبة أخرى تتعرض للهجوم فكل كتيبة ترابض حيث تنتشر».
وشدد المصدر القيادي في الحر على أنه «سنسعى إلى الجلوس والتحاور مع الدولة الإسلامية إن وجدنا آذانا صاغية وذلك لكي نتجنب حمامات دم ومعارك تنعكس سلبا على مواجهة النظام»، لكنه أضاف: «مهما فعلنا. بالتأكيد ستكون هناك حرب بيننا وبينهم».