لجأ السوريون إلى اقامة خيم خارج قراهم في ريف إدلب لتجنب القصف الذي تتعرض له منازلهم. موجة النزوح هذه تزداد يوما بعد آخر بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له القرى. ويرافق هذا النزوحَ وضعٌ انساني صعب في ظل قلة مصادر الدخل وغلاء المواد الغذائية.. محمد الدغيم يرصد لنا ازمة نزوح الأهالي في ريف إدلب في التقرير التالي.
أزمة النزوح في سوريا
سوريون يقيمون خيما خارج قراهم
تجنبا للقصف الذي يطال منازلهم
للنازحينَ كثيرٌ من المعاناةِ وكثيرٌ من القصصِ التي لا تنتهي.. بدأتْ فصولُها مع نزوحهم فقد تركوا خلفَهم بيوتَهم وأراضيهم ومصادرَ رزقهم وودَّعوا كلَّ هذا ربَّما لأجلٍ لا غيرِ قريبٍ. لم تشفع لهم مأساة نزوحهم .. فهم يعيشون أوضاعاً إنسانيةً صعبة.. بعضُهم اتخذ من الجبال بيوتاً وبعضُهم سكنَ في منازلَ مهدمةً هجرها أهلها، أو مدرسةً رحلَ عنها طلّابها وباتت هي الأخرى تعاني نزوحاً من نوع مختلف. أمّا الخيام فلها قصّةٌ أخرى … فهيَ إن وُجدتْ فإنها لاتقي برد الشتاء ولاتحمي من حرارة الصيف وقد انتشرت المخيمات على اطراف معظم القرى والبلدات بشكلٍ يقولُ للزائرِ : إنَّ ثمةَ نكبةٌ في المكان.. وأمّا سكانُ تلكَ الخيم فهم منشغلون عنها بلقمةِ العيشِ التي تضمنُ حياتهم وحياةَ أطفالهم…وغلاءُ الأسعار لايرحم ميسوري الحالِ فمابالكَ بمن يعيشُ تحتَ خطِّ الفقر في تلك الخيمِ..؟ وفي حسرةٍ وألمٍ يتسائلُ هؤلاءِ النازحونَ عن سببِ غيابِ دورِ المنظماتِ الحقوقيّةِ في تخفيفِ وطأَةِ النزوح عليهم في حينِ لاتزالُ فصولٌ من الأسى تُلِمُّ بهم ومعها يتعمّقُ الألمُ.