العنف في العراق يأبى أن يتوقف عن حصد المزيد من الأرواح, ففي حي العامرية ببغداد وقبل ساعات من الآن قُتل ما لايقل عن تسعة عشر شخصاً واصيب خمسة وثلاثين آخرين بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين. في حين بلغت حصيلة التقلى لأحد المساجد في مدينة بعقوبة بعبوة ناسفة, ستة وثمانين شخصا بين قتيل وجريح.
سلسلة من الانفجارات تعم انحاء العراق لم تتوقف ومنها تفجيري جامع السارية في محافظة ديالى ومدينة الصدر في بغداد حيث شهدت الجمعة انفجار عبوة ناسفة استهدفت المصلين في جامع السارية وسط بعقوبة عقب انتهاء صلاة الجمعة ما اسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى ووفقا لاحصاءات دائرة صحة ديالى أن الحصيلة النهائية لتفجير العبوة الناسفة بلغت ست وثمانين قتيلا وجريحا اصابة خمسة عشر من الجرحى خطيرة فيما بلغت حصيلة السيارة المفخخة التي انفجرت بمدينة الصدر الخميس سبعة قتلى واصابة اثنين وثلاثين بجروح متفاوتة.
اعضاء من القائمة العراقية حملوا الحكومة مسؤولية كل قطرة دم تسقط في العراق ، متهمين إياها بغض النظر عن تجاوزات المليشيات فيما طالبوا الحكومة بـمحاسبة القادة الأمنيين وتقديم استقالتها بسبب عجزها الواضح عن ضبط الامن والضرب على يد المجرمين والمليشيات التي هددت المعتصمين علنا، ولمرات عديدة على لسان جهات معروفة لدى الجميع متهمين الحكومة بالتعامي عن تجاوزات هذه الميليشيات .
معدلات العنف في بغداد شهدت منذ مطلع شباط الماضي تصاعدا مطردا وفقا لاحصاءات بعثة الأمم المتحدة في العراق ٍالتي اكدت أن شهر نيسان كان الأكثر دموية منذ شهر حزيران 2008، وأكدت أن ما لا يقل عن الفين وثلاث مائة عراقيا سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال عنف طالت مناطق متفرقة من البلاد، لافتة إلى أن محافظة بغداد كانت المحافظة الأكثر تضررا تلتها محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى والأنبار.
الأمم المتحدة وعلى لسان ممثلها في العراق مارتين كوبلر دعت القادة العراقيين إلى اتخاذ إجراءات لوقف إراقة الدماء وبذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين مؤكدة ان المسؤولية تقع على عاتق السياسيين ولابد من التحرك فورا والدخول في حوار لحل الازمة السياسية ووضع حد لمعاناة الشعب العراقي محذرة من ازلاق البلاد الى المجهول الخطير اذا لم تتخذ اجراءات حاسمة .