ربما تبددت احلام الطفولة التي لطالما راودت اطفال سوريا, أو أنها تأجلت إلى ما بعد انتهاء العنف الممارس عليهم من النظام. في احدى قرى ريف إدلب استبدل الأطفال مقاعد الدراسة بأخرى على ارصفة الشوارع حيث اصبحوا يبيعون ما تيسر للحصول على دخل يساعدون فيه اسرهم الفقيرة. علي ناصر يرصد لنا في التقرير التالي ظاهرة عمالة الأطفال في ريف إدلب. اطفال كبروا قبل اوانهم في بلاد باتت تغتال فيها اجساد الطفولة وبرائتها لم يعد ابن الثامنة و بنت العاشرة طفلين بعد ان جالت عيناهما كثيرا في هذا الزمن حيث لم تعد بلادهم تتوشح بذكريات الطفولة التي باتت مفردات جروحها تنبض بشتى صور الطفولة المعذبة. لم يجلس احد اطفالنا اليوم على مقاعد الدراسة ولم ينتظر معلمه بل جلس ينتظر من يعطيه قطعة نقود بدلا من كتب الدراسة. ربما نسي اطفالنا حق الطفولة في اللهو واللعب والمرح بعد ان قتل نظام الاسد طموح الطفولة في قلوب الاطفال هنا. فمنتهى طموحهم الهروب من واقع الفقر والتشرد الذي فرض عليهم. كثيرون هم اطفال سوريا من رحلوا من مقاعد الدراسة و ساحات الطفولة وملاعبها الى ساحات الموت والصراع معه حيث لم يعد خيارهم اما العودة الى الطفولة او مواصلة الكفاح.