اصبحت القبور في سوريا سلعة يصعب على المواطن الحصول عليها لدفن موتاهم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام, فجشع المسؤولين عن تلك القبور وتحت مرأى ومسمع النظام جعلهم يتاجرون بالقبور التي باتت تعد شيئا من الرفاهية بسبب غلاء اسعارها الى حد لا يمكن للسوريين تحمله.. مراسلنا جواد العربيني رصد هذا الواقع في دمشق وريفها وأعد التقرير التالي.
لم تعد تقتصرُ معاناةُ السوريونَ على الاوضاع ِ الاقتصادية الصعبةِ وقصفٍ لاينقطعُ على مدار الساعة بل تمتدُ معاناتـُهم حتى بعد موتهم.
كثرة ُ القتل الذي يحدث ُ في سوريا وتحديدا في العاصمةِ دمشق زاد من جشع ِ ثُلة من الناس ليزيدوا اسعارَ القبور ِ الى ارقام تكادُ لا تُصدق، إذ باتَ يتراوحُ سعرُ القبر ِ الواحد مابين اربعةِ آلافً وستةِ آلافِ دولار اي بما يزيدُ على عشرينَ ضعفا عن السعر ِ الذي حددتهُ الحكومة ُ بنحو ِ مئتي دولار، وكل هذا تحتَ مرءى ومسمع ِ نظام ِ الاسد الأمرُ الذي دفعَ كثيرا من ابناء ِ العاصمةِ الى دفن ِ شهدائِهم في الريف وتحمل خطر ذلك. مقابلة
وضعُ المقابر ِ في ريفِ دمشق ليس أفضلَ حالاً من العاصمة، فهنا يدفن ِ سكانُ الريفِ شهدائَهم خِلسة ً خوفا من ان تطالهم قذائفُ النظام، في حين يقتصرُ الدفنُ على حضور ِ عددٍ قليل من اهالي الشهيد، ولكن حتى القبورُ ماعادت لتسعَ السوريينَ فاصبحَ يضمُ القبرُ الواحدْ اربعة ً او خمسة َ شهداء.
هذه هي احدى المقابر الجماعية في ريف دمشق حيث قضى اكثر من خمسين شخصا ضحية قصف النظام لاحدى بلدات الغوطة الشرقية
اولُ ما يلفتُ النظرَ في كل مقبرةٍ في الريف الدمشقي تجهيزُ عددٍ كبير ٍ من القبور ِ فضلاً عن تجهيزِ مقابرَ جماعيةٍ استعدادًا لاي مجزرة قد ترتكبُها قواتُ النظام علما ان عددَ الضحايا في ريفِ دمشق هم الاكثرُ في سوريا، كما ان القبورَ ذاتـَها اصبحتْ بسيطةً تضمُ قطعة ً من الخشبِ يكتبُ عليها اسماءُ الشهداءِ ويوضعُ فوقـَها بعضُ الزرع ِ بعد انا كانَ السوريونَ يزينونَ قبورَ ذويهم بالرخام ِ والاكاليل مقابلة
اصبح السوريون هذه الايام مجرد ارقام تتداولها وسائل الاعلام لكن مايطر التساؤل هنا
اذا كان النظام قد حرم السوريين من العيش فوق تراب وطنهم بكرامة ايعجز المجتمع الدولي من ان يسمح لهم من الموت تحت تراب وطنهم دون مهانة لاخبار الان جواد العربيني ريف دمشق