قصف عنيف بالطائرات وراجمات الصواريخ تتعرض له كثير من مدن محافظة درعا السورية. الجيش الحر يخوض معارك شرسة مع قوات النظام في مختلف مناطق المحافظة، وتمكن من السيطرة على عدة مدن وقرى فيها ومراكز حيوية للنظام. في الوقت ذاته تشهد المحافظة حالة إنسانية صعبة ترافقها حركة نزوح لا تتوقف من العائلات التي فقدت منازلها جراء القصف.
بتاريخ 18-3-2011 انطلقت الثورة السورية بتظاهر الالاف من اهالي درعا امام الجامع العمري الكبير لتنتقل هذه الاحتجاجات الشعبية لتغطي معظم التراب السوري ومنذ ذلك اليوم تسيل الدماء في درعا وتزداد وتيرة الاحداث اشتعالا.
درعا التي تقع في اقصى جنوب سوريا يسكنها مليون ونصف المليون نسمة وهناك ما يعادل هذا العدد من ابناءها في المهجر. الثورة السورية دخلت الى كل مدن وقرى المحافظة ولكن حدة الاشتباكات وعدد المجازر التي ارتكبها النظام تختلف من منطقة الى اخرى. فحسب احصائيات الثورة السورية حتى نهاية عام 2012 قتل ما يزيد على خمسة الاف شخص من ابناء المحافظة على يد القوات التابعة للاسد النصيب الاكبر من عدد الضحايا كان في اكثر المناطق اشتعالا ومنها بصر الحرير التي تقع الى الشمال من مدينة درعا والتي تشهد قصفا يوميا بالطائرات والمدفعية وتحدث فيها اشتباكات ما بين الثوار والقوات التابعة للنظام والشبيحة وكانت اخر المجازر في بصر الحرير بتاريخ 26-1-2013 والتي سقط فيها عدد كبير من المدنيين جراء قصف طائرات النظام لاحد الاحياء السكنية.
الاشتباكات والمجازر اليومية لم تكن مقتصرة على بصر الحرير بل كانت مشتعلة في الحراك التي تقع جنوب شرق مدينة درعا ويقطنا زهاء ثلاثين الف نسمة حيث سقط المئات من ابناء هذه المدينة ما بين قتيل وجريح وانضم عدد كبير من ابناءها الى صفوف الجيش الحر ليشكلوا كتيبة للدفاع عن مدينتهم.
من الناطق التي تشهد مقاومة كبيرة ومجازر متكرر قرية المسيفرة جنوب درعا والتي يقاوم فيها الجيش الحر الشبيحة وقوات النظام بشكل يومي , ومن المناطق الاشد اشتعالا في درعا قرية المسيفرة جنوب درعا والتي انضمت من البداية الى درعا في ثورتها هذه البلدة ومعظم بلدات درعا تعتمد على الزراعة بشكل اساسي ولكن ومع القصف اليومي وقطع الكهرباء والوقود ترك الكثير من السكان بيوتهم ومزارعهم واصبحوا لاجئين الى الجارة الاردن التي لا تبعد كثيرا عن درعا , وبذلك اصبح سكان درعا ما بين قتيل او جريح جراء قصف النظام او نازج او لاجئ جراء الوضع الانساني المأساوي او من اختار البقاء والمقاومة بالنضمام الى الثوار