لايزال الغموض واحداً من أهم ميزات إعلام النظام السوري، رغم حديثه وتغنيه الدائم بالشفافية ومطالبة سائر وسائل الإعلام العربية والأجنبية باعتماده كمرجعية في مصادر المعلومات عن الشأن السوري
واحدٌ من أهم الأحداثِ السياسيةِ التي شهدتها سورية قبل أيام، تمثلت بزيارةِ المبعوثِ الأمميِ والعربي الأخضر الإبراهيمي لدمشق ولقائهِ مسؤولي النظامِ وفي مقدمتهم رئيسُ النظام بشار الأسد…
كل وسائل الإعلام الرسمية والموالية ووكالات الأنباء رافقت زيارة الإبراهيمي الأخيرة..
وليس مبالغاً القول إن مئات القنوات الإعلامية تناولت هذا الخبر مروراً سريعاً أو بشكل معمق حسب قرب أو بعد اهتمامات القناة بالشأن السوري. كيف لا، و الزيارة لم تأت سراً أو على عجل، بل في وضح النهار وأمام الملأ،
الوسائل ذاتها تواجدت على بعد بضع ساعات وبضع مئات الأمتار في ضيافة مؤتمر صحفي موسّع دعا إليه وزير إعلام النظام السوري،
فتح الباب للأسئلة، أولهم مراسل سأل رأس الهيكل الإعلامي الرسمي في دمشق، والمسؤول كما يفترض، عن متابعة أو إدارة أو رسم سياسيات سائر المؤسسات الإعلامية، سأله عن تقييمه أو تقييم حكومته لزيارة الأخضر الإبراهيمي فجاء الجواب صاعقاً…
وبعيداً عن وارد تقييم الشكل الفني للمؤتمر الصحفي الموسع والمباشر فإن التناقض في مضمون محتوى بعض فقراته لابد أن يثير الاهتمام..
فـ لطالما وجه إعلام النظام السوري سهامَ نقدهِ الجارح لمئات الصحف والقنوات الإعلامية العربية والأجنبية متهماً إياها بالتحيز والتضليل والابتعاد عما وصفه بمصداقية الخطاب الإعلامي.
وزير إعلام النظام السوري أعطى إجابه وافيه وشافية عن أسباب عزوف القنوات الإعلامية عن الأخذ بمعلومات النظام الرسمية أو تصديقها، إذت كانت تقدم فعلاً أي معلومة.