في ماريوبول ليس هناك تدفئة ولا مياه وبدأ يظهر نقص المواد الغذائية والقصف لا يتوقف

  • تقدّر السلطات العسكرية المحلية أن عدد القتلى في ماريوبول بلغ 1207
  • نجحت منظمة أطباء بلا حدود في فتح مستشفى متنقّل الجمعة في مدينة فينيتسيا في غرب البلاد
  • التحدي الأساسي يكمن في العدد الكبير جدًا من المناطق التي تشهد معارك بشكل متزامن
  • روسيا قصفت أيضاً سيارات إسعاف وطواقم طبية وبنى تحتية صحية

يرى مسؤول كبير في منظمة “أطباء بلا حدود” أن ميناء ماريوبول الاستراتيجي الواقع في جنوب أوكرانيا والمحاصر والذي يتعرّض للقصف من جانب الروس، في وضع “شبه ميؤوس منه”، داعيًا إلى التحرّك لتجنّب “مأساة لا يمكن تصوّرها”.

ويقول مدير منظمة “أطباء بلا حدود” في سويسرا ستيفين كورنيش وهو أحد منسّقي عمل المنظمة غير الحكومية في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، إن الوضع “شبه ميؤوس منه حقًا”.

ويضيف في مقابلة مع وكالة فرانس برس “مئات آلاف الأشخاص (…) حرفيًا محاصرون”.

ويتابع “الحصار ممارسة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى مُنعت بموجب القوانين الحديثة للحرب وذلك لسبب وجيه”، بسبب المعاناة التي عاشها السكان المدنيون الذين لم يتمكنوا من الاحتماء.

في ماريوبول، ليس هناك تدفئة ولا مياه وبدأ يظهر نقص المواد الغذائية والقصف لا يتوقف.

تقدّر السلطات العسكرية المحلية أن عدد القتلى في المدينة بلغ 1207، لكن هذا العدد وعلى غرار معظم الحصائل، ليس إلا جزئيًا، إذ إن عددًا كبيرًا من الجثث لا يزال على الأرجح تحت الأنقاض.

– حماية المدنيين –

ماريوبول الأوكرانية تواجه مأساة إنسانية

مسيرة لدعم أوكرانيا على ممر برايتون بيتش بوردووك في 6 مارس 2022 في حي برايتون بيتش( أ ف ب )

يذكّر ستيفين كورنيش بأن القانون الدولي “يفرض حماية المدنيين، يجب أن تكون حاجاتهم الأساسية مؤمّنة: غذاء، مياه، أدوية، وبالطبع التمكن من البقاء خارج النزاع”.

يؤكد المسؤول في المنظمة الإنسانية أنه “كما يمكن أن نرى، ليس فقط في ماريوبول لكن أيضًا بحسب معلومات موثوقة تأتي من خاركيف ودنيبرو وأماكن أخرى، لا تُبذل كافة الجهود اللازمة لتحييد المدنيين”.

ويقول “نحن في طريقنا فعلًا نحو مأساة لا يمكن تصوّرها” مضيفًا “لا يزال يمكن تجنّبها ويجب علينا تجنّبها”.

تنشر منظمة “أطباء بلا حدود” أكثر من مئة شخص على الأرض في أوكرانيا.

وقد نجحت المنظمة في فتح مستشفى متنقّل الجمعة في مدينة فينيتسيا في غرب البلاد، لمعالجة عدد لا يُحصى من النازحين بسبب المعارك.

إلا أن التحدي الأساسي يكمن في العدد الكبير جدًا من المناطق التي تشهد معارك بشكل متزامن.

ويشير المسؤول إلى أن “هناك عشرات الأماكن التي تحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة ونحن ببساطة غير قادرين على القيام بذلك بعد”.

– “صادم” –

يعتبر ستيفين كورنيش أن قصف الروس مستشفى أطفال في ماريوبول هو أمر “صادم حقّا لضمائرنا ولإنسانيتنا”.

ويضيف “إنه غير مقبول إطلاقًا ليس هناك كلمات تجعلنا نفهم كيف يمكن أن يكون ذلك مسموحًا في عصرنا”.

وأسفر القصف الروسي للمستشفى عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وتدمير المنشآت بشكل كامل.

لم يكن أي عامل في منظمة “أطباء بلا حدود” في المستشفى لكن عددًا من المتعاونين معها وعائلاتهم مُحاصرون في ماريوبول.

لم تسلم أيضًا منشآت صحية أخرى من القصف. ففي 11 مارس، أحصت منظمة الصحة العالمية نحو 39 هجومًا على سيارات إسعاف وطواقم طبية وبنى تحتية صحية.

يُرجّح أن تشكل هذه الهجمات التي أسفرت عن 12 قتيلًا و34 جريحًا، جرائم حرب.

ماريوبول الأوكرانية تواجه مأساة إنسانية

وقفات احتجاجية في العالم كله تندد بالعدوان الروسي على أوكرانيا ( أ ف ب )

– “استعادة الكرامة والإنسانية” –

يحافظ فريق منظمة “أطباء بلا حدود” في أوكرانيا على القدرة على التواصل.

يتابع كورنيش “يمكنني أن أقول لكم إننا ننتظر هذا التواصل بكثير من الحماسة ونشعر بالارتياح عندما نتلقى أخبارًا عنهم وندرك أنهم بخير”.

لكنّه يشير إلى أن مستوى العنف يمنع الفريق “من مواصلة تقديم المساعدة عبر المستشفيات” وهذا أمر “غير مقبول إطلاقًا في عصرنا”.

ويضيف “يجب أن نفعل كل شيء لضمان استعادة الكرامة والإنسانية”.