لم تندلع الحرب كما كان متوقعا.. فكيف كان وقع الحياة في أوكرانيا اليوم؟
ها قد حلّ يوم 16 فبراير دون أن تحلّ معه الحرب في أوكرانيا كما كان متوقعاً، لكن على الرغم من أن الحرب لم تقع على أرض الواقع، فقد وقعت في النفوس إذ كان العالم كله متأهباً في انتظار أحداث اليوم، وكان الأوكرانيون في قلق شديد على وطنهم والمصير.
وبما أن الحرب لم تندلع، كيف كان وقع الحياة في أوكرانيا اليوم؟ وكيف عاش الأوكرانيّون الساعات الأخيرة قبل 16 فبراير وخلاله؟
كانت الليلة مقلقة بالنسبة للعديد من الأوكرانيّين، فقد ذكرت صحيفة The Sun البريطانيّة يوم أمس نقلاً عن المخابرات الأمريكية الوقت المحدد للهجوم الروسي على أوكرانيا، وقد حدّدته عند الثالثة فجراً في كييف يوم الأربعاء 16 فبراير.
لم تؤكّد مصادر أخرى تلك المعلومات غير أنه تم التداول بيوم 16 فبراير في الكثير من وسائل الإعلام الغربية من قبل، وكان الناس يناقشون بحماس لافت التهديد المحتمل على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضهم يحذر من الخطر والبعض الآخر يتناول الموضوع بسخرية.
في الخلاصة تشير النتيجة مع ختام هذا اليوم إلى أن الهجوم لم يحدث على الرغم من تعرّض مواقع وزارة الدفاع وأكبر البنوك الأوكرانية إلى هجوم إلكتروني يوم أمس، وبحسب التقديرات الأوليّة إن الهجوم قوي ولم يسبق أن وقع مثله من قبل.
وبحسب ما أوضحت المخابرات الأمريكيّة والبريطانية اليوم، إن ما لا يقل عن 100 ألف جندي روسي يتمركزون في المناطق الحدودية الأوكرانية وشبه جزيرة القرم المحتلة.
يتمركز الأسطول الروسي في 11 سفينة إنزال كبيرة في البحر الأسود. وبالإضافة إلى الوحدات المحمولة جواً، نقلت روسيا طائرات وما يصل إلى 60 منصة إطلاق اسكندر إلى بيلاروسيا، حيث تجري مناورات “حلفاء العزم 2022” العسكرية. ومع ذلك، لا تزال إمكانية التوصّل إلى حل دبلوماسي للأزمة قيد المناقشة.
يوم الوحدة في أوكرانيا
اليوم، 16 فبراير، ردّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي على التاريخ المحتمل للغزو الروسي لأوكرانيا، وأكد أن “الجيش الأوكراني اليوم أقوى من أي وقت مضى”.
وفي الوقت نفسه أعلن يوم 16 فبراير يوم وحدة البلاد ودعا الجميع إلى “تعليق الأعلام الوطنية، وارتداء شرائط زرقاء وصفراء لإظهار وحدتنا للعالم”، وقد أنشدت البلاد كلها النشيد الوطني.
يعتقد سفيتلانا وهو رب عمل أن “العدوان الروسي على أوكرانيا ليس مشكلة بالنسبة لبلدنا فحسب، فعلى الناس في جميع أنحاء العالم التفكير في الأمر لأنه يمكن أن يشكّل نقطة انطلاق للحرب”.
وبدوره أكد ياروسلاف الاختصاصي في تكنولوجيا المعلومات أنه لا يشعر بـ”القلق بشأن الحرب، أفكر أكثر في أسرتي وفي عملي، أركّز أكثر على تلك النواحي كما لا أفكّر بالهروب في حال وقع الأسوأ”.
وينضم إيغور وهو مهندس إلى موقف من يعتبرون أنه لن يكون هناك “غزو على نطاق واسع، لا ينبغي توقع ذلك، لأن معطيات استخباراتنا تقول إن قوة عدوّتنا روسيا ليست كافية وستظهر أوكرانيا مقاومتها بجدارة. ربما سيكون هناك إطلاق صواريخ، ثمة تكهنات أنها ستنطلق من بيلاروسيا أو ربما حتى لفيف لسوء الحظ”.
وعن رأيه بيوم الوحدة الذي أعلنه الرئيس قال: “هو لتعبئة الروح النفسية لدى الأوكرانيين، لنتذكر وحدتنا لأن قوتنا هي فقط في وحدتنا. لكن ليس لذلك دور كبير الآن، فقد تم الإعلان عن هذه العطلة قبل أيام قليلة فقط وكثيرون لا يعرفون حتى عن ذلك ولا يفهمونه، أعتقد أنها حركة شعبويّة إلى حد ما”.
نزل دانيلو محلل الأعمال إلى سوق البناء يبحث عن بعض الأشياء، لكنه وجد أن الأوكرانيين يعزفون ويغنون. يقول:“وقفت وبدأت بالغناء كما الكثير من الناس الذين كانوا في السوق، منهم من كان يفكر ومنهم من كان يستمع فقط وأعتقد أنه في تلك اللحظة فهم الجميع أننا دولة، نحن نشكل أمّتنا”. وأكد دانيلو أنه غير خائف من الحرب “ولا أعتقد أنها ستحصل الآن وذلك لأن أحداً لا يحتاج إليها من الجانبين ولأن روسيا ليست قويّة كما تُظهر”.
لكن إذا كانت الحرب لم تندلع اليوم، أيعقل أن نكون مع موعد فعلي لها في الأيام المقبلة أم أن عجلة الحلّ ستكون أسرع من عجلة الحرب؟