القوات الخاصة الأمريكية تنفذ أكبر عملية في إدلب منذ أكتوبر 2019
- “البنتاغون” أكدت ان عملية إدلب تمت دون خسائر في صفوفها
- العملية بدأت بإنزال جوي بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، وتبعتها اشتباكات استمرت لأكثر من ساعتين.
- تداول سكان ليلاً تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف يطلب من النساء والأطفال إخلاء منازلهم
نفّذت القوات الخاصة الأميركية الخميس عملية إنزال جوي نادرة في شمال غرب سوريا ( إدلب ) بحثاً عن جهاديين لم تتضح هوياتهم بعد، في عملية وصفها البنتاغون بـ”الناجحة”
وأسفرت وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل 13 شخصاً بينهم سبعة مدنيين.
وتعدّ العملية، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، الأكبر منذ العملية التي نفذتها واشنطن في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019
والتي وأسفرت عن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.
وأوردت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان الخميس “نفّذت القوات الأميركية الخاصة بإمرة القيادة المركزية الأميركية مهمة لمكافحة الإرهاب في إدلب”.
وقالت إنّ “المهمة كانت ناجحة ولم تسجل خسائر” في صفوفها.
ولم يفصح البنتاغون عن هوية الأشخاص المستهدفين من العملية، لافتاً الى أنه سينشر معلومات إضافية فور توفرها.
وأحصى المرصد 13 قتيلاً على الأقل بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء قضوا خلال العملية التي بدأت بإنزال جوي بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، وتبعتها اشتباكات استمرت لأكثر من ساعتين.
وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم طفلان وإمراة.
واستهدفت العملية وفق مراسلو فرانس برس، مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون في مدينة إدلب.
وقد تضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى سقفه الذي انهار جزء منه، الدخان الأسود. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.
وتداول سكان ليلاً تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال اخلاء منازلهم في المكان المستهدف.
وأفاد سكان في المنطقة فرانس برس عن سماع دوي قصف وطلقات نارية.
وانتشرت أنباء عن استهداف العملية قيادياً كبيراً في تنظيم القاعدة.
وتضم منطقة أطمة العديد من مخيمات النازحين المكتظة. ويقول خبراء إن قياديين جهاديين يتخذون منها مقرا يتوارون فيه.
“ملاذ آمن”
تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع فصائل أخرى أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة.
وينشط في المنطقة فصيل حراس الدين المتشدد والمرتبط بتنظيم القاعدة.
وتؤوي منطقة سيطرة الفصائل ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً من النازحين.
وتتعرض هذه الفصائل لغارات جوية متكررة يشنّها النظام السوري وحليفته روسيا، فضلا عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتنفّذ القوات الأميركية بين الحين والآخر ضربات في إدلب تستهدف قياديين مرتبطين بتنظيم القاعدة.
وأعلن البنتاغون مقتل “قيادي بارز” في تنظيم “حراس الدين” في ضربة شنتها طائرة مسيّرة في 03 كانون الأول/ديسمبر.
وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر، أكدت واشنطن مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة عبد الحميد المطر
في غارة شنّها على شمال سوريا، في عملية جاءت بعد أسابيع من إعلانها قتل قياديين إثنين، أحدهما تونسي، في المنطقة ذاتها.
ونبّه المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) جون ريغسبي في بيان في تشرين الأول/أكتوبر من أنّ “القاعدة لا تزال تشكل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائنا”.
وأضاف أن التنظيم “يستخدم سوريا كملاذ آمن لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج”.
ويسري في إدلب منذ آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار، أعقب هجوماً واسعاً لقوات النظام بدعم روسي. لكنه يتعرض لخروقات عدة. وتُستهدف المنطقة بين الحين والآخر بقصف لقوات النظام وغارات روسية، يسفر عن سقوط قتلى من المقاتلين والمدنيين.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.