أخبار الآن | تونس (رويترز)
على مدار عامين، ظل كريم عرفة، وهو صاحب شركة خاصة وناشط مجتمع مدني يجوب المدارس والمستشفيات بحثا الأثاث القديم المهمل والطاولات المتهالكة (الخردة)، ليقوم بإصلاحها وتغيير شكلها لتصبح قابلة للاستخدام مرة أخرة.
وبمساعدة ثلاثة عمال، يعيد رجل الأعمال الشاب الذي يبلغ من العمر 34 عاما تدوير القطع الخشبية والكراسي وصناديق القمامة البالية ليصنع منها بإتقان شديد قطع أثاث ملونة يتبرع بها لاحقا للمدارس والمستشفيات العامة.
ويعتقد عرفة أن جمع الطاولات وقطع الأثاث القديمة وإعادة تدويرها هي خطوات أساسية للحد من المخاطر البيئية التي قد تنجم عن تركها تتحلل في الهواء الطلق.
وبدأ عرفة مشروعه عندما زار مدرسة في إطار نشاط تطوعي. وأخذته الدهشة عندما رأى كمية المواد المهملة المتروكة بفناء المدرسة. وافتتح ورشته عام 2018 وتبرع بجميع أعماله للمدارس العامة والمستشفيات المحتاجة.
ويقول “في البداية ذهبت في عمل تطوعي في أحد المعاهد، شاهدت هذه الخردة المتمثلة في كراسي وطاولات غير صالحة للاستعمال التي يقومون بتجميعها خلف المعهد والتي تخلف كارثة بيئية.. عندها قررت فتح هذه الورشة تجميع وإعادة الرسكلة (إعادة التدوير) وقمت بتشغيل ثلاثة عملة، نحن نقوم بإعادة رسكلة الحديد والخردة ونصنع منه سلات مهملات و كراسي للمواطنين، نقوم بوضعهم أمام المستشفيات، في المدارس الفقيرة وفي الشوارع”.
ويضيف “مثلما تنظرون هذه الخردة لقد كانت غير قابلة للاستعمال وقمنا بتغييرها يمكنكم أن تنظروا إلى الفرق بينهما، نجد الكثير من لوح فاسد، مبتل وذلك بسبب السنوات التي بقي فيها ملقى في الخارج في الحرارة.. وعند نزول الأمطار انظرو كيف يصبح هذا بعد سنوات وهو ملقى في المدارس وهنا نعود إلى الكارثة البيئية المنجرة عن رمي هذه الخردة”.
ومضى قائلا “كما تنظرون إلى هذا الكرسي والحالة التي هو عليها، وهذا في نظر الكثيرين أنه لم يعد قابل للاستعمال لكننا نقوم بإصلاحه، نعيد دهنه، كما تنظرون نحن نستخدم العديد من المواد للقضاء على الصديد المنتشر في حديد الكراسي.. نقوم بالكثير من المراحل لتعود هذه الكراسي إلى حالة جديدة ودائما في عمل تطوعي ونتبرع بها إلى الأماكن التي تحتاجها”.
ويمول عرفة مشروعه من ماله الخاص ، لكنه يأمل في الحصول على دعم كاف في المستقبل، سواء من الحكومة أو المجتمع المدني، لكي تنمو ورشته وتتوسع.
ويوضح “هذا العمل تطوعي.. كل التكلفة ومرتبات العمال من حسابي الخاص. أنا أرجو أن يكبر هذا المشروع.. نجد الدعم من السلطات التونسية والمجتمع المدني ويشغل مئات العمال وليس ثلاثة عمال فقط”.
ونال عمله التطوعي إعجاب كثير من التونسيين الذين أشادوا بالنشاط الإبداعي ووصفوه بأنه نموذج يحتذى.
أقرأ أيضا: