أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٢٥ إلى ٣١ يوليو ٢٠٢١. إلى العناوين.
العنوان الأبرز هو ما قاله لنا المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، الدكتور محمد نعيم.
– سألناه عن بيعة الظواهري للملا هيبة الله. فقال: “لا أعلم بوجود بيعة … هذا موضوع عفا عنه الزمن”
– وعن مباركة القاعدة اتفاق الدوحة، تساءل عن “التناقض” في مباركة اتفاق ينص على “عدم استخدام أرض أفغانستان”
– وعن فريضة الجهاد، قال: إذا انتهى الاحتلال (من أفغانستان) … لن تكون هناك دواعي للجهاد
– سألناه عن داعش وعن إعدام خاشا الكوميديان القندهاري.
وفي المرصد أخبار عن: تناقضات المقدسي، قصة الأمن والملوخية في إدلب
طالبان
إذاً لا تزال طالبان تشكل خلافاً بين الجهاديين، من ناحية أنصار القاعدة وهيئة تحرير الشام يعتبرون ما تحققه طالبان من استحواذ على الأراضي في أفغانستان هو انتصار للظواهري والجولاني تباعاً. في نفس الوقت، المكتب السياسي في الدوحة يصرح تصريحات سياسية لا تروق للبعض على أساس أن فيها مخالفة شرعية، فيما يراها آخرون “خدعة حرب”. مثلاً، هذا الأسبوع، زار وفد من طالبان الصين وشكروا الحزب الشيوعي الحاكم على دعمهم. كيف كان موقف الجهاديين؟
لداعش موقف معروف. هم ضد طالبان ولا يعطونهم أي رخصة من أي نوع. يخاطبون أنصار القاعدة ويقولون: “غداً تتبرؤون منها كما تبرأتم من الناكث الجولاني!”
أما أنصار القاعدة، فعلى أنواع. الغزّي اعتبر هذا من قبيل “السياسة الاضطرارية.” أبو يحيى الشامي استنكر متحفظاً: “كل شي زاد عن حده انقلب ضده”.آخر ضاق ذرعاً بكل هذا الجدل واعتبره “كلام إعلام.” وقال: “الأيام بيننا اذا رأيتُ الطلبة دخلوا ديمقراطية ومشاركة وتخلوا عن دينهم تعال لكن هذا مستحيل أن يحدث.”
د. محمد نعيم
الحقيقة، ليس وحده من يقول هذا كلام إعلام. استطعتُ أن أمرر بعض الأسئلة للمتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، الدكتور محمد نعيم. وكثيراً ما قال إن ما أسأل عنه هو “كلام إعلام.”
سألناه عن بيعة الظواهري للملا مولوي هيبة الله أخندزادة. فقال إنه لا يعلم بوجود مثل هذه البيعة. في مايو ٢٠١٦، نشرت السحاب فيديو تضمن كلمة بعنوان “على العهد نمضي” فيه تعزية بزعيم طالبان الذي اغتيل في ذلك الوقت، أختر منصور، ومبايعة للزعيم الجديد أخندزادة. الدكتور نعيم يعتبر الحديث عن البيعة أمر “عفا عنه الزمن” وأن من يثيره يهدف إلى “إثارة المشاكل” في أفغانستان.
وعن تأكيد الظواهري البيعة وحتى مباركته اتفاق الدوحة بين طالبان وأمريكا في فبراير ٢٠٢٠، اعتبر نعيم أن ثمة تناقضاً في المسألة، فكيف يبارَك اتفاق ينص صراحة على عدم استخدام أرض أفغانستان من قبل تلك الجهة التي باركت؟
نعيم أكد كذلك أن طالبان سيستمرون في قتال داعش باعتبارهم يسيؤون إلى أمن واستقرار أفغانستان.
أما نظام الحكم الذي يريدون في أفغانستان، فقال إنه نظام إسلامي، من دون أن يوضح. وأبقى الأمر معلقاً بما تفضي إليه محادثات الدوحة مع إدارة كابول. أما عن علاقة هذا النظام “المفترض” بفريضة الجهاد، فأكد نعيم أن الجهاد ينتهي بانتهاء الاحتلال في أفغانستان.
أما عن إعدام خاشا، الكوميدي القندهاري الذي يعرفه كل الأفغان. فقال نعيم إنهم لا يزالون ينظرون في الأمر مؤكداً أن أموراً مثل هذه يجب أن تخضع للقانون والشريعة، لكنه أعطى مخرجاً بتأكيده أن الرجل كان عسكرياً مسؤولاً عن قتل عناصر من طالبان.
“حارسها” حراميها
ثمة أمر يحدث داخل حراس الدين. منذ انقضاض هيئة تحرير الشام على الحراس في صيف العام الماضي، واسم أبي عبدالرحمن الديري، العسكري في الحراس، يتردد باعتبار أن الهيئة تسعى لاعتقاله. هذا الأسبوع، الحساب الوازن، رد عدوان البغاة، يكتب محذراً الديري من التنسيق مع الهيئة لتسليم من تبقى من عناصر الحراس. هل يقصد الحساب ديرياً آخر؟ لا أعتقد. لماذا انقلب هذا العسكري على الحراس؟ غير واضح. لكنه يشير إلى تشظي الجماعة. الحساب نفسه أستذكر مرور عام على اعتقال أبي يحيى الجزائري في الحصار الشهير في تلعادة. الجزائري طُرد من الحراس بسبب مطالبته وآخرين محاكمة كل من أبي همام الشامي وسامي العريدي لأنهما رضيا بالتعاون مع الهيئة. وهذا كان نقطة خلافية بين مؤيدي الهيئة ومعارضيها في الشام: الانتصار لرجل انقلب أصلاً على قيادة الحراس.
تناقضات المقدسي
وفي باب التناقضات، لفت هذا الأسبوع ما عاد وقاله حساب الدرر السنية التابع للمقدسي عن حماس. لماذا حماس؟ لأنها من النماذج التي يختلف عليها الجهاديون ويناقضون فيها أنفسهم عندما يشتغلون سياسة وفقه.
أثناء القصف الإسرائيلي الأخير على غزة، فرّق المقدسي وأنصاره بين حماس السياسية وكتائب القسام. وبين حماس أحمد ياسين والرنتيسي وحماس الدوحة. فهو يكفر السياسي ولا يكفر الكتائب. ويكفر سياسيي اليوم، ولا يكفر سياسيي أمس. بيّنا وقتها أن لا معنى لتقسيمات المقدسي وإنه في واقع الأمر يكفر الجماعة كلها.
هذا الأسبوع، يؤكد حساب الدرر السنية ما قلناه سابقاً، بإعادة نشر إجابات أسئلة منسوبة لأحمد ياسين يقول فيها إنه يقبل الديمقراطية. والمقدسي يُكفّر الديمقراطية. وهنا مرة أخرى نشير إلى أن السحاب التي يعتد بها الجهاديون، خاصة أنصار المقدسي عندما أوردت ١٣ ثانية للرجل في إصدارها الأخير “جريمة لا تُغتفر”، السحاب كثيراً ما تعتد بأحمد ياسين.
درعا
عودة المواجهات في درعا بين قوات النظام والثوار أفرزت مواقف مختلفة ولكن متوقعة بين أنصار ومعارضي هيئة تحرير الشام في إدلب. أبو العبد أشداء المعارض قال: “يتكرر خذلان درعا … إياك أن تتفوه بكلمة عن حال الجهاد في إدلب، وعن الذي يجمد الجبهات.”الإدريسي الموالي قال: “المناصرة قد تكون بفتح جبهات وقد تكون بأساليب ثانية … بحسب القدرة.” في نهاية الأسبوع، أصدرت الهيئة بيان مؤازرة، وحديثاً عن استهداف غرفة عمليات روسية في جبل الزاوية “نصرة” لدرعا.
الملوخية وأمن إدلب
ومع نهاية الأسبوع، تناقل معارضو الهيئة هاشتاغ #معاً_ضد_ الملوخية، بعد أن أعلنت حكومة الهيئة عن تمديد حظر استيراد الملوخية “حماية للمزارع في إدلب” كما جاء في البيان. المعارضون ردوا: “إذا كانت الحكومة حريصة على مصلحة الفلاح لماذا لا تمنع المنتجات الزراعية من تركيا.” استهزأ آخر وقال: “تعميم هام من حكومة الجولاني … نصرةً لدرعا ورداً على قصف الإحتلال الخارجي لقرى جبل الزاوية.”
لمتابعة الحلقة