أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ١٤ إلى ٢٠ يناير ٢٠٢١. في العناوين:
– تقرير أكاديمي: سيف العدل تدرّب في معسكرات حزب الله وأشرف على تدريبه عماد مغنية
– حتى وقت اغتياله، كان أبو محمد المصري يتنقل من إيران إلى أفغانستان وباكستان وحتى سوريا
– العرجاني، القيادي السابق في النصرة، يشهد على رعاية نظام الأسد لقافلة أمراء النصرة من درعا إلى إدلب وبينهم أبو جليبيب والعريدي بالإضافة إلى القحطاني والويس.
ضيف الأسبوع، الدكتور صبرة القاسمي، العضو السابق في جماعة الجهاد المصرية، والآن منسق الجبهة الوسطية.
سيف العدل في إيران
نشر مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية بحثاً في السيرة الذاتية لـ سيف العدل باعتباره التالي لتولي قيادة تنظيم القاعدة. البحث هو جزء من كتاب ألفه علي صوفان الذي كان ضابطاً في مكتب التحقيقات الفدرالي وكان معنياً بملف القاعدة تحديداً.
البحث فيه معلومات وتفاصيل دقيقة توثق كل مرحلة من حياة سيف العدل، مثل: تزويرِه وفاتَه وانتحاله شخصية محمد مكاوي، ولقائه مع بن لادن وزواجه من ابنة مصطفى حامد الذي يعتبر من أوائل العرب الأفغان، وعن استرضاء القاعدة طالبان بمبايعة الملا عمر واغتيال أحمد شاه مسعود.
سيف العدل والظواهري وبن لادن
وفي البحث تفاصيل عن علاقة سيف العدل بالظواهري وهي علاقة لم تكن طيبة. سيف العدل عارض اندماج القاعدة مع جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في يونيو ٢٠٠١. ومن السخرية أن سيف العدل كان زعيماً “بالوكالة” بعد قتل بن لادن في مايو ٢٠١١، وكان معنياً بتجميع البيعات للظواهري من أعضاء مجلس شورى القاعدة. وقد تمكن من ذلك باستثناء بيعة هارون فزلي زعيم القاعدة في شرق إفريقيا وكان سابقاً سكرتيره الخاص. فزلي قُتل في نفس الوقت الذي نُصب فيه الظواهري أميراً ويعتقد أن لقتله علاقة برفضه مبايعة الظواهري.
سيف العدل عارض كذلك بن لادن وخالفه الرأي في هجمات سبتمبر ٢٠٠١، وفيما تلاها لكنه ظلّ وفياً له. ينقل البحث تفاصيل رسالة كتبها سيف العدل لـ خالد شيخ محمد عندما قتل الصحفي الأمريكي دانييل بيرل في ٢٠٠٢ يأمره فيها بألا يلتفت إلى ما يقوله بن لادن الذي يبدو أنه لا يسمع الأخبار ولا يستوعب الأحداث في إشارة إلى الدمار الذي حلّ بأفغانستان بعد أحداث سبتمبر.
سيف العدل والزرقاوي
بحسب الكاتب، سيف العدل كان له الدور الأكبر في توسع القاعدة إلى شرق إفريقيا وفي اليمن؛ وحتى في استقطاب الزرقاوي. سيف العدل هو من أقنع بن لادن بتمويل الزرقاوي واحتضانه لخشيته من أن ينتقل الزرقاوي إلى جماعة كان يؤسسها أبو مصعب السوري.
وبحسب الكاتب فإن سيف العدل يتمتع باحترام بين عناصر القاعدة يفوق احترامهم الظواهري. ونأتي إلى المفصل الأهم في مسيرة سيف العدل: العلاقة مع إيران.
سيف العدل وإيران
يقول صوفان إن سيف العدل كان براغماتياً ودبلوماسياً محنكاً. وربما فسّر هذا علاقته مع إيران التي تعود إلى مطلع التسعينيات. في ذلك الوقت انتقل بن لادن وصفُّ القاعدة الأول إلى السودان. وهناك التقى بن لادن مع دبلوماسي إيراني طلب منه تدريب مقاتلي القاعدة على المتفجرات واستخدامها في تفخيخ المباني وهو أمر برع فيه حزب الله. وافقت إيران وتدرب عناصر من القاعدة في معسكرات حزب الله في سهل البقاع، وكان على رأسهم سيف العدل. أشرف على التدريب عماد مغنية القيادي في الحزب والذي قتل في ٢٠٠٨. وسرعان ما ظهر أثر التدريب في تفجير سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام في ١٩٩٨ وكان سيف العدل العقل المدبر. ومنذ ذلك الوقت، أعطى بن لادن مهمة تعزيز العلاقة مع إيران إلى سيف العدل.
وُظفت هذه العلاقة بشكل جيد عندما قرر سيف العدل نقل عائلات الجهاديين العرب من قندهار إلى إيران بعد هجمات سبتمبر لأنه بحنكته العسكرية توقع اجتياحاً أمريكيًا. رتب للأمر بالتعاون مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لتأمين دخولهم وحمايتهم. وكان من بين الذاهبين حَموه مصطفى حامد.
بعد أشهر من الاجتياح الأمريكي لأفغانستان، توجه سيف العدل إلى إيران واستقر في مدينة شيراز مع أبي محمد المصري وأبي الخير.
ظلوا يتحركون بحرية. لكن في نهاية عام ٢٠٠٢، بدأ سيف العدل يتواصل مع خلية للقاعدة في السعودية تنوي شراء ثلاثة أسلحة نووية روسية. اعترضت الاستخبارات الأمريكية المحادثة وأبلغت السلطات الإيرانية التي فرضت رقابة عليهم ونقلتهم إلى طهران في أبريل ٢٠٠٣. سُجن الرجال الثلاثة ٢٠ شهراً. وفي ٢٠٠٥ خرجوا إلى تجمعات سكنية مع عائلاتهم.
في ٢٠١٠، اختطفت شبكة حقاني دبلوماسياً إيرانياً وعقدت صفقة مع إيران أُطلق على إثرها سيف العدل وذهب إلى وزيرستان في باكستان. لكنه عاد إلى إيران لسبب غير معروف حسبما يقول الكاتب.
في ٢٠١٣، اختطفت القاعدة في اليمن دبلوماسياً إيرانياً آخر وعقدت صفقة تبادل مع إيران عام ٢٠١٥ خرج بموجبها خمسة من القاعدة هم: أبو الخير، ساري شهاب (خلاد المهندس)، خالد العاروري (أبو القسام الأردني) وسيف العدل وأبو محمد المصري. هذان الأخيران اختارا البقاء في إيران.
يقول الكاتب إن أبا محمد المصري كان يسافر إلى أفغانستان وباكستان وحتى سوريا؛ ولكن ليس واضحاً إن كان سيف العدل يتمتع بنفس الحرية في الحركة. ويستدل الكاتب على طبيعة الحياة التي يعيشها سيف العدل في إيران من رسالة كتبها العاروري في فترة إعلان الجولاني فك الارتباط مع القاعدة في يوليو ٢٠١٦. كان العاروري يرد على جماعة الجولاني عندما قال إن سيف العدل وأبا محمد المصري لم يوافقا على فك الارتباط وإن قرارهما كان حراً لانهما خرجا من السجن في إيران ويعيشان حياة طبيعية ولكن من دون أن يتمكنا من مغادرة البلد. يستدل الكاتب من هذا كذلك على أن الرجلين كانا على اتصال بالظواهري لأنهما حوّلا له أمر البت في فك الارتباط. وبهذا فهما كانا قادرين على إدارة أمور التنظيم من طهران. ويفترض الكاتب أن إيران مطلعة على هذه الأمور لكنها لا تمانع طالما أنه لا يتم التخطيط لشن هجمات ضد مصالحها المباشرة.
ولأن سيف العدل رعى الزرقاوي ولم يجادله علناً على الأقل كما حدث مع الظواهري، يرجح الكاتب أن سيف العدل سيكون قادراً على استقطاب جماعة داعش إلى القاعدة مرة أخرى؛ ولكن تظل مسألة العلاقة مع إيران عقبة في الطريق.
النظام رعى القاعدة في سوريا
هذا الأسبوع، نشر علي العرجاني، القيادي السابق في جبهة النصرة، ما قال إنه تفاصيل خروج قيادات النصرة من درعا إلى إدلب في ٢٠١٥. العرجاني كان شرعياً في جبهة النصرة قبل أن يخرج منها في ٢٠١٦ احتجاجاً على المسار الذي اتخده الجولاني. العرجاني يتحدث من موقع شاهد العيان لأنه كان في درعا مع من انتقلوا إلى إدلب. وهم: ابو جليبيب (إياد الطوباسي) الذي كان الأمير العام، وسامي العريدي الشرعي العام والأمني العام مقداد الأردني، وقيادات جيش الشرقية وجنودهم وعلى رأسهم أبو مارية القحطاني ومظهر الويس. يصف العرجاني كيف أن النظام لم يعترض المركبات التي كانت مدججة بالسلاح والقيادات. ونقل عن القحطاني قوله إنه رتّب الأمر مع نظام الأسد وروسيا.
انقضاض هتش على المستقلين
نقل حساب رد عدوان البغاة أن هيئة تحرير الشام هذا الأسبوع اعتقلت مهاجرين فرنسيين وأتراك انشقوا عن الهيئة منذ فترة وأصبحوا مستقلين.
كما اعتقلت أبا عبدالله السوري أحد كوادر حراس الدين، وابن أبي فراس السوري الذي كان المبعوث الخاص للظواهري للوساطة بين جبهة النصرة وداعش في ٢٠١٤. لاحقاً أصبح متحدثاً باسم النصرة. وقتل في غارة أمريكية مشبوهة في أبريل ٢٠١٦.
مزمجر الثورة السورية أعاد نشر معلومات عن السوري تبين الخلاف الذي كان بينه والجولاني قبيل فك الارتباط بالقاعدة.
ونقل مزمجر أن الهيئة اعتقلت أبا هريرة ابن أبي ذر المصري الذي قتله التحالف منذ أشهر. المصري كان شرعياً في حراس الدين قبل أن يطرده العريدي وأبو همام لاعتراضه على استمرار العلاقة مع الجولاني حتى بعد فك الارتباط.
في الأثناء، أطلقت الهيئة سراح الصحفي الأمريكي بلال عبدالكريم السجين منذ أغسطس ٢٠١٩. في توضيح نشره المكتب الإعلامي أوضح أنه حُكم على بلال سنة ونصف في قضيتين حيث وجهت له تهم مثل العمل مع مجاميع تخل بالأمن العام، والتحريض على السلطات المحلية؛ وأن استرحاماً إلى المحكمة جعل القضاء يكتفي بالمدة التي قضاها الرجل في السجن وهي سبعة اشهر.
قتيل الشحيل
نقلت قنوات داعش أنه عُثر على جثة “متعامل مع النظام السوري في بلدة الشحيل شرق دير الزور.
وصححت المعلومة بأن القتيل متعاون مع “الفصائل” المقاتلة. لكن قناة اسمها “قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي” قالت إن القتيل بايع داعش في ٢٠١٣ وكان قيادياً في الجهاز الأمني بولاية الفرات و كان قد خرج في اصدار “قصة نحر”. وبعد أحداث الباغوز انشق عن الدولة. ويعلق الحساب: “طبعا “الرسمي” لم يذكر هذه الجزئية حتى لا تخدش هيبة الأمنيين.”
مأرب
أخفق الحوثيون حتى الآن في السيطرة على مأرب شرق صنعاء. قبائل مأرب مع القوات الحكومية تتصدى لهذه الهجمة. اللافت هذا الأسبوع ظهور أكثر من منشور مزور منسوب إلى داعش يتحدث عن المشاركة في القتال. داعش أنفسهم أنكروا هذه المنشورات. اليمنيون يتهمون الحوثيين بالترويج لهذه المنشورات حتى يسيئوا إلى أهل مأرب ونضالهم. “أنصار داعش قالوا: وهل كانت مأرب تحكم بشرع الله قبل أن تسقط حتى نفرح أو نحزن؟” آخر هجمة معلنة لداعش في اليمن كانت في أغسطس الماضي ٢٠٢٠. مؤسسة الملاحم الذراع الرسمية للقاعدة في اليمن نقلت هجمة هذا الأسبوع لأول مرة منذ أكتوبر الماضي ٢٠٢٠. لكن وكالة ثبات الإعلام الرديف للقاعدة تنقل عن عمليات مستمرة للقاعدة، بلغت مثلاً سبعاً في يناير الماضي.
داعش وداعش
نقلت وكالة ثبات التي تبث أخبار القاعدة أن “معارك عنيفة” وقعت بين داعش في غرب إفريقيا وبوكو حرام. وبحسب رواية ثبات فإن داعش اختطف مسلمات بتهمة عمل أزواجهن مع خوارج بوكو حرام المنشقين عن داعش ورداً على ذلك هاجمت بوكوحرام مقرات ومعسكرات داعش في سوناو على الحدود بين النيجر ونيجيريا.” بوكو حرام بزعامة شيكاو كان قاعدة ثم أعلن الولاء للبغدادي. لكن البغدادي عيّن قائداً للجماعة هو أبو مصعب الزرقاوي وهو ما رفضه شيكاو فانعزل بجماعته. رواية داعش أنهم يستنكرون أن بوكو حرام اختطف مسلمين ومسلمات. المسألة غير واضحة حتى الآن.