أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٢٤ إلى ٣٠ يناير ٢٠٢١. في العناوين:
– فيديو حراس الدين حول هجمة تل السمن يثير أسئلة أكثر من الإجابات
– طالبان تخلع القاعدة ؛ وفي خطوة نادرة تذكرها بالاسم
-هيئة الجولاني تغلق محلات الأسلحة بدءاً من منتصف فبراير
وضيف الأسبوع الأستاذة الأمين ولد محمد سالم – الباحث والصحفي الموريتاني. للأستاذ الأمين كتابان صدرا بالفرنسية هما: التاريخ السري للجهاد (L’Histoire secrète du Djihad) بالاشتراك مع أبي حفص الموريتاني؛ صدر عام ٢٠١٨. وكتاب بن لادن الصحراء – في خُطى مختار بلمختار (Le Ben Laden du Sahara. Sur les traces du jihadiste Mokhtar Belmokhtar) الصادر عام ٢٠١٤. الأستاذ الأمين شارك أيضاً في إخراج فيلم عن الجهاديين في غرب إفريقيا بعنوان Salafiste وتُرجم إلى الإنجليزية تحت عنوان Jihadists.
يتحدث الأستاذ الأمين عن علاقة القاعدة بإيران. ماذا تستفيد إيران بإبقاء قاعدة القاعدة في طهران؟ كيف أقام الزرقاوي في طهران؟ ويتحدث أيضاً عن مختار بلمختار زعيم جماعة “المرابطون” الموالية للقاعدة في غرب إفريقيا.
حراس الدين
في ٢٤ يناير، نشرت مؤسسة شام الرباط الذراع الإعلامية لتنظيم حراس الدين إصداراً مرئياً يوثق لـ “غزوة العُسرة” التي نفذها عناصر التنظيم ضد قاعدة روسية في تل السمن بريف الرقة ليلة رأس السنة.
لأنصار القاعدة، كان الإصدار كما الهجمة تأكيداً أن تنظيم القاعدة لا يزال فاعلاً في الشام. حساب رد عدوان البغاة علّق بأن الإصدار موجه “إلى من نفى تنفيذ الحراس للغزوة.” حساب مجتهد حمص على تويتر قال: “هذا رد على محللين قالوا إن العملية غير صحيحة أو فردية لا علاقة للقيادة بها.” وسنأتي على هذا الجانب لاحقاً.
بدا واضحاً أن أنصار القاعدة اتخذوا استراتيجية إعلامية جديدة تشبه استراتيجية أنصار داعش. والحقيقة لاحظنا هذا التغير منذ أشهر ويعزى الفضل في ذلك إلى حساب وريث القسام ووكالة ثبات. عندما غاب إعلام القاعدة “المركزي” ونضع الكلمة بين قوسين، تدخل الحسابان لسدّ الفراغ والفَجوة التي تتسع بين إعلام القاعدة وإعلام داعش المركزي بامتياز. فمثلاً، بدأ حساب وريث القسام يحضّر لـ “غزوات إعلامية” على الإنترنت. وضخَ الحساب مع آخرين كمّاً هائلاً من مقاطع قصيرة من الإصدار تَسهُل مشاركتُها.
أنصار داعش في مجموعة منتدى شباب اليمن استهزؤوا بالإصدار والهجمة. أحدهم قال: “كله كذب … سهل الغاب معبى روس يجي من آخر الدنيا لحتى يصنع اصدار بالرقة يتبجح به أمام أنصاره؟” وينتهي بأن: “والله ياخي لايعنينا. يكفيهم أنهم سلموا مناطق ادلب وحماة بدون قتال.”
من التعليقات النادرة التي نقلها متعاطفون مع الحراس أو مستقلون تعليق يلفت إلى التمويه الصوتي وكيف أنه “لم يكن ضروريا إذ لن يتم الاستفادة منه.” ونستطيع أن نوسع هذا التعليق ليشمل التالي:
١- لماذا غاب قادة الحراس عن الإصدار؟ هجوم بهذا الحجم وهذه الرمزية كان أولى أن يُتوّج بكلمة ولو مكتوبة من العريدي أو أبي همام الشامي. ولم لا. بالأمس فقط نشرت مؤسسة الأثر رسائل مكتوبة للعريدي. وعلامَ يخاف الرجلان بحيث لا يظهران ولو بكلمة مكتوبة يباركان ما فعله “جنودُهما”؟
٢ـ غاب عن الإصدار الظواهري زعيم التنظيم الأم وخليفة ابن لادن. وهذا أمر نادر في إصدارات تنظيمات القاعدة. نعم، كثيراً ما يظهر قادة من اليمن في إصدارات الصومال وغرب وشمال إفريقيا، لكن يظهر الظواهري أيضاً. قد نُحمّل الأمر أكثر مما يحتمل، لكن كيف يغيب زعيم التنظيم عن بال من منتج هذا الفيديو؟ من أعدّ هذا الفيديو تذكر شخصيات غابت عن الساحة منذ زمن؛ فكيف لم يتذكر الظواهري؟ وكيف لم يجد له مكاناً؟ ثم إن هذا “نفض الغبار” عن إعلام التنظيم كان الأولى به أن يؤكد الرسالة بتثبيت الرموز.
٣- اعتدنا في إصدارات الجهاديين، داعش والقاعدة، أن الانغماسيين لا يغطون وجوههم. فقد بلغوا غايتهم ولم يعد ثمة خوف من معرفة هوياتهم. لكن أربعة ظهروا في الإصدار غطوا وجوههم ومُوّهت بالمونتاج. الخامس لم يظهر رسمه قط. وعُرضت شهادته مكتوبة حتى نسي مناصرون كُثر أن الانغماسيين خمسة لا أربعة.
التفسير الممكن هو أن التمويه جاء لحماية أسر هؤلاء من الملاحقة إما لأنهم يعيشون في مناطق الجولاني أو النظام أو ربما في بلد شرق أوسطي آخر. في المطلق، هذا أمر غير معتاد.
٤- سؤال آخر يتعلق بـ الانغماسي المدعو أسامة. الانغماسيون كانوا أبو البراء الأنصاري، قسورة الشامي، زيد الشامي، كرّار التدمري، وأسامة. لماذا أسامة مجرد؟ على الأرجح هو من بلاد الشام. هذه مسميات لها دلالات وليست عبثية. ولا أدرى بهذا من الجهاديين!
وعليه، هل لهذا التحوّط غير المعتاد علاقة بغياب القيادة؟ نعلم أن قيادة حراس الدين عجزت عن حماية أفرادها من بطش الجولاني. فهل عجزت أيضاً عن تأمين عائلات هؤلاء الانغماسيين؟ أم أن القيادة الإقليمية أو المركزية في خراسان ليست على علم أصلاً بهذا الهجوم؟
هذا هو السؤال المثار منذ البداية؛ هل هي استراتيجية جديدة لحراس الدين كتنظيم أم كأفراد؟ وكل هذا يصب في فهمنا لهذا الشكل الجديد للتنظيم سواء في الشام أو خراسان.
لدينا أسئلة نطرحها. وهذا البرنامج يتوجه بهذه الأسئلة إلى حسابات أظن أن العاملين عليها لديهم الجواب. ولكن قلما أجد الجواب. يرد أصحاب هذه الحسابات بـ “لا نعرف” أو “نرفض الحديث مع البرنامج.” لا بأس. لكن هذا لا يمنع أن الأسئلة التي يطرحها البرنامج أسئلة مشروعة. بل هي ورادة ومنطقية. من ناحية أخرى، إن كان ثمة خطأ، فهذا البرنامج يصغي ويصحح الخطأ. للبرنامج موقف واضح من الجماعات الجهادية؛ لكن هذا الموقف لا يقوم على معلومات مغلوطة.
طالبان
قال ذبيحُ الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في رد على تقرير أخير للخزانة الأمريكية إنه “لا يوجد أي عضو من تنظيم القاعدة في أفغانستان.” وهذه من المرات النادرة التي تذكر فيها طالبان القاعدة بالاسم. أمريكا تعتبر أن طالبان لم تفِ باتفاقية السلام الموقعة في يناير ٢٠٢٠ التي تنص على “فك الارتباط” مع القاعدة بشكل أو بآخر. مجاهد أكد أن طالبان: “تتعهد … مرة أخرى بأنها ستلتزم بجميع بنود ومحتويات اتفاقية الدوحة، ولن تسمح لأحد أن يستخدم أرض أفغانستان لتهديد أمن أمريكا وحلفائها أو إنشاء مراكز (في أفغانستان)،” في إشارة طبعاً إلى القاعدة.
أبو محمد المقدسي الذي كان متحفظاً على اتفاق طالبان مع أمريكا قال في حسابه التويتر إنه يبدي “حسن الظن” بطالبان متمنياً ان تكون طالبان اتفقت مع القاعدة على هذا الكلام واعتبر أنه “يتناغم مع تمرير إشاعة موت الظواهري.”
حساب مبين (عمر محمود) المناصر لداعش تساءل: “مَن سيكون كبش الفداء القادم بعد حسام عبد الرؤوف (مسؤول القاعدة الإعلامي الذي قُتل في أكتوبر الماضي)؟!” مبين تابع: “السؤال موجّه لدراويش القاعدة الذين يعيشون في تيه مطبق بعد أن ضلوا طريقهم.”
العيساوي
أعلنت القوات العراقية والأمريكية أنها قتلت جبار سلمان علي فرحان العيساوي المعروف بأبي ياسر وكان واليَ العراق. بحسب رسم بياني نشره المرحوم هشام الهاشمي، الباحث العراقي، في مايو ٢٠٢٠، فإن والي العراق هو الرابع في الهرم الوظيفي في داعش. يأتي أولاً الخليفة المزعوم، يليه رئيس اللجنة المفوضة الذي يعمل تحت إمرته أعضاء اللجنة يليهم والي العراق الذي يأتمر به أمراء القطاعات المختلفة. في مايو الماضي، قُتل معتز نايف الجبوري عضو اللجنة المفوضة في غارة أمريكية شرق سوريا. كالعادة، داعش لم يتطرق لهذا الخبر.
الهيئة والسلاح في إدلب
أصدرت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام قراراً بإغلاق محلات بيع وشراء الأسلحة في إدلب ومحيطها ابتداءاً من منتصف فبراير. معارضو الهيئة مثل مزمجر الثورة السورية علّق:” الجولاني يريد سحب السلاح من الثوار والمدنيين بحجة الترخيص حتى يبقى الأمنيون يعربدون بالسلاح على الشعب المقهور.” حساب أَبُو أَوْس الخَزْرَجِي, قال إن أحد أهم أسباب “النجاح” في أفغانستان والصومال وغيرهما هو “السماح بالسلاح بين العامة … وإن مصادرة السلاح وتقنينَه، يفتح على العدو ثغرة كبيرة، ويسهّل طريقه نحو الاحتلال.”
الهيئة والتركستان
نقلت حساباتٌٌ معارضةٌٌ لهيئة تحرير الشام وجود خلاف بين قيادة الحزب التركستاني والهيئة بسبب تواصل التركستان مع الأتراك من دون علم الجولاني. حساب رد عدوان البغاة علّق: “الجولاني بدأ يختلف مع أقرب الناس إليه حتى يكون هو الوكيل الحصري للعمالة لتركيا.” نذكر أن التركستان تقليدياً يدينون بالولاء للقاعدة، لكن تحوّل موقفهم في العامين الأخيرين. وعندما انقضّ الجولاني على الحراس انقلبوا تماماً لصالح الهيئة.
الهيئة والأمن
نقل حساب مزمجر الثورة السورية أن مجهولين قتلوا أمنيين (٢) من أمنيي الهيئة المرابطين على أحد الحواجز. وعلق: “الإحتقان الشعبي بلغ السماء.”
الهيئة والذكرى
يصادف هذا الأسبوع الذكرى الرابعة لتأسيس هيئة تحرير الشام. أنصار الهيئة اعتبروا أن السنوات الأربع” شهدت إنجازات … وأفشلت مؤامرات”. معارضو الهيئة علقوا: “ظلموا الشعب السوري كله وثورته .. خربوا البلاد وسرقوا الأموال … (هذه) بعض إنجازات الأربع سنوات. ”
مرصد الجهادية 72 | جدل عقيم بين أنصار القاعدة وداعش حول “مشروعية” تفجيرات بغداد الانتحارية