أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ١٣ إلى ١٩ ديسمبر ٢٠٢٠. في العناوين:
– أنصار القاعدة يتنمّرون على حساب مناصر انتقد قيادة حراس الدين
– حرب الإصدارات: قاعدة سيناء تبعث رسائل على اللاسلكي تدعو مقاتلي داعش للانشقاق
– داعش الصومال تتخذ من طالبان دليلاً على ردة القاعدة
– داعش “شرطي” في البُصيرة، دير الزور
ضيفة هذا الأسبوع، الدكتورة أمال قرامي، أستاذة الفكر الإسلامي في الجامعة التونسية، ولها مؤلفات وأبحاث في الإرهاب والمرأة مثل كتاب شاركت في تأليفه بعنوان: “النساء والإرهاب، دراسة جندرية”. الدكتورة أمال ستتحدث عن الداعشيات من أصل مغاربي.
القاعدة والنقد الذاتي
كيف يتعامل أنصار القاعدة مع النقد الذاتي في أوساطهم؟ الأسبوع الماضي استعرضنا منشورين لحساب مناصر للقاعدة اسمه ابن القاعدة ينتقد تعامل القيادة المركزية مع الجولاني وتعامل قيادة تنظيم حراس الدين مع كبار منتسبيه مثل أبي يحيى الجزائري، الأمر الذي برأيه أدى إلى استقواء الجولاني على الحراس.هذا الأسبوع، تعرض الحساب إلى الحذف والتشهير بسبب هذا الرأي. حساب قاعدي باسم محمد أبو خالد السوري قال إن ابن القاعدة مجهول ولا يمثل القاعدة وتُبرّئ منه سابقاً. ابن القاعدة الذي أكد هويته مناصراً للتنظيم فيما ينشر على قناته أو قنوات أخرى مثل “منتدى نصرة أهل الحق،” تعهّد بأن التبليغات ضد قناته لن تكسر قلمه أو تقمع رأيه. وأوضح أن موقفه من الحراس قديم وقد ثبت للمخالفين صحةُ ما كان يقول أي انقضاض الجولاني على التنظيم في يونيو الماضي حتى ما عاد فاعلاً.
النقد الذي وجهه ابن القاعدة لا يختلف حقيقة عمّا أتى به عدنان حديد قبل أشهر في مقاربته الشهيرة والطويلة بين الجهاديَن الشامي والشيشاني. كان نقداً لافتاً أن يأتي من مخضرم كحديد؛ ويُنشر في موقع يُعتد به مثل موقع بيان. في ذلك الوقت لم نقرأ على قنوات أنصار القاعدة نقداً لحديد، بل إن حساباً واحداً على الأقل شارك الدراسة. هل لم يقرأوه؟ أم أن حديد ليس محلاً للنقد على مستوى الأفراد؟ لماذا كل هذا مهم؟ لأنه يأتي من “جنود” القاعدة وأنصارها. فلا أدقَ من هذا نقداً. ولأنه يذكرنا بالخلافات داخل داعش حول مسائل التكفير والولاء. ولأنه يُظهر نفاق هؤلاء وأولاء.
وبالحديث عن قيادة حراس الدين الغائبة، نُشر الجزء الثاني من سلسلة “رسائل إلى الثابتين” التي يكتبها سامي العريدي القيادي في الحراس. لا اختلاف عن الجزء الأول: دعوة إلى الثبات في الجهاد والصبر على البلاء. منذ انقض الجولاني على الحراس في يونيو، لم يظهر العريدي في منشور باستثناء تعزية في خالد العاروري أبي القسام الأردني.
“سلطان الجولاني”
نقل حساب رد عدوان البغاة أن اشتباكاً وقع هذا الأسبوع في قرية بحورى شمال إدلب بين أمنيين من هيئة تحرير الشام وعناصر من لواء علي التابع للهيئة. وأضاف أن الوضع ساء لدرجة أن عبدالرحيم عطون الشرعي الشهير في الهيئة تدخل لحل الأزمة. في نفس الوقت، نشرت حسابات موالية للهيئة عن “الفلتان الأمني في مناطق الجيش الوطني” التابع لتركيا في حلب، وكيف أن جماعة من نور الدين زنكي قتلت مدنيين هناك. وقالت صراحة: “إن من يدير المحرر بإدلب … هو الأنسب لإدارة كل المحرر وفرض السيطرة التامة ليس فقط على إدلب بل على كل ما هو ليس تحت سيطرة روسيا وإيران.” حتى نفهم سياق هاتين الصورتين، نقرأ تعليق حساب رد عدوان البغاة الذي قال إن “الهيئة تحاول تقديم نفسها لتركيا على أنها الوحيدة القادرة على ضبط مناطق درع الفرات حتى يزداد سلطان الجولاني … لكن مثل اشتباكات (بحورى) تُفسد هذه الخطط.”
“اعتذار” الجولاني
نشر حساب باسم أبي العلاء الشامي المعارض للجولاني سلسلة “حديث النفس والقلب”: وهي مقتطفات من مشاهداته خلال الأعوام الماضية. الجزء السادس جاء بعنوان الاعتراف بالخطأ و ثقافة الاعتذار صفةً للقائد العادل. يقول إن الجولاني ارتكب أخطاء كثيرة كان يجبُ أن يأسف عليها ويعتذر للسوريين. يتحدث عن تفجير مفخخة في نيسان ٢٠١٢، وضعت خطأ وأصابت مدنيين بدلاً من فرع أمني للنظام في إدلب. الجولاني علم بالأمر لكن بدلاً من محاسبة الأمير المسؤول وكان أبا عماد الجزراوي؛ رقّاه. في آذار ٢٠١٥، وبعد السيطرة على إدلب، سعى الجولاني إلى لقاء أبي عمر سراقب، القائد العام لجيش الفتح، ليدخل المدينة متبنياً النصر. أخذه سراقب إلى حيث وقع التفجير الخطأ؛ فضرب يده على رأسه “مثل الولد الصغير الذي نسي أن يشتري شيئاً طلبته أمه.” و في أيار ٢٠١٦ ينقل أبو العلاء عن أبي عمر سراقب قوله: لقد تبين لنا أنه لا فرق بين الجولاني و البغدادي فالخلاف بينهما ليس خلافا عقديا بل خلافاً على الكرسي. وآخراً: ينقل أبو العلاء أن الشيخ حمود (وأعتقد أنه يقصد حمود سحارة أمير حلب سابقاً) قال للجولاني: عليك أن تعتذر للأمة كلها لأنك أدخلت إلينا هذا الوباء العظيم (الدواعش). انتهى منشور أبي العلاء الشامي. والحقيقة أن تنظيم القاعدة، والظواهري تحديداً، هم من أدخلوا الجولاني والبغدادي إلى سوريا.
نور الشلو
تحت هاشتاغ الحرية_للإعلامية_نور_الشلو، نشر مزمجر الثورة السورية أجزاء من تقرير تتحدث فيه شاهدة عيان عن نزيلات في سجون الجولاني يتعرضن للاغتصاب. نور ناشطة معارضة للجولاني معتقلة منذ أسابيع بتهم قالت هيئة تحرير الشام إنها جرمية. مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة نفى وجود أي تعذيب فضلا عن الاغتصاب في سجون منطقة إدلب.
“معذرة إلى ربكم”
نشرت جماعة جند الإسلام الموالية للقاعدة في شبه جزيرة سيناء فيديو من ١٧ دقيقة بعنوان “معذرة إلى ربكم” وهو محاكاة لسلسلة بنفس العنوان بدأها داعش هذا العام يخصصها لتبيان انحرافات القاعدة. فيديو جند الإسلام تضمن مقابلة مع عنصر انشق عن داعش وانضمّ إلى القاعدة. لفت في المقابلة أمور ثلاثة: ١) كيف انشق العنصر؟ سمع باللاسلكي أو (المخشير) نداء من القاعدة يحمل توجيهات إلى الراغبين بالانشقاق ٢) ثمة مقاتلون “مكرهون” على البقاء مع داعش في “ولاية سيناء” ٣) إعلام الولاية يكذب. يضيف قطع سلاح إلى الغنائم لتبدوا أكثر. وعندما تفشل المفخخات يصرّون على أن الإصابة مباشرة.
في نفس الوقت أصدر داعش الجزء الثالث من سلسلة “معذرة إلى ربكم”. الجزء الأول كان من اليمن، الثاني من خراسان، وهذا الثالث من الصومال. يمتد الفيديو ساعة تقريباً، ويتحدث فيه مقاتلون مُقنّعون بلغة محلية مع ترجمة مكتوبة subtitling. يتضمن الفيديو: شرحاً لنشوء “ولاية الصومال” في شرق البلاد بزعامة عبدالقادر مؤمن الذي بايع داعش. جماعة الشباب الموالية للقاعدة كانوا في الجنوب؛ لاحقوا منتسبي داعش بالسجن والاغتيال، أحياناً كانوا يقتلون مناصرين لمجرد أنهم شاهدوا إصدارات داعش؛ وأحياناً كانوا يقتلون أقرباء منتسبي داعش؛ بلغ إصرار القاعدة على استئصال داعش من الصومال أن أعلنوا صراحة “النفير العام”؛ أرسلت القاعدة جواسيس لجمع معلومات عن التنظيم. ظهر اثنان. وقالا كلاماً لافتاً: ١) جماعة شباب كانت ترسلهم للتجسس على أساس أن هؤلاء الداعش قبليون. فكان واضحاً تركيز الفيديو على أن عناصر داعش يأتون من قبائل بل دول شتى. ٢) داعش يثبت ردة القاعدة باستحضار طالبان. يقول جاسوس إن أميره كان يقول له إن طالبان جناحان: موحّدون ومرتدون. القاعدة يبايعون الموحدين؛ أما المرتدون فهم الذين “يتجوّلون في العالم،” أي الجناح الذي وقع الاتفاق مع أمريكا في قطر.
وفي نفس الوقت، أصدرت جماعة الشباب في الصومال الموالية للقاعدة فيديو قصيراً من ١٣ دقيقة بعنوان “وأغلظ عليهم” في نسخته التاسعة. خُصص لهجوم الجماعة على قاعدة عيل سليني جنوب مقديشو في فبراير الماضي.
داعش في الدير
ورد في صحيفة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي في داعش الصادرة الخميس ١٧ ديسمبر أن داعش قتل “اثنين من المفسدين في الأرض” في البصيرة التابعة لدير الزور شرق سوريا. باختصار: اثنان يدعيان أنهما من داعش ويسلبان الناس تحت تهديد السلاح. اللافت هنا هو ما قالته الصحيفة وزاد عليه أنصار التنظيم. قالوا إن “الجهاز الأمني” الخاص بالتنظيم لاحق الرجلين بناء على “شكاوى” تلقاها من الناس في المنطقة. من قراءة الخبر يبدو أن داعش في البصيرة يتصرف وكأنه حاكم أو على الأقل شرطي.