نهاد جريري
تخلو قنوات داعش الرسمية وقنوات المناصرين من أي ذكر للخليفة الجديد. القنوات الرسمية تبث أخبار “غزوة الثأر” للبغدادي والناطق باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر الذين قتلا في الأسبوع الأخير من أكتوبر ٢٠١٩؛ وقنوات المناصرين تعيد بث كلمات ومقاطع صوتية للبغدادي والزرقاوي والعدناني وأبو الحسن المهاجر . في فيديو واحد،” لهيب الحرب” وقد أنتج في ٢٠١٧، كُتب في الوصف أنه جاء بصوت أبو حمزة القرشي الذي هو الآن الناطق الجديد. لا شيئ عن الخليفة الجديد.
مؤسسة التراث العلمي التي تمثل أنصار تركي البنعلي وهم مجموعة من الشرعيين وطلاب العلم الذين انشقوا عن داعش بسبب المغالاة بالتكفير، استنتجت في سلسلة مقالات بأن الرجل غير موجود وأن أحداً في الصف الأول غير مؤهل شرعيا لأن يكون الخليفة.
إذا من هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي؟
معظم التوقعات ذهبت مذهب عبدالله قرداش الذي كان البغدادي عينه نائباً له. لكن محمد جاسم، مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ، في برنامج المرصد، قال إن قرداش على الأرجح قتل.
لتزيد الأمور تعقيداً، مؤسسة التراث العلمي قالت إن قرداش مبتور الرجل اليمني وهو بذلك يخالف شرطا شرعياً للخلافة التي تتطلب أن يكون الخليفة صحيح الجسد.
قبل قتل البغدادي كنا نسأل عن مركز “الثقل” التالي لداعش بعد ضياع الموصل والرقة، وكان الخبراء يقولون إن التنظيم سيظل “عراقياً” ويبدو أن هذا ما سيكون. فاضل أبو رغيف، الخبير الأمني العراقي، يقول إن لديه معلومات تفيد بأن الخليفة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو عراقي وأنه معروف لدى السلطات العراقية ولكن لأسباب أمنية لا يمكن الكشف عن هويته بعد.
ويضيف: “في التنظيم لجنة مفوضة هي هيئة استحدثت حديثاً مهمتها تنصيب الولاة وأمراء القواطع وكان مسؤول عنها الدكتور اسماعيل العيثاوي وكان محل ثقة البغدادي وكانت معنية بتعيين الولاة وأمراء القواطع وأعتقد أنه من لامبكر أن نحكم على جنسية الشخص. هو عراقي. ليس أجنبي. ومن الشرعيين. البعض يقول إنه حجي معتز أمني عام الخلافة والبعض يقول إنه قرداش وإن كنت أستبعد أنه قرداش لأنه لا يحظى بقبول المهاجرين العرب والأجانب؛” فغير العراقيين كانوا يعتبرون قرداش “انطوائياً ونرجسياً”.
مسألة أخرى كشف عنها أبو رغيف هي نسب قرداش. لقبه التركماني وهو بهذا لا ينتمي إلى نسب قرشي مخالفاً بذلك شرطاً من شروط الخليفة. حتى اليوم، فهمنا أن هذا اللقب كان نسبة إلى تلعفر حيث يسكن تركمان، وأن الرجل عربي. أما أبو رغيف فيقول إن الرجل “يحظى بقبول القرادشة وقوميتهم التركمان أي تركيا، ولديهم أتباع أكثر من ٦ آلاف في تركيا في غازي عينتاب والريحانية.”
أياً كان “الخليفة” فإن على قائمة أولوياته استعادة التمويل لدفع “رواتب” الأفراد الحاليين والمتوقعين. يقول أبو رغيف: “أولى أولياته هي إعادة صفوف التنظيم ومحاولة استقطاب مقاتلين عرب وأجانب من غرب إفريقيا وأوربا الشرقية لأنها الخاصرة الرخوة في الغرب. والأهم هو إعادة التمويل والدعم لأن التنظيم يمر بمرحلة خطرة هي الفقر والإفلاس في التمويل. يحتاج إلى التمويل لتغطية الكفالات أي الرواتب.”
أخبار الجهاديين في أسبوع
قتل سليماني
نبدأ من خبر قتل قاسم سليماني يوم الجمعة ٣ يناير ٢٠٢٠ ، سليماني هو الرجل الثاني في إيران بعد المرشد الأعلى خامنئي ويكتسب هذه القوة من كونه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس هو الذراع المتنفذة التي تنوب عن النظام الإيراني في تنفيذ العمليات العسكرية والمشبوهة في العالم.
اجتمعت الحسابات المؤيدة لداعش والقاعدة والجولاني على ابتهاجها بقتل سليماني.
عبدالله المحسيني وهو رجل دين مستقل، انفصل عن الجولاني بعد خلاف معه، خصص خطبة يوم الجمعة في إدلب لهذا الحدث وعنونها: “بدأ عام ٢٠٢٠ ببشرى عظيمة للأمة الإسلامية عامة ولأهل الشام خاصة.”
قناة أبو يقظان المصري وهو أيضا كان شرعياً عند الجولاني قبل أن يختلف معه ويستقيل من هيئة تحرير الشام كتب:
“قاسم سليماني. مستراح منه … فالفرح بمَهلَك أعداء الإسلام أمر مشروع،”
حسابات مؤيدة للقاعدة مثل حساب د. خالد الحايك المقرب من أبو محمد المقدسي كتب: “إلى جهنم وبئس المصير.”
حسابات مؤيدة لداعش كتبت: “نفوق الطاغية السليماني”
صحيفة النبأ
صدر العدد ٢١٥ من صحيفة تنظيم داعش الأسبوعية (النبأ) التي تصدر عن ديوان الإعلام المركزي .
أهم ما فيها حصيلة “حملة” أطلقها التنظيم بعنوان “غزوة الثأر” للبغدادي وأبو الحسن المهاجر الناطق باسم التنظيم الذين قتلا في الأسبوع الأخير من أكتوبر ٢٠١٩.
هذه “الغزوة” هي سلسلة هجمات في مختلف مناطق عمل التنظيم بدأت يوم الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠١٩ وانتهت الخميس ٢٦ ديسمبر. الافتتاحية جاءت تحت هذا العنوان، وفيها أن الغزوة حققت أهدافها: وأظهرت “بداية وحدة صف جنود الدولة الإسلامية مهما باعدت المسافات بين ولاياتهم وفصلت الحدود والحواجز بين ساحات جهادهم.” وفي الصفحة ٤ وتحت عنوان “حرب استنزاف طويلة وفاتورة حساب مستمرة” . أورد التنظيم إحصائية لهذه الهجمات فبلغت ١٣٨ هجمة أوقعت أكثر من ٣٥٥ قتيل وجريح
وجاء في المقال أن معظم هذه الهجمات في الشام، وأكثرها أثراً في نيجيريا عندما أعدم التنظيم أحد مسيحياً.
أبو مصعب الزرقاوي وأبو حمزة المهاجر والحور العين
القنوات المناصرة لداعش أعادت نشر مقاطع من فيديوهات سابقة على شاكلة صليل الصوارم سيئ الصيت. هذا الأسبوع نشرت مقاطع من (لهيب الحرب) تظهر فيها ذاتُ بشاعةِ القتل وتقطيعِ الرؤوس وحرقِ الأسرى أحياء.
وأعادت نشر مقاطع صوتية لأبي الحسن المهاجر والبغدادي والزرقاوي.
ولفت في إحدى مجموعات المناصرين فيديو لـ أبو حمزة المهاجر، أو أبو أيوب المصري، وكان وزير حرب أبو مصعب الزرقاوي. ظهر الرجلان مع آخرين في جلسة سمر ولهو. وظهر أبو حمزة يتلو أبيات شعر عن الحور العين .
الشباب الصومالية تعتذر
في الصومال، نشر المكتب الإعلامي لحركة الشباب (كتائب) بياناً بعنوان “استهداف رتل تركي” حول التفجير الانتحاري في مقديشو يوم السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٩، وكان تفجيراً ضخماً.
البيان أورد إحصائية مفصلة للقتلى واعتبر ان الحكومة الصومالية عمدت إلى تضخيم عدد القتلى المدنيين. إجمالي عدد القتلى في البيان كان ٨٤، منهم: ٢١ ضابط شرطة، ١٢ حارس أمني للأتراك. و٢٣ من المسلمين، أي المدنيين.
وهنا اعتبر البيان أنه لم يكن مقصوداً قتل هؤلاء ألـ ٢٣ من المسلمين وقال ” إن سيارة تنقل ركاباً دخلت في الطريق بشكل مفاجئ”
وأضاف البيان: أن الحركة توجه تعازيها للمسلمين المتضررين من العملية ، وتدعو المسلمين إلى “الابتعاد عن القوات الغازية.”
الحكم على أشداء
هذا الأسبوع، صدر الحكم في أبو العبد أشداء القيادي في هيئة تحرير الشام، صاحب رسالة (حتى لا تغرق السفينة) التي اتهم فيها الجولاني وأمراءه بالفساد. حكم عليه الجولاني بالسجن عامين. وفي تفاصيل نشرها حساب “تصحيح المسار” أنه عُرض على أبو العبد أشداء الخروج من السجن مقابل الاعتذار للجولاني وعدم الظهور على الإعلام؛ والإقامة الجبرية في المنزل مدة سنة ونصف. رفض أشداء ذلك. فأصدر الجولاني قراراً بسجنه سنتين من تاريخ الاعتقال في سبتمبر الماضي.
فتوى النفير العام
المجلس الأعلى للإفتاء في الداخل السوري، التابع لحكومة الجولاني، أصدر فتوى رقم ٤ بعنوان “فتوى وجوب النفير العام لدفع صيال الاحتلال الروسي وأحلافه”، مكملاً بذلك كلمة الجولاني عشية عيد الميلاد عندما حدد العدو في سوريا في هذه المرحلة بـ روسيا.