الكثير من الأسرار والألغاز لا تزال تحيط بفيروس كورونا
- كورونا ينتقل بشكل أساسي من خلال تيارات مصدرها جزيئات الجهاز التنفسي غير المرئية
- الأسطح الملوثة نادراً ما تكون هي المسؤولة عن انتقال الفيروس
- تتعقب منظمة الصحة العالمية أكثر من 150 لقاحاً مختلفاً لكورونا في مراحل مختلفة من الاختبار
رغم مرور أكثر من سنتين على ظهور كورونا وما تبعها من محاولات إنتاج لقاحات وتقديم علاجات، إلا أن للفيروس المستجد الكثير من الأسرار والألغاز، ما يثير أسئلة دون إجابات حتى الآن.
فأول الأسئلة هي تلك المتعلقة بكيفية تطور الفيروس.
عندما ظهر متغير دلتا اعتقد البعض أنه الأكثر انتشاراً من المتحور الذي قبله.
ثم ظهر متحور أوميكرون، وهو أحد أكثر المتحورات المعدية على الإطلاق، من حيث قابلية الانتقال، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.
وجاء بديل أوميكرون مختلفاً عن متحوري ألفا ودلتا، اللذين هيمنا على العالم، ما خالف توقعات الخبراء الذين ظنوا أن أي بديل مثير للقلق سيكون سليلاً لهما
في هذا السياق قال برونوين ماكينيس، مدير مراقبة الجينوم الممرضة في معهد برود بأمريكا في تقرير نشره موقع “ذا ستيت” المعني بالأخبار الطبية، إنه “بينما نراقب جميعاً أوميكرون والمتحور الفرعي منه BA.2، يمكن أن يكون هناك تطور آخر يأتي إلينا، ولا نعرفه حتى الآن”.
وأشار التقرير إلى أن ما رأيناه حتى الآن يشير إلى أنه مع اكتساب الناس المزيد من المناعة ضد الفيروس، من خلال التطعيم أو العدوى أو كليهما، أصبحنا أقل عرضة للإصابة به.
وإذا حدثت إصابة فلن تكون خطيرة أو تؤدي إلى الوفاة.
وهو ما جعل العلماء يتوقعون موجات هادئة من الفيروس، غير أنهم أكدوا في الوقت نفسه أنه لم يتحول إلى فيروس مستوطن مثل الإنفلونزا، بحيث يكون ظهوره موسمياً، وأنه لا تزال المفاجآت واردة.
كما من الأسئلة الأخرى التي تبحث عن إجابة، هي تلك المتعلقة بـ”ما هو مدى القلق الذي يجب أن تشعر به، إذا لم تصب سابقاً بالفيروس؟”.
فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، ثم حصلوا على اللقاح تتولد لديهم مناعة جيدة، تتمثل في توليد مستويات أعلى من السيتوكين المناعي المسمى “إنترلوكين 10”
وليس من الواضح إذا كان التأثير نفسه يحدث في الأشخاص الذين تم تطعيمهم أم لا، ثم أصيبوا بعدوى خارقة (الإصابة بالفيروس رغم التطعيم).
أما السؤال الرابع، والذي أعلنته جامعة فرجينيا للتقنية عن مشروع بقيمة 8 ملايين دولار للحصول على إجابة دقيقة عليه، هو كيف ينتقل الفيروس بالضبط من شخص إلى آخر؟
فالدراسات أثبتت أن الأسطح الملوثة نادراً ما تكون هي المسؤولة عن انتقال الفيروس، حيث أنه ينتقل بشكل أساسي من خلال تيارات مصدرها جزيئات الجهاز التنفسي غير المرئية التي تنبعث من كل شخص أثناء التحدث والغناء والعطس والسعال والتنفس.
كذلك يمكن أن يعيش الفيروس حتى في أصغر الجزيئات، التي تسمى الهباء الجوي، والتي يمكن أن تبقى في الهواء الداخلي لساعات ويتم استنشاقها في أعمق فترات الاستراحة في رئتي الفرد.
لكن بالضبط ما هو مقدار كورونا في الهباء الجوي الذي يمكن أن يسبب العدوى؟، يظل هذا السؤال بلا إجابة حتى الآن.
جيل جديد أفضل من اللقاحات؟
مع ظهور متغيرات جديدة من الفيروس، يثار سؤال آخر وهو: هل سنحصل على جيل جديد أفضل من اللقاحات؟
عل الرغم من أنه لا تزال هناك رسائل مطمئنة حول فاعلية اللقاحات الحالية على الأقل في الحماية من المرض الشديد
إلا أن الواقع يشير لضرورة العمل على لقاحات من شأنها أن تمنح مناعة أوسع بكثير ضد سلالات كورونا الجديدة.
وتتعقب منظمة الصحة العالمية أكثر من 150 لقاحاً مختلفاً لكورونا في مراحل مختلفة من الاختبار
أما السؤال الأخير هو: ما هي أسباب ما يعرف بفيروس كورونا الطويل؟ إذ لا يزال كل شيء تقريباً عن لغز أعراض كوفيد الطويل مبهماً
لكن العلماء وصلوا أخيراً إلى ما يمكن تسميته “فتات الخبز” على الطريق نحو السبب الجذري لهذه الأعراض.
ويعالج علماء من العديد من التخصصات مجموعة الأعراض التي تستمر فيما يصل إلى ثلث الأشخاص بعد الإصابة.
كما يحول علماء الفيروسات خبراتهم في مجال فيروس نقص المناعة البشرية إلى هذا الفيروس التاجي في حين يحاول أطباء الأعصاب شرح الاضطرابات المعرفية والجسدية التي يرونها في عيادات إعادة التأهيل ويستكشف علماء المناعة الاستجابات الالتهابية والمناعة الذاتية.