أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
بحلول منتصف الصيف، كان لدى الشركة أكثر من 1500 عيّنة صوت ونسخة تجريبية للتطبيق، نسخة تستطيع أن تخبرك إذا ما كنت مصاباً بعدوى كورونا أم لا.
لا تهدف تلك الأداة التي يختبرها العلماء الآن في جميع أنحاء العالم إلى تقديم تشخيص نهائي، ولكنها تهدف إلى مساعدة الأطباء على فرز الحالات المحتملة، وتحديد الأشخاص الذين قد يكونون في أمسّ الحاجة إلى الاختبار أو
الحجر الصحي أو الرعاية الطبية الشخصية.
لا تُعد تلك الشركة هي الوحيدة التي تتسابق للعثور على المؤشرات الحيوية الصوتية، إذ تعمل 3 مجموعات بحثية أخرى على الأقل في مشاريع تهدف لتطوير خوارزميات لتحليل الصوت، كما تعمل مجموعات أخرى على تحليل
صوت السعال للكشف عن بصمة كورونا المستجد الفريدة.
الصوت يكشف أمراضاً أخرى
على مدار العقد الماضي، استخدم العلماء الذكاء الاصطناعي وأنظمة التعلم الآلي لتحديد المؤشرات الحيوية الصوتية لمجموعة متنوعة من الحالات المرضية، منها: الخرف والاكتئاب واضطراب طيف التوحد وحتى أمراض القلب.
وتستطيع التقنيات التي طورها الباحثون، انتقاء الاختلافات الدقيقة في الطريقة التي يتحدث بها الأشخاص الذين يعانون من ظروف معينة.
في الوقت الحالي، تتبع معظم الفرق نهجاً بطيئاً وتدريجياً، حيث تصمم أدوات مخصصة للاستخدام في مكاتب الأطباء أو التجارب السريرية. لكنّ الكثيرين يحلمون بنشر هذه التكنولوجيا على نطاق أوسع، وتسخير الميكروفونات
الموجودة في كل مكان في المنتجات الاستهلاكية لتحديد الأمراض والاضطرابات.
يمكن أن تسمح هذه الأنظمة ذات يوم لعلماء الأوبئة باستخدام الهواتف الذكية لتتبع انتشار المرض، وتحويل مكبرات الصوت الذكية إلى أجهزة طبية في المنزل.
يقول «بيورن شولر» المتخصص في التعرف إلى أنماط الكلام في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لدورية «نيتشر» إن المستقبل «سيشهد ثورة كبيرة في ذلك المجال» إذ سيستطيع المساعد الذكي المدمج في الهاتف المحمول
«تشخيص الأمراض البسيطة كالإصابة بالبرد والإنفلونزا».
تسبب بعض الأمراض تشوهات صوتية واضحة. ويعتقد العديد من العلماء أن التحليل الصوتي يمكن أن يساعد في تحديد مجموعة هائلة من الاضطرابات، وذلك بفضل تعقيد الكلام البشري.
المساعدة في التنبؤ بمرضي باركنسون والزهايمر
منذ أكثر من عقد من الزمان، بدأ ماكس ليتل الباحث في التعلم الآلي ومعالجة الإشارات حالياً بجامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، بالتحقيق فيما إذا كان تحليل الصوت قد يساعد الأطباء على إجراء تشخيصات صعبة. في إحدى
الدراسات، استخدم ليتل تسجيلات صوتية لـ43 بالغاً، 33 منهم مصابون بمرض باركنسون، ويقولون المقطع «آهه». استخدموا خوارزميات معالجة الكلام لتحليل 132 سمة صوتية لكل تسجيل، وحددوا في النهاية 10 ميزات منها
الخصائص، مثل: التنفس، والتذبذبات، والرعشة في درجة الصوت والجرس، والتي بدت أكثر تنبؤاً بمرض باركنسون.
باستخدام هذه الميزات العشر فقط، يمكن للنظام تحديد عيّنات الكلام التي جاءت من الأشخاص المصابين بالمرض بدقة تقارب 99%، وأظهر العلماء في هذا المجال أيضاً أن بعض السمات الصوتية ترتبط بشدة أعراض مرض
باركنسون. يقول ليتل إن الأنظمة ليست قوية بما يكفي للاستخدام الروتيني في الممارسة السريرية، ولكن هناك العديد من التطبيقات المحتملة.
واستخدم 3 علماء في تورنتو بكندا عيّنات صوتية ونصوصاً من أكثر من 250 شخصاً لتحديد عشرات الاختلافات بين كلام الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر والأشخاص غير المصابين به، ومن بين المشاركين، كان المصابون
بمرض الزهايمر يميلون إلى استخدام كلمات أقصر ومفردات أصغر والمزيد من أجزاء الجملة. كما كرروا أنفسهم واستخدموا نسبة أعلى من الضمائر، مثل «هو» أو «هذا» لأسماء العلم.
وعندما أخذ النظام في الاعتبار 35 من هذه السمات الصوتية معاً، كان قادراً على تحديد الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر بدقة تصل إلى 82%.