أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
صحيح أن الطب البديل لا يمكنه الوقوف في وجه منافسه الوحيد، وهو الطب الحديث، إلا أن الأول يمكنه في بعض الاحيان ان يقدم حلولا، يعجز عنها الأخير ويترك آثار سلبية على الصحة العامة في حال وضع موضع التجربة.
إن ظاهرة الإدمان على مسكّنات الألم تتنامى حول العالم، والمشكلة تتمثل بأن أجسام من يعانون من آلام حادة تعتاد على الجرعات الموصوفة ما يدفع بالأطباء إلى وصف جرعات أكثر وبالتالي إدمان المرضى على هذه المسكّنات، لكن نبتة قد تجسد الأمل أمام هؤلاء المرضى للتخلص من الإدمان ومنعهم من اللجوء إلى مخدرات أكثر قوة، على شاكلة الهيروين. وفقا لـ"سي ان ان".
النبتة هي "القرطوم Kratom"، وتجرى الأبحاث عليها حالياً للنظر في إمكانية استبدالها لمسكّنات الألم الكيماوية، وينبت "القرطوم" جنوب شرقي آسيا، في ماليزيا يستخدم هذا النبات كمسحوق ويشرب كالشاي التقليدي، ويقول دارشان سينغ ماهيندر، البروفيسور في مركز أبحاث الأدوية في جامعة العلوم الماليزية، إن النبتة تستخدم "في العلاج الذاتي للتخلص من الاعتماد على المورفين أو الهيروين، أو للتقليل من أثر انخفاض معدل المسكّنات لمن يستخدم الأدوية بطريقة غير قانونية."
لكن في الولايات المتحدة الأمريكية تباع هذه النبتة بشكل كبسولات تحوي مسحوقها أو كحبوب أو كشراب للطاقة، ولا يحظى بدعم كبير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
إقرأ: "الكلاب" تقوي مناعة الأطفال ضد هذا المرض! (دراسة)
وقد عمل كريستوفر مكوردي المختص بالصيدلة الكيميائية من جامعة فلوريدا، على دراسة نبتة "القرطوم" مشيراً إلى احتوائها على عنصرين كيميائيين شبه قلويين، وهما: " mitragynine" و"7-hydroxymitragynine"، ويعمل هذان العنصران مع مستقبلات الألم بالجسم بشكل مشابه للمسكّنات، لتساعد النبتة على تسكين الألم وإفراز هرمون الدوبامين طبيعياً، وبشكل مخفّض مما تنتجه مسكّنات الألم الكيماوية، ما يقلل الاعتماد على الأدوية المسكّنة أو الهيروين، ويقول المستخدمون إنهم شهدوا تأثيراً منخفضاً أو معدوماً عند توقف اعتمادهم على النبتة.
لكن إن كانت هذه النبتة مفيدة بهذا الشكل، لماذا لا تقبل شركات صناعة الأدوية على ترويجها تجاريا؟
الإجابة الرئيسية لهذا السؤال يتمثل بالربح المادي، إذ تطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من الشركات إجراء أبحاث قد تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، وللبدء بإنتاجها يتوجب توفر رخصة من هذه الإدارة التي لا تمنح الرخصة للأدوية إلا إن كانت مركّبة على منهج واحد أو تلك المصنوعة من عنصرين فقط، ما يصعّب من دخول الأعشاب مجال صناعة الأدوية التجارية.
ولكن هنالك من يرى سلبيات باستخدام النبتة، إذ أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية وقوع 15 حالة وفاة جراء تعاطي النبتة بين عامي 2014 و2016، وصنفت "القرطوم" بدرجة "Schedule 1" وهو التصنيف ذاته الذي يندرج تحته كل من الهيروين ومخدّر "LSD"، لكن عندما أخذ مكوردي عينات من غرف الطوارئ من المرضى الذين تناولوا النبتة، اكتشف بأن ما تعاطوه كان مزيجاً بين "القرطوم" وغيرها من المواد الكيماوية.
ويعمل مكوردي حالياً على تحويل "القرطوم" إلى وسيلة علاج رسمية، ويرى بأن ذلك سيتم من خلال تحليل مكونات النبتة للوصول إلى المواد الفعّالة التي تحويها، ونوّه على قلة الأبحاث حول هذه النبتة وضرورة دراستها بشكل مكثّف، لاكتشاف الكميات التي يتوجب تناولها من النبتة دون إفراط.
إقرأ أيضا: عيادة مختصة لعلاج مدمني الإنترنت والشبكات الاجتماعية