أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)

وافقت منظَّمةُ الغذاء والدواء الأمريكيَّةُ هذا الأسبوع على دواء ضدَّ السرطان يُدعى كيترودا، وهو دواءُ معالجةٍ مناعيّة. ويُعَدّ هذا الدواءَ الأوّل في الحصول على الموافقة من النوع الذي يستهدف واصماتٍ حيويَّةٍ معيّنة بدلًا من استهداف الموقع التشريحي في الجسم.

اقرأ أيضا: إكتشاف أجسام مضادة قادرة على محاربة الأورام الخبيثة في الجسم

وبصيغةٍ أخرى، فإنّ هذا الإنجاز يفتح بابًا جديدًا على وسائل معالجة السرطان. إذ يُشجّع الشركات الدوائيّة على تطوير أدوية تستهدف جينات المريض والورم، بدلًا من المعالجة الكيميائيّة العنيفة والتي تتبع سياسة الأرض المحروقة باستهداف جميع الخلايا الورميّة والسليمة.

صُمِّم دواءُ كيترودا "بيمبروليزوماب" للمرضى الذين يعانون من طفراتٍ وعيوب في جينات إصلاح عدم التطابق الجيني، وتمنع هذه الطفراتُ الخلايا من إصلاح حمضها النووي. وتؤدّي هذه الطفرات الجينيَّة إلى ارتفاع قابليَّة الإصابة بالسرطان، ولكنّها تصبحُ أكثر تقبُّلًا لأثر دواء كيترودا. ويُستخدَم هذا الدواءُ لتحفيز الجهاز المناعي عند الأشخاص الذين يحملون الواصمات الحيويّة الجينية لكي يهاجم الأورام الصلدة.

وأجيز أوَّلُ دواء من هذا النوع لمعالجة سرطانات الجلد المتقدّمة عام 2014. وكان ذلك الدواءُ من نوع مثبّطات نقاط التحقق "التفتيش" الخلوي، والذي أنقذ حياة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

العثور على العلاج المناسب

الجانب السيء من الأمر أنّ العلاج المناعي لا يفيدُ جميعَ المرضى، وما زال الخبراءُ يجهلون سببَ ذلك. وتُظهِرُ الدراساتُ أنّ مريضًا واحدًا من كل 12 مريضًا يستفيدُ من العلاج المناعيّ حتّى الآن. وتُواصِلُ التجاربُ السريريّة التحرّي في الأمر، إلّا أن الباحثين غيرُ واثقين إلى الآن من معايير اختيار المريض المناسب ليستفيدَ من العلاج المناعي. ومع ذلك، فإنّ تسارعَ فهم آليات عمل نقاط التحقّق "التفتيش" الخلوي والواصمات الحيويّة رَفَعَ آمالَ الباحثين بتحسين كفاءة العلاجات المناعيّة.

ولا يمثل العلاج المناعي الخط الدفاعي الوحيد في مواجهة السرطان، فالاكتشاف المبكّر للسرطانات من الخطوات المهمّة، وأدّى اكتشافٌ علميٌّ حديث إلى تصميم فحص دموي يشخِّصُ سرطانَ الرئة بدقّة 92%. وطوّر الباحثون أيضًا طريقةً جديدةً لكشف سرطان المريء باستخدام إسفنجة معلّقة.

وتُعَدّ الوقايةُ من السرطان من أهمّ أهداف العلماء أيضًا. إذ اكتشف باحثون طريقةً لاستخدام أداة كريسبر لاستهداف مراكز التحكّم بالسرطان في الفئران، وثبتت فعاليَّةُ هذه الطريقة بتقليص الأورام عند الفئران وبالحفاظ على حياة 100% منها. ويعمل العلماءُ أيضًا على تطوير لقاحاتٍ سرطانيَّةٍ مخصّصة.

وبينما لا توجدُ حتّى الآن طريقةٌ واحدةٌ مثلى للوقاية من السرطان أو كشفه أو علاجه، فإنّه يمكننا القول بأنّ علوم الجينوم ستلعب دورًا مهمًّا في مواجهته. إنّ إعادة توجيه البحث من الموقع التشريحي للسرطان إلى جيناته الأساسيّة مهمٌّ جدًّا لنجاح مواجهة السرطانات.

إقرأ أيضاً

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على سد البعث

مجلس الأمن يبحث استخدام الكيماوي في سوريا