أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (فاطمة جنان)
كالنار في الهشيم، إنتشر مؤخرا تقرير حديث لهيئة سلامة الغذاء الأوروبية، مفاده أن زيت النخيل الذي يكسب "النوتيلا" قوامها اللين المميز ويجعلها قابلة للفرد، يمكن أن يسبب الإصابة بالسرطان أكثر من أي زيت آخر.
فخرجت شركة "فيريرو" المصنعة للشوكولاتة عن صمتها، قائلة: إن هذا الزيت يعد المكون الأساسي للشوكولاتة ولا يتسبب بالمرض نهائيا.
مؤكدة أن انتشار هذا الخبر أدى الى مقاطعة "الشوكولاتة" في عدد من الدول، مما أسفر عن خسائر فادحة على مستوى مداخيل الشركة!
موضوع ذو صلة: لو كنت من عشاق "النوتيلا".. استعد لهذا الخبر الصادم!
من جهتها وردا على الخبر المنتشر فيما يخص زيت النخيل، أشارت "بلدية دبي" المتمثلة في إدارة سلامة الغذاء الى أنها تقوم بوضع برامج روتينية مختصة بتقييم خطورة المنتجات الغذائية من ناحية استهلاكها ولم يثبت احتواء المنتج على مواد مسرطنة، الشيء الذي يؤكد أن هذا الخبر المنشور غير صحيح، وفق صحيفة "البيان" الإماراتية.
وأكدت أنه "بناء على الإخطارات الدولية والاقليمية المعتمدة لدى البلدية، فانه لم تصدر أي قرارات بشأن زيت النخيل أو أي من مكونات هذا المنتج. وهو منتج آمن وسليم حسب قواعد الإنتاج والتصنيع السليمين".
فماهو هذا الزيت الذي أثار ضجة كبيرة.. وأقلق محبي "شوكولاتة نوتيلا"؟
بناءا على البيان الصادر من بلدية دبي، قام موقع "أخبار الآن" بالاستفسار عن مكونات "زيت النخيل" الذي يدخل في صناعة "النوتيلا"، فماذا يقول الطب وعلم التغذية بهذا الخصوص؟
أخذنا رأي الطب في الأمر، فأكد لنا الاستشاري في علم الأورام السرطانية بمجموعة مستشفيات أن أم سي بأبوظبي، الدكتور "مهند دياب"، "أنه حتى اللحظة لا يوجد اي اثبات علمي على أن زيت النخيل يتسبب بتحفيز أو تثبيط الخلايا السرطانية، كما أن المعلومات المسربة من هيئة الغذاء الأوروبية غير كافية اطلاقا لتصبح معتمدة رسميا، لا سيما وانهم قالوا أن الدراسة اللتي أجروها بحاجة للوقت حتى أخر السنة لنشرها بالتفصيل".
وأضاف قائلا: "ان هذا الزيت هو زيت مستخدم منذ زمن طويل لكن استخدامه في صناعة المواد الغذائية التجارية في العالم أصبح معتمدا في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض تكلفته، وارتفاع الاستقرار التأكسدي (تشبع) من المنتجات المكررة عند استخدامه لأغراض القلي"
أما عن الأضرار الصحية لهذا الزيت، فأكد لنا الكتور دياب أن "دراسات عدة من جهات مستقلة بينت أضرار عديدة للمنتجات التي يدخل في تركيبها هذا الزيت، لكن لا توجد هناك دراسة واضحة لهذا النوع من الزيوت، وهذا ما كان حجة مقنعة ومدافعة عن هذا المنتج لدى الشركات الغذائية المستخدمة لهذا الزيت".
من جهتها كشفت خبيرة التغذية الدكتورة "سمر بدوي" لموقع "أخبار الآن" أن " زيت النخيل هو زيت طبيعي يستخرج من شجر النخيل، واستخدامه في الأطعمة يعد آمنا لدرجة كبيرة جدا، لكن الخطر فيه يكمن في احتوائه على دهون مشبعة من الممكن أن تتراكم على جدار الأوعية والشرايين، كما يمكنها اضافة نسبة الكوليسترول السيء في الدم، لأن هذا الزيت يحتوي على حامض "البالمتيك" الذي يعزز من زيادة الترسبات والصفيحات الدهنية داخل الأوعية الدموية، وهذا ما يؤدي الى ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض القلب والشرايين في حالة استهلاكه بطريقة كبيرة"!
كما أكدت أن "أغلب المطاعم الموجودة تلجأ الى استخدام "زيت النخيل" بسبب ثمنه الرخيص، وهذا ما يمكن أن يؤدي الى الاصابة بأمراض عدة خاصة عند الأطفال، علاوة على ذلك يدخل هذا الزيت في تصنيع الحليب والبسكويت، واستهلاك هذه المواد بشكل مفرط يؤدي الى عدم امتصاص الكالسيوم في الجسم، الامر الذي يسبب أمراضا تصيب العظام وبالتالي اصابة الأطفال بهشاشة العظام".
وخلصت قائلة: "من المهم قراءة ورقة المكونات الموجودة على كل المنتجات المستهلكة لمعرفة مما تتكون، وهل يدخل في تكوينها هذا الزيت أم لا؟ هذا لا يعني أنه مسبب للسرطان، لكن يجب التخفيف من استعماله أو تفاديه وعدم اقحامه في الطبخ بكثرة لأنه من الممكن أن يسبب اعتلالات هضمية باعتباره صعب الهضم، كما ننصح الأسر بابعاد الأطفال عن الوجبات الخفيفة لأن زيت النخيل يعتبر المكون الأساسي لها".