أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فاطمة جنان)
اذا حصل ورأينا شخصا مخمورا نعرفه، بعدما تلاعبت الخمر برأسه، قد يبدو شكليا نعرفه، لكن سلوكاته لا تمت بصلة لشخصيته الأساسية التي تعودنا عليها، هذه الحالات نادرا ما تحصل في مجتمعنا العربي، لأن غالبا ما يتحفظ الأشخاص على الظهور بهذا الوضع في الوسط الاجتماعي أي أمام العائلة والأصدقاء، لكن من الممكن وجود مثل هؤلاء الأشخاص على الطرقات وفي الشوارع، الشيء الذي يثير فعلا الانتباه، ويطرح لدينا تساؤلات، أهمها حول التأثير الكبير الذي أحدثه الكحول في جسمه، وكيف أتلفت الخمر قدرته على الحركة السليمة..
فهذا بالتفصيل ما يحدث داخل الجسم، حينما يتم استهلاك مشروب كحولي:
يدخل المشروب الكحولي (الإيتانول) عن طريق الفم إلى المري، وبعد وصوله إلى المعدة لا تجري عليه العمليات الهضمية، لأن المعدة لا تعرف كيفية التعامل مع هذا السائل، لذلك ينتقل مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة دون أي تغيير في بنيته الكيميائية، وهناك تكثر الثقوب الامتصاصية التي تسمح له بالانتقال إلى مجرى الدم، الا أن يصل به الجريان الدموي الوريدي إلى الكبد الذي يمكننا تشبيهه بالحارس الذي يقف بالمرصاد متفحصاً نواتج الهضم الأولية التي وصلته.
إن استجابة الجسم السريعة والمنظمة لا تغني عنه شيئاً، ربما ستخفف التأثير السمي الخطير للإيتانول، لكن معالجة الكبد له ستعطينا بالنتيجة مادة تدعى (أسيت ألدهيد) وهي المادة التي تقف حقيقةً وراء التأثيرات المختلفة للمشروبات الكحولية.
مادة (أسيت ألدهيد) التي لاتتقبلها النسج المبطنة للمعدة، ولا تتحملها أنسجة الدماغ، ولذلك سيتمثل تأثير الكحول بالصداع، حرقة الصدر، الغثيان، والإقياء، وكأن الأعضاء المتضررة تعبر عن استيائها من المواد الغريبة السامة عبر الاختلالات المختلفة.
الكحول لا يقتصر تأثيره، من الناحية الدماغية على النواقل العصبية فقط وإنما يتجاوز ذلك ليؤثر على المراكز العصبية نفسها، فيثبط القشر الدماغي الجبهي، وهو الجانب المسؤول عن شخصية الإنسان وتفكيره وأفعاله، فعند تثبيطه يبدأ الانسان فقدان السيطرة على نفسه، ثم يتبع مشاعره دون أدنى تفكير، فيقول كل ما يجول في خاطره من كلام، وخصوصا الكلام الذي لايقدر الافصاح عنه حينما يكون طبيعيا.
كما أن معالجة المعلومات الآتية عن طريق الحواس المختلفة ستتثبط إلى حد كبير، مما يجعل الدماغ يدخل في حالة ضبابية لا يمكنه معها التفكير بوضوح..