أخبار الآن | نيويورك – الولايات المتحدة – (وكالات)

تحيي منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء، يوم الصحة العالمي تحت شعار "السلامة الغذائية"، حيث يهدف الاحتفال إلى الجهود المبذولة، من أجل تحسين السلامة الغذائية من المزرعة إلى الصحن، وفي كل المراحل التي تفصل بينهما.

ويرتبط الغذاء غير الآمن بوفاة ما يقدر بنحو مليوني شخص سنويا، معظمهم من الأطفال، ويعد الغذاء الذي يحتوي على البكتريا الضارة أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية مسؤولا عن ما يزيد على 200 مرض تبدأ من الإسهال وتصل إلى السرطان، ونظرا لأهمية التركيز على أهم القضايا الصحية العمومية التي تؤثر في المجتمع الدولي، وكون صحة الإنسان هي أهم شيء يجب الحفاظ عليه من جميع النواحي الروحية والعقلية والجسدية، فقد تم تخصيص يوم عالمي يهتم بالقضايا الصحية ويتم اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي لتسليط الأضواء على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلم منظمة الصحة العالمية.

وفي عام 1948، أقامت منظمة الصحة العالمية جمعية الصحة العالمية الأولى، حيث قررت الجمعية الاحتفال بيوم 7 أبريل من كل عام على أنه يوم الصحة العالمي، ومنذ عام 1950 تمت أول احتفالية.

وأشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته بهذه المناسبة، إلى "الحفاظ على سلامة الغذاء من المزرعة إلى المائدة"، حيث يتسبب الغذاء الملوث بالجراثيم أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية في أكثر من 200 من الأمراض الموجودة، وهي تتراوح بين الإسهال وأنواع مختلفة من السرطان، وهناك أخطار جديدة تنشأ طوال الوقت يمكن أن تهدد سلامة الغذاء.

وبات من الصعب التحكم في مسببات الأمراض والملوثات بعد أن تتسرب إلى إمداداتنا الغذائية نظرا لما يحدث من تغيرات في طريقة إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها، وظهور جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، وتزايد الأسفار والمبادلات التجارية، وتعد مشكلة عدم سلامة الأغذية إلى حد بعيد مشكلة عالمية قليلا ما يتم التعريف بها وكثيرا ما يتم إغفالها، ومع تمدد السلسلة الغذائية حول العالم، أصبحت الحاجة إلى تعزيز نظم سلامة الأغذية داخل البلدان وفيما بينها أكثر إلحاحا ،ولذلك، تدعو منظمة الصحة العالمية البلدان وكافة الجهات الفاعلة، بمناسبة يوم الصحة العالمي، إلى تحسين سلامة الأغذية من المزرعة إلى المائدة وفي كل حلقات هذه السلسلة الغذائية.

وأضاف مون، أن إنتاج الأغذية الآمنة يكتسي أهمية لنماء الاقتصادات ،فهو يعزز التجارة والسياحة ويدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وتكتسي سلامة الأغذية أهمية أيضا في مجال التعليم فالأطفال المرضى يتغيبون عن المدرسة، والمدرسة هي المكان الذي يمكن أن يتعلم فيه الجيل المقبل من المستهلكين الممارسات الأساسية في مجال سلامة الأغذية، وتعمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة معا على وضع معايير دولية لسلامة الغذاء، ويقيمان سلامة تكنولوجيات الغذاء الجديدة، ويساعدان البلدان في منع تفشي الأمراض التي تنقلها الأغذية وفي كشفها والتصدي لها،وتساعد هاتان الوكالتان البلدان على بناء قدرات خاصة بها للتنبؤ بمخاطر الأمراض المنقولة بالأغذية والتصدي لها.

ودعا مون جميع من يشاركون في إنتاج الأغذية وتوزيعها وإعدادها بما لهم من دور في الحفاظ على سلامة الأغذية، ويجب على الحكومات أن تعمل على توعية مواطنيها بأهمية سلامة الأغذية ويتعين أن تعمل سوية لهذا الغرض قطاعات الصحة والزراعة والتجارة والبيئة، وبمناسبة يوم الصحة العالمي، لنتساءل جميعا: إلى أي مدى نحافظ على سلامة غذائنا؟ ولندرك أن علينا جميعا دورا يجب أن نؤديه في الحفاظ على سلامة الغذاء – من المزرعة إلى المائدة.

الدكتور باسل اليوسفي مدير المركز الاقليمي لصحة البيئة التابع لمنظمة الصحة العالمية في اقليم شرقي المتوسط