أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رنا عفيفي)
الجوع غريزة طبيعية للجسم البشري تدفعنا إلى اتخاذ سلوك معين يجبرنا على تناول الطعام. إلا أن هناك آليات كثيرة للمخ والمعدة لا يفهمها كثير منا، فلماذا نشعر بالجوع على الرغم من تناولنا كثير من الطعام؟ ولماذا نشعر بالجوع في حالة نفسية معينة أو في وقت معين؟..
لماذا لا نشعر بالشبع؟
وقد يتساءل كثيرون عن السبب الذي يجعلهم لا يتوقفون عن الشعور بالجوع. فكثير منا لا يشعر بالامتلاء على الرغم من تناول كميات كبيرة من الطعام.
الأطعمة التي تخدعنا
بعض الأنواع من الأطعمة تؤثر في استجابة المخ بأكثر من شكل، فعلى سبيل المثال الأطعمة الغنية بالدهون، مثل الزبدة والبطاطس المحمرة، تخدع المخ بدرجة كبيرة؛ حيث يعتقد الجسم أنه طعاما منخفض في السعرات الحرارية على العكس تماما من الحقيقة، فمثل هذه الأطعمة لا تشبع ولكنها غنية بالسعرات الحرارية.
وكذلك هناك أنواع أخرى من الأطعمة تشعرك بالجوع، مثل بعض الفواكه والخضراوات الغنية بالألياف، التي تحفز الجسم على إفراز هرمونات الجوع، ومن ثم لم يشعر الإنسان بالشبع بعد تناولها، وهو ما يفسر سبب شعور كثيرين بالجوع على الرغم من تناول كميات كبيرة من الفاكهة.
ومن ناحية أخرى، فالبقوليات والمكسرات وبعض أنواع الخضراوات لا تعطي للجسم كمية الطاقة التي يحتاجها، لذلك فكثير منا يشعر بالجوع بعد تناول مثل هذه الأطعمة، في حين أن تناول أطعمة أخرى مثل السكريات والخبز الأبيض يشعرنا بالشبع أسرع.
الهرمونات
دراسات كثيرة أوضحت أن الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في النظام الغذائي لنا، فالهرمونات هي المسئولة عن تنظيم العمليات البيولوجية بالجسم وإرسال إشارات كيميائية بين الأعضاء المختلفة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن هناك نوعين من الهرمونات هما GLP-1 وPYY، هما المسئولان عن إرسال إشارات إلى المخ تخبره بالشعور بالشبع. وتزيد مستويات هذه الهرمونات بعد تناول الطعام لتخبر المخ بأنك الآن تشعر بالشبع.
إلا أن بعض الأشخاص لديهم كميات قليلة من هذه الهرمونات، وبالتالي لم يشعر هؤلاء بالشبع؛ لذلك يضطر البعض إلى تنظيم الوجبات الغذائية وتحديدها دون انتظار إشارات المخ التي تؤكد إحساسهم بالشبع.
ومن ناحية أخرى، يوجد نوعان آخران من الهرمونات، هما "ليبتين" و"جريلين" المسئولان عن إحداث التوازن بين الشبع والجوع، حيث يقوم هرمون "ليبتين" بتحفيز الشعور بالجوع. في حين يقمع "جريلين" الجوع، ومن ثم يخفض من استهلاك الطعام.
ولذلك فالأشخاص الذين يعانون من السمنة في حاجة دائمة إلى مقاومة تأثير هرمون "ليبتين"، وذلك لأن أجسامهم اعتادت لفترة طويلة على تأثير هذا الهرمون الذي دائمًا ما يدفعهم إلى تناول الطعام.
السكريات
لا شك أن أجسامنا تتأثر بدرجة كبيرة بالهرمونات التي تؤثر بدورها على شهيتنا. ومن بين هذه الهرمونات "السيروتونين"، وهو المسئول عن إشعارنا بالرضا والسعادة بعد تناول الطعام، لذلك فلا داعي للتعجب من أن السكريات تجعلنا نشعر بالسعادة وتحسن حالتنا المزاجية ولو لفترة مؤقتة؛ حيث تعمل بشكل كبير على تحفيز هذا الهرمون.
إدمان الطعام
وفي تعبير غريب؛ أشار تقرير للـ"بي بي سي" إلى أن الطعام يشبه المخدرات، موضحًا أن مناطق المخ التي تتأثر بتناول الطعام هي نفسها التي تتأثر بالإدمان، كما أن الطعام قد يرتبط بدرجة كبيرة بمواقف إجتماعية، مثل الرغبة في تناول الطعام خارج المنزل مع الأصدقاء، لذلك فالتقليل من الطعام في هذا الموقف قد لا يكون ممكنًا لأنه ارتبط بحالة اجتماعية معينة.
والطعام الانفعالي قد يكون استجابة طبيعية للضغط، حيث إن الهرمون الذي يفرزه الجسم أثناء شعوره بالضغط يحفز إنتاج الكورتيزول. الذي يؤثر بالطبع على كمية الطعام التي نتناولها. كما أنه يحفز إنتاج الدهون التي تساعد الجسم في التخلص من تلك الضغوط، وهذا ما يفسر سبب إقبال الكثيرين على تناول الطعام بعد تعرضهم لحالة نفسية سيئة.
في حين أن آخرين يصبحون أكثر التهامًا للطعام إذا ما شعروا بالسعادة، ويرجع هذا إلى اختلاف مستوى الهرمونات التي تفرزها أجسامهم، ويفسر ذلك أيضًا سبب إقبال كثيرين على تناول كميات أكبر من الطعام في فصل الشتاء.
الشعور بالبرد
نتناول في فصل الشتاء دونًا عن باقي الفصول كميات كبيرة من الطعام وخاصة الوجبات الدسمة وهذا ما يفسر زيادة أوزاننا في هذا الفصل، ويرجع ذلك لرغبة الجسم في حرق المزيد من السعرات الحرارية لتدفئة الجسم. لذلك ينصح أطباء التغذية تدفئة الجسم قبل البدء في تناول الطعام لتناول كمية مناسبة فقط وعدم الإفراط في تناول الطعام.
الانشغال
تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز أو قراءة الجرائد يتسبب في عدم تحديد الكمية المطلوبة للشعور بالشبع وهذا ما يؤدي إلى تناول كمية أكبر من المفترض تناولها أثناء الانشغال بمتابعة التلفاز. لذلك توقفي عن الانشغال بأمور أخرى أثناء تناول الطعام لتتناولي ما يكفيكي فقط من الطعام.
الملل
كما في حالات يقود الملل العديد منا لفتح باب الثلاجة للبحث عن الطعام. فعند شعورك بهذه الحالة توجهي لأقرب تسلية أخرى غير تناول الطعام. ومن المفيد في بعض الأحيان أن نضع ملاحظة على باب الثلاجة لتذكرنا بعدم ضرورة تناول الطعام الزائد عن حاجتنا.