دحضت دراسة جديدة بجامعة مانشستر البريطانية أبحاث سابقة اعتبرت أن المجال المغناطيسي للهواتف المحمولة يؤثر على صحة الإنسان ويودي الى اصابته بالسرطان والعقم.
وأكدت الدراسة الجديدة أن البروتينات الرئيسية الموجودة في جسم الإنسان لا تتأثر تماماً بالحقول المغناطيسية للهواتف المحمولة وبالتالي فانها الهواتف لا تؤثر على صحة الانسان.
وأشار الباحثون إلى أن الحقول المغناطيسية الناجمة عن الهواتف المحمولة وخطوط الكهرباء غير ضارة بصحة الإنسان، وهو ما يتناقض مع دراسات عديدة سابقة أوضحت أن الحقول الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذين المصدرين يمكن أن تؤثر على الخصوبة ويسبب السرطان.
وذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية أنه كان يعتقد أن الحقول المغناطيسية يمكن أن تؤذي البروتينات الرئيسية في جسم الإنسان، غير أن الدراسة التي أجرتها جامعة مانشستر أظهرت الآن عدم وجود تأثيرات يمكن الكشف عنها على الإطلاق.
ونظر الباحثون في كيفية تأثير الحقول المغناطيسية الضعيفة على الفلافو بروتينات، وهي ضرورية للغاية للصحة، وتتحكم في الجهاز العصبي، وإصلاح الحمض النووي (دي إن إيه)، وفي حال حدوث خلل في تلك البروتينات، ستكون هناك تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان، غير أنه بعد تعريض البروتينات للحقول المغناطيسية الضعيفة في المعمل، اتضح للباحثين أنها لم تتأثر على الإطلاق.
ولا يزال العلماء حتى الان منقسمين حول التأثير البيولوجي للحقول المغناطيسية التي تبثها الهواتف الجوالة.
وحذر علماء اميركيون في وقت سابق أمام الكونغرس من ان العلاقة المحتملة بين الهواتف الجوالة وسرطان الدماغ قد تشهد مسار العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة التي استغرق الامر خمسين عاما ليقر بها الصناعيون والمواطنون العاديون.
وقال ديفيد كاربنتر اختصاصي الصحة العامة واستاذ الصحة البيئية في جامعة الباني (نيويورك) مبديا قلقه امام لجنة الاصلاحات في مجلس النواب "علينا عدم تكرار ما حصل بشأن التدخين وسرطان الرئة حيث جادلت بلادنا في كل تفصيل من المعلومات قبل ان تحذر الجمهور".
وقال الطبيب رونالد هيربرمان مدير احد اهم عشرة مراكز ابحاث اميركية حول السرطان في جامعة بيتسبرغ (بنسلفانيا، شرق) انه "على ضوء السبعين عاما التي امضيناها قبل انتزاع مادة الرصاص من الدهانات والخمسين عاما التي استغرقها اقرار الرابط بين التدخين وسرطان الرئة بشكل مقنع، اؤكد انه يجدر بنا استخلاص العبر من الماضي حتى نفسر بطريقة افضل مؤشرات المخاطر المحتملة".
واسف الخبراء الذين تم استجوابهم في وقت سابق لكون غالبية الدراسات المتوافرة والتي تؤكد عدم وجود مخاطر بالاصابة بالسرطان بسبب الهواتف الجوالة، اجريت على اشخاص لم يستخدموا الهاتف الجوال الا لفترة قصيرة.
وقال هيربرمان ان "معظم هذه الدراسات متقادمة وتشوبها مشكلات في المنهجية ولا تشمل عددا كافيا من الاشخاص الذين يستخدمون الهاتف الجوال منذ فترة طويلة".
ويستغرق نمو الورم السرطاني في الدماغ حوالي عشر سنوات.
كما اشار العلماء الى ان هذه الدراسات تحدد الاستخدام "المنتظم" للهاتف الجوال على انه استخدامه "مرة في الاسبوع" فقط.
واستشهدوا بعدد من الدراسات التي اجريت في اوروبا وعلى الاخص في الدول الاسكندينافية حيث ابتكر الهاتف الجوال، وتكشف عن رابط بين الاستخدام المنتظم للهاتف الجوال والاورام الطفيفة والخبيثة.
وافادت دراسة سويدية قديمة اجراها الطبيب لينارت هاردويل اخيرا ان مستخدما منتظما للهاتف الجوال معرض للاصابة بورم في العصب السمعي من جهة الاذن التي يستخدمها في اتصالاته الهاتفية اكثر بمرتين منه من جهة الاذن الاخرى.
وبحسب دراسة اسرائيلية، فان استخدام الجوال يزيد مخاطر الاصابة بالسرطان في اللوزة اللعابية بنسبة 50% واوضح البروفسور كاربنتر ان المخاطر "هي دائما من جانب الوجه التي يستخدم عليه الهاتف الجوال الاكثر".
واخيرا اظهرت دراسة علمية سابقة اجريت في الجمعية الملكية في لندن في ايلول/سبتمبر ان الاحداث الذي بدأوا باستخدام الهاتف الجوال بوتيرة كبيرة قبل بلوغ العشرين معرضون خمس مرات اكثر من سواهم لخطر الاصابة بسرطان الدماغ في سن التاسعة والعشرين.